رؤية

متى نرتقى بدورات المياه فى مبانى الدولة؟

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- صدق من قال «احكم على نظافة البيت الذى تدخله من دورة المياه» ولو دخلتها وكانت نظيفة عشرة على عشرة، كتبت شهادة نظافة فى سرك لأصحاب البيت، ولو كانت غير نظيفة لتركت عندك انطباعا طول العمر بأن ست البيت مهملة.
- وكم بيوت انظلمت فى الحكم عليها بسبب إهمال ست البيت وعدم الاهتمام بمعاينة دورة المياه أكثر من مرة فى اليوم، لكن كون أن تلقى بالمسئولية على الشغالة هذا لا يكفى لأن الشغالة لا تعنيها نظافة دورة المياه.. وبالتالى تطنش.
- هذا يحدث فى بيوتنا المصرية، فما بالك فى المصالح الحكومية سواء كانت هيئات أو وزارات، أو مدارس أو مستشفيات.. من يدخل دورة مياه فى أحد هذه الأماكن لا يطيق الروائح الكريهة وسوء الصرف الصحى، وأتحدى أن يدخلها رئيس المصلحة أو قيادات المكان، فمنهم من يطنش، ومنهم من يترك مكتبه ليقضى حاجته فى فندق مجاور.
- أسمع عن المرحوم صدقى مراد عندما كان رئيسا للبنك العقارى فى الستينيات، وكان عدد الموظفين فيه محدودا، ومع ذلك كلما دخل البنك يبدأ بزيارته لدورات المياه قبل دخول مكتبه، ليتأكد من نظافتها قبل أن يدخلها الموظفون.. لم يخجل الرجل كرئيس بنك من القيام بهذا العمل، وقد غاب عن القاهرة سنوات فى مهمة عمل لدولة البحرين، عاد منها ليؤسس بنك الدلتا مع عدد من المساهمين، توقعت أنه نسى عادته، وإذا نفس العادة التى كان عليها فى البنك العقارى اتبعها فى بنك الدلتا وكان يزور دورات مياه الموظفين والسعاة..
- أنا أفهم أن المبنى الحكومى مسئولية رئيس العمل الذى يديره، لو كان قدوة فى العناية بنظافة دورات المياه لحرص جميع العاملين فى المبنى على نظافتها، لكن الإهمال والتسيب له طابعه.. أنا شخصيا أتحدى أن تجدوا دورة مياه نظيفة فى مستشفى، جميع دورات المياه فى مستشفياتنا مهلهلة من حوائط وأرضيات وصرف صحى.. واسمها مستشفيات.
 - رحم الله وزير الصحة الدكتور نور الدين طراف فقد عايشته أيام حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكنت أطوف معه المستشفيات فكان قبل أن يجتمع بمدير المستشفى يزور المطبخ ودورات المياه، هذا التقليد أصبح على أيامه عُرفا وأصبحت كل مستشفى تهتم بالمطبخ والحمامات خوفا من زيارة الوزير المفاجئة، فيها إيه لو عملتها الدكتورة هالة زايد وزارت مستشفى أو اثنين وعاقبت المسئول، أقسم بالله جميع المستشفيات على مستوى مصر سوف تهتز ويتصلح الحال ونضمن حمامات نظيفة للمرضى والزوار.. لكن للأسف الشلة التى حولها لم تفكر فى هذا الاقتراح.
- لذلك أنادى بأعلى صوتى على وزيرة الصحة وهى إنسانة تموت عشقا فى النظافة بأن تطلق مبادرة باسمها من أجل نظافة حمامك فى المستشفى، وتقوم بتعميمها فى جميع مستشفيات مصر، مؤكد أنها ستفعل شيئا وسوف يتغير الحال ونضمن حمامات نظيفة فى كل مستشفى.. المهم أن يصلها هذا الاقتراح، أنا واثق أنه سيلقى قبولا عندها وستعمل به فورا، المهم أتمنى وجود مسئول قريب منها ومنتمٍ للمهنة يقوم بتوصيل هذا الاقتراح لها.
- للعلم ما يحدث فى حمامات المستشفيات يحدث فى مدارسنا، جميع الحمامات خارج الخدمة، لا رقيب ولا مسئول يتابع مع أنها مسئولية المديرين، لو طرحوا مبادرة بين التلاميذ بغرض أن تبقى حماماتهم نظيفة، سوف يشارك التلاميذ فى هذه المبادرة، ولا يمنع منح جوائز للمتطوعين فى نظافة الحمامات حتى نشرك الطلبة فى المسئولية ونضمن انعكاس هذا العمل على الحمامات فى بيوتهم.. فالتوعية مطلوبة حتى ولو كانت بالحوافز والتشجيع.
- القضية التى أقدمها قد تكون عادية، لكنها قضية تحتاج إلى تدخل المسئولين على اعتبار أنها مرتبطة بالصحة العامة.. قد لا توجد بنود فى الميزانيات للنظافة وهذه هى المأساة.. وواضح أنها فى كل الحمامات العمومية لمبانى الدولة، مع أن هذا الإهمال فيه إهدار للثروة العقارية لأن معظم المبانى تتأثر من تسيب مياه الصرف الصحى.. أقول هذا ورأيى على الله.. المهم أن يلقى صدى.