خواطر

مبادرة مدرسة صناعة المجوهـــرات يجـب تعميمهــا على كل الحـــــرف

جلال دويدار
جلال دويدار

أثارنى واستحوذ على إهتمامى وإعجابى ما قرأته وتابعته عن إقدام وزارة التعليم على افتتاح مدرسة لتعليم حرفة صناعة وشغل الحلى والمجوهرات. من المؤكد أن هذه المبادرة البناءة تعد خطوة فى غاية الأهمية للحفاظ على تواصل الكثير من هذه المهن الحرفية التى كانت قد بدأت تشهد اندثارا وانخفاضاً هائلاً فى عمالتها رغم ما تدره من أجور سخية.
لا يسعنا أمام هذا التحرك من جانب وزارة التعليم سوى أن أوجه الشكر والتقدير إلى وزيرها الدكتور طارق شوقى وكل الذين شاركوه فى تفعيل هذه المبادرة. إنها الى جانب أهميتها الاقتصادية والاجتماعية والوطنية فإنه يمكن وصفها بالحضارية التى تتوافق مع ما هو مطبق فى العديد من الدول المتقدمة.
إن التقدم الاقتصادى لدول مثل ألمانيا والصين والهند وكوريا الجنوبية اعتمد وبشكل أساسى على اتخاذ كل ما يلزم للحفاظ على هذه المهن والحرف، بهذه المناسبة علينا أن نذكر مشروع مبارك - كول الذى تأسس بين مصر وألمانيا للتعليم الحرفى والمهنى.
إن مبادرات الحفاظ على المهن الحرفية ليست جديدة على مصر. ان الكثير من الشركات الكبرى وفى مقدمتها شركة المقاولون العرب كانت تنظم دورات للحفاظ على خلق أجيال جديدة تجيد الأعمال  الحرفية. كان يتولاها الاسطوات وشيوخ هذه المهن.
فى هذا الشأن ومنذ سنوات بدأت الأصوات ترتفع بانخفاض أعداد العمالة المدربة التى تجيد معظم الأعمال الحرفية الوطنية التى كانت تشتهر بها مصر المحروسة.  كان ذلك من أسباب ما شهدته من تراجع رغم تفاقم مشكلة البطالة.
لا جدال أن السياسات التعليمية والثقافة الاجتماعية كانت وراء هذه الأزمة. تمثل ذلك فى اتجاه الطلاب الى الدراسات النظرية فى الجامعات والمعاهد دون الدراسات الفنية والتطبيقية المهتمة بهذه الحرف. ساهم فى ذلك عدم الاهتمام فى المدارس والمعاهد وكذلك الكليات المتخصصة باعداد  هذه العمالة لتشمل كل الحرف.
كم أرجو من الدكتور طارق شوقى الذى يتفق الجميع حاليا على قيادته الناجحة لعملية تطوير التعليم.. أن يولى تعميم هذه المدارس لتأهيل واعداد العمالة الفنية التى نعانى من نقصها.
من ناحية أخرى فإننى أرجو من الاجهزة الاعلامية الترويج لهذا المشروع بالآراء البناءة التى تشجع على الالتحاق بمدارسه.  بلا شك إن نجاح هذا الانجاز سوف تكون له انعكاسات إيجابية على حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. انها وبكل المقاييس خطوة مهمة لاصلاح خلل تعليمى ومجتمعى.