«مراكز الشباب» في السويس.. رياضة وتثقيف لكل الأسرة

رحمه
رحمه

قبل 5 سنوات، أولت الدولة اهتماما بمراكز الشباب في السويس، وبدأت أعمال تطوير واسعة بإنشاء ملاعب قانونية وأخرى للرياضيات المختلفة، مع صالات المنازلات، وملاعب خماسية في 11 مركز، وأصبح هناك طفرة في مجال الإنشاءات تجنى مراكز المحافظة ثمارها وعددها 23 مركزا.

وقال الكابتن سعيد محمد، وكيل وزارة الشباب والرياضة في السويس، إن مراكز الشباب تتمتع بإقبال مرتفع في الصيف، بسبب أنشطة الألعاب الرياضية والأكاديميات التي تتيح تدريب الأطفال والناشئين، في ألعاب كرة القدم والكرة الطائرة والسلة والكاراتية والمصارعة والكونغو فو والملاكمة وتنس الطاولة، لافتا الى أن انشاء ملاعب قانونية وحلبات المصارعة، وتنفيذ البُسط أتاح فرصة للأكاديميات لتدريب الأطفال والنشأ.

جمباز للأطفال

إلى جانب ذلك وفرت 5 مراكز هي الاكثر شعبية في الأحياء بالسويس، رياضة الجمباز للأطفال من عمر 3 وحتى 8 سنوات، واستطرد، وكيل وزارة الرياضة، أن تعدد الأنشطة الرياضية والاجتماعية في الفترة الأخيرة جعل مراكز الشباب قُبلة للأسر، تقضى وقتها فالأبناء يمارسون رياضاتهم، والآباء يستمتعون ما تقدمه المراكز من خدمات ويحضرون ندوات اجتماعية وتثقيفية.

شُعب للفنون

وتمثل مراكز الشباب بالإقليم منارة رياضية وثقافية واجتماعية، لجميع الأعمار من 6 سنوات الى ما فوق الـ 60 سنه، ولفت "سعيد" الى أن الوزارة في صدد تنفيذ ملعبين خماسي أخرين، أحدهما في مركز شباب عيون موسي، الذي يعد ابعد مركز شباب بالمحافظة، لكن رغم ذلك يلقى اهتمام وتطوير لخدمة الأهالي من البدو المقيمين قرب جنوب سيناء.

وأوضح سعيد محمد، أن إدارات شُعب الطلائع في وزارة الشباب والرياضة، استهدفت فتح مجالات جديدة للفنون تصل الى 15 شعبة، داخل عدد من مراكز السويس أبرزها فنون النحت والتصوير المائي والكورال الجنائي والعزف.

دور تنويري

وبجانب ذلك هناك بروتوكول تعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ويقدم كل أسبوع شيخا محاضرة وندوة دينية يستهدف من خلالها تجديد الخطاب الديني، ومخاطبة عقول الشباب وتوعيتهم بالأخطار المحدقة بهم، ليجتنبوا الوقوع فيها، مع تنظيم حلقات نقاشية للسيدات لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة في الدين، ونبذ الافكار السلبية التي تهدم كيان الأسر. 


الى جانب ذلك فهناك دور تنويري واجتماعي يتمثل في التعاون مع ادارة التعليم المدني، والتي تقدم ندوات تثقيفية في مختلف المجالات، بجانب دورات اعداد القادة، لتخريج شباب جاهز لسوق العمل، يستطيع تحمل المسؤولية.

كما نفذت ادارة التعليم المدني، بروتوكول تعاون مع شركة مايكروسوفت، والتي تقدم دورات مجانية لمرتادي مركز شباب المدينة وفيصل، لتطوير مهاراتهم في التعامل مع الكمبيوتر، وبرامج الاعمال.

وتتنافس مراكز الشباب في تنظيم الندوات والامسيات الثقافية، سواء من خلال حفلات السمسمية والتي تعرض الفلكلور السويسي، أو الندوات الشعرية ولعل أبرزها الأمسيات الثقافية التي تقدمها رابطة الزجالين في السويس مساء كل خميس، برئاسة الشاعر أحمد رشاد الأغا ويحضرها عدد من الشعراء والأدباء بإقليم القناة ويقدمون مختلف ألوان الشعر والزجل.

