حكايات| مرضى يجدون علاجهم مع «الشيف حمدي».. يصرف الخبز بـ«روشتة»

الخبز هنا يصرف بروشتة
الخبز هنا يصرف بروشتة

إنهم محاصرون في «لقمة عيشهم»، هذه الجملة ليست مجازية إنما تحمل المعنى الحرفي لها، إذ هناك من لا يستطيعون أكل الخبز لكونهم مصابين بحساسية القمح أو حساسية «الجلوتين».


حساسية القمح أو حساسية «الجلوتين» وهو بروتين يتواجد في القمح ومشتقاته، كما أنه السبب الرئيسي لكثير من الأعراض المعوية والاضطرابات الهضمية، أبرزها آلام في المعدة، وخمول وضعف عام في الجسم والقيء والإسهال، ويكون العلاج بتجنب تناول المخبوزات التي تحتوي على الجلوتين، والالتزام بحمية غذائية خالية منه.

 

هؤلاء المرضى أتيح لهم فرصة وحيدة بأن يأكلوا الخبز والمعجنات فقط من يد متخصصين مثل الشيف حمدي.

 

اقرا حكاية أخرى| من الخديوي لعشاق «الأقفال».. كيف رسم كوبري قصر النيل خريطة الرومانسية المصرية؟

 

وعن الأماكن التي توفر هذه المخبوزات، التقت «بوابة أخبار اليوم» مع الشيف حمدي، المتخصص في صناعة المخبوزات الخالية من الجلوتين لمرضى حساسية القمح، مثل الخبز العربي، وخبز الفينو والكايزر، والبيتزا والبقسماط، والبسكويت والعديد من المنتجات الغذائية الأخرى، في المخبز الكائن بحي الزيتون بمحافظة القاهرة.

 

يقول حمدي: «كان عملي في مستشفى الدمرداش جامعة عين شمس، قسم الأمراض الوراثية، لإنتاج المخبوزات لمرضى التمثيل الغذائي من الكبار والصغار، وهي مخبوزات خاصة بهم لتعويضهم عن حرمانهم من المخبوزات العادية التي تحتوي على القمح، وبعد رؤيتي لمعاناة هؤلاء المرضى قررت مد يد العون لهم، فتقدمت باستقالتي من وظيفتي، حتى أتفرغ أكثر لخدمتهم، وفتحت مخبزا خاصا لتقديم كل ما لذ وطاب لهم.

 

ويكمل حمدي: بجانب حساسية القمح توجد أنواع أخرى من حساسية الغذاء مثل البيض واللبن والصويا، وهوما جعلني أضع كل خبرتي في هذا المجال، لتوفير مخبوزات من نوع خاص ورسم البسمة على وجوه هؤلاء المرضى، وهذا هو مكسبي الحقيقي بعيدا عن المكاسب المادية الأخرى، فما أجمل من أن أسمع دعوة جميلة من مريض، أو أرى فرحة أم بعد شفاء ابنها من أعراض حساسية القمح، وفرحة طفل بعد تناول تورتة عيد ميلاده الخالية من الجلوتين، دون التأثير على صحته.  

اقرا حكاية أخرى| «فتافيت السكر».. كوكيز «إرادة» على طريقة متلازمة «داون»

روشتة الطبيب هي أول شئ أطلبه من المريض، فهي العامل الأساسي في تحديد المخبوزات الممنوعة، وتوفير البديل من المخبوزات الأخرى، ذات المكونات المناسبة لحالته.

من أكثر المواقف المؤثرة أثناء عملي، فتاة كانت تعاني من حساسية القمح وأعراضه لمدة 17 عاما، فتشخيص الطبيب لم يحدد طبيعة مرضها في البداية، وتم التعرف عليه متأخرا بعد ترددها على أكثر من طبيب، وعند تناولها المخبوزات الخالية من الجلوتين، زالت كل الأعراض التي كانت تعاني منها.

 

ويضيف حمدي، أن من الصعوبات التي واجهته في البداية، هي تكوين فريق عمل متخصص، قادر على التعامل مع الدقيق الخالي من الجلوتين نظرا لصعوبة تشكيله وصنع المخبوزات منه، على عكس الدقيق العادي، وتمنى أن يكون له مخبز في كل مكان في مصر، ليكون قريبا من كل مريض يعاني من حساسية القمح.

 

اقرأ حكاية أخرى| «البنت زي الولد».. «ميك أب أرتست» لتجميل الرجال

 

توأم بين الزبائن

 

التقت بوابة أخبار اليوم مع أحد المتعاملين مع المخبز، وهو أب لطفلين توأم اكتشف أن بينهما فرق في النمو، فذهب في البداية إلى طبيبة تغذية لمعرفة السبب، خاصة أن ظروفهما المعيشية واحدة، فطلبت الطبيبة تحليل هرمون النمو، وكانت النتيجة طبيعية، ثم طلبت مني بعد ذلك تحليل حساسية القمح، واكتشفت اصابته بمرض حساسية القمح، فتم تحويلي إلى طبيب متخصص، فطلب مني منظار على المعدة، والذي اتضح منه اصابة ابني بمرض «السيلياك» وهو درجة متقدمة من حساسية القمح، وأوصى الطبيب بتناول ابني للمخبوزات الخالية من القمح.