نقطة نظام

يا شيخ.. بالله عليك «ما تكمل»

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

أخذ المصلون أماكنهم فى المسجد الكبير وجلسوا جميعا فى انتظار خطبة الجمعة.. وكان الخطيب يتحدث عن الجنة والنعيم الذى ينتظر المؤمنين فيها، فقال عن رواة الحديث إنه عندما يدخل العبد المؤمن الجنة تحفه الملائكة فيذهبون به إلى قصره فيفاجأ بحوراء آية فى الجمال فيحاول الذهاب إليها فتقول له الملائكة تريث يا عبد الله، ثم يذهبون به إلى غرفته الخاصة فإذا بالحوريات العين أشد جمالا، فيحاول الذهاب إليهن فتقول له الملائكة تريث يا عبد الله فإن حوريتك الخاصة فى انتظارك فى مخدعك، فيدخل فيفاجأ بزوجته فى الدنيا تنتظره فى الغرفة.. فى هذه اللحظة قام أحد المصلين وصرخ فى وجه الخطيب قائلا: يا شيخ بالله عليك ما تكمل بالله عليك ما تكمل، اتق الله فينا، قاعدين ساعات فى انتظارك والحين داير تخربها.. هى الحرمة ورانا ورانا فى كل مكان.. نرجوك راجع الحديث يمكن يكون ضعيفا..
هذه القصة والتى وقعت أحداثها فى أحد المساجد بدولة شقيقة قرأتها أعزائى القراء نقلا عن أحد المصريين من شهود الواقعة، وفى الحقيقة رغم طرافتها إلا أنها تفتح بابا عريضا للتساؤل: هى السُنّة الشريفة اللى عمالين يحكوا عنها أحاديث خرافية وغير منطقية بالمرّة مالهاش أصحاب يسألوا عنها أو يهتموا بها.. والاهتمام الذى أعنيه عزيزى القارئ هو القيام بتطهيرها من كل ما دُسّ عليها وكم هو كثير، مثلما تذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم قد مات فقيرا ودرعه مرهونة لدى يهودى، وهنا يتساءل الباحث الإسلامى أحمد ماهر كيف ذلك وقد كان يمتلك حديقة تدر عليه دخلا قيل إن ابنته السيدة فاطمة الزهراء طالبت بها كميراث شرعى، وأيضا كيف كان فقيرا وقد قال الله له (ووجدك عائلا فأغنى).. وإذا ألغينا عقولنا وقبلنا بتلك القصة فلماذا كان الرهن لدى يهودى بالذات، ألم يكن فى المسلمين واحد مقتدر ماديا ليكون هو المختار لهذه المهمة.. كذلك فيما ذكرته السُنّة فى إرضاع الكبير والفضيحة الكبرى فى استماتة المدافعين عنه ولم يستحوا حين قال أحدهم إن السيدة عائشة كانت تأمر بذلك لمن لا يستغنى عن دخوله على المرأة ويشق احتجابها عنه.. والسؤال عزيزى القارئ فيه مسخرة أكتر من كده؟..
 نعم.. الرسول مات مريضا
 بالصدفة رأيت فيديو للشيخ خالد الجندى ينفى فيه ما يسمى بالطب النبوى والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات مريضا، وقد أعجبنى ما قاله الشيخ خالد حيث إنه بالمنطق لو كان هناك طب نبوى لما توفى الرسول مريضا.. وبالرغم من تلك الملاحظة الذكية التى انفرد بها الشيخ خالد دونا عن بقية المشايخ إلا أنها قد فتحت عليه أبواب جهنم من خلال التعليقات المصاحبة للفيديو فقد تلقى هجوما ناريا واتهامات بالتطاول على شخص النبى صلى الله عليه وسلم والخوض فى سيرته الشريفة.. الأمر الذى أحزننى، فبدلا من أن تدفعنا تلك الملاحظة للكف عن تصديق وصفات النصب والاحتيال التى تقدم للناس من خلال الفضائيات على أنها طب نبوى وبدلا من غلق تلك الأبواب المفتوحة على مصراعيها للنصابين باسم الطب النبوى، نقوم بمهاجمة من حاول إشعال شمعة لينير للآخرين عقولهم المظلمة.. أقول قولى هذا وأنا لست من جمهور الشيخ خالد الجندى الذى لازلت أراه فى مجال تجديد الخطاب الدينى يقدم قدما ويؤخر الأخرى..
ما قل ودل:
لقد كبرنا يا أمى وبقينا لما بنزعل بنتفلق ونكمل عادى.