 

ماراثون زايد

وكشف مدير الشباب والرياضة أنه يجري التنسيق مع الجهاز التنفيذي، لإقامة ماراثون الشيخ زايد، الخيري السنوي لتنطلق نسخته السادسة هذا العام من السويس بمشاركة جميع مراكز الشباب وذلك لما تتمتع به المحافظة من أمكانيات أهلتها لتنظيم الماراثون.

كما تستضيف السويس، في الأول من سبتمبر المُقبل شعلة بطولة الجمهورية للاتحاد الرياضي للشركات، والتي تنطق من مدينة الجلالة السياحية، ومنها الى مدينة السويس، وتنتقل في اليوم الثاني الى الإسماعيلية.

منافسات عالمية

ويقول كابتن سيد خطاب رئيس مجلس إدارة مركز شباب المدينة، إن مراكز الشباب افرزت قطاع ناشئين متقدم، موضحا أن الملاعب الجديدة جعلت الأكاديميات تتسابق لتدريب الناشئين وأصبح لديها لاعبين يشاركون في بطولات داخل مصر وخارجها، ففريق الكاراتيه بمركز شباب فيصل شارك في دوري الجمهورية للنائشين، ثم صعدوا للمنافسة في بطولة العالم للأندية للناشئين وحققوا مراكز متقدمة.

بينما برع لاعبي الملاكمة بمركز شباب عرب المعمل، وحصدوا مراكز متقدمة في بطولات على مستوى الجمهورية، ومن انطبقت عليه الشروط انضم للمدرسة الرياضية العسكرية وأصبح يشارك دوليا باسم السويس.

تحدي وعزيمة

داخل صالة تنس الطاولة بمركز شباب المدينة، كانت الطفلة رحمة على تمارس رياضتها المفضلة، بمساعدة مدربها كابتن عزت السعيد مدير منطقة السويس لتنس الطاولة والمدرب بمركز شباب المدينة.

قبل 5 سنوات، قررت اسرة الطفلة رحمة، التي تعاني من متلازمة داون، ان تنال ابنتهم حقها في اللعب وممارسة هوايتها، وألا تكون حبيسة المنزل بسبب مرضها.

وتتحدث والدة الطفلة التي تحضر معها التدريبات بمركز شباب المدينة، ان مدربو المركز حبوا بالطفلة وخيروها بين الألعاب التي تريد ممارستها، وبدأت الطفلة بلعبة الكاراتية، وساعدتها الرياضة كثرا في تنمية عقلها وساعدتها على الاختلاط بمن حولها.

غيرت الطفلة مسارها، وتولت الى لعبة تنس الطاولة سريعا، لتحصد بعد عامين من اللعب مركز أول على مستوى السويس، ثم أول على مستوى الجمهورية في المسابقات التي اجريها الإدارة المركزية لشئون التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم.

دعم مركز شباب المدينة الطفلة رحمة، وبجانب تنس الطاولة لعبت الوثب والعدو، وتفوقت على زميلاتها في قطاع القناة وحققت مركز اول أيضا على مستوى الجمهورية في اللعبتين.

حلم الأولمبياد

عقب انتهاء تدريب التنس، حدثتنا الطفلة وأخبرتنا أنها بدأت لعب الجمباز واستطاعت تنفيذ حركات يعجز الأطفال في سنها عن فعلها، لذلك قررت الاستمرار في التنس والجمباز، وتتمني ان تشارك في الاولمبياد وتحصد ميداليات لمصر.
ويتحدث الكابتن عزت سعيد مدرب رحمة ويقول انه بدأ مع رحمة بكسر الحاجز بينه وبينها حتى تعاملت معه كأنه والدها، وبمرور الوقت بدأت تتقبل النصائح وتعليمات التدريب وتحسن أدائها سريعا.

وأضاف مدير منطقة التنس في السويس، إن الطفلة لديها عزيمة وتحفيز ذاتي وستنجح في تحقيق ما تريد، فهي ترى نفسها مثل غيرها لا ينقصها شيء ولن يمنعها مرض من الفوز، فنالت أيضا المركز الأول على الجمهورية.

ويضيف انه بدأ مع رحمة مرحلة اعداد بدني والفني لتحقيق نتائج إيجابية تؤهلها للمشاركة في أولمبياد تنس الطاولة وهو حلم رحمه.