شد وجذب

شهادات القناة.. والسكة الحديد

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

أيّام قليلة وتنتهى الفترة الزمنية المحددة لشهادات قناة السويس.. ستعود أصول المبالغ التى استثمرها المصريون فى ملحمة تاريخية أبهرت العالم إلى جيوب المصريين.. فى ذلك الوقت وبالتحديد منذ خمس سنوات دعا الرئيس السيسى الشعب إلى الاكتتاب فى أسهم قناة السويس لأننا كنّا فى حاجة إلى إضافة قيمة جديدة للقناة تضمن لها التميز كأهم شريان تجارى ملاحى فى العالم.. فى ذلك الوقت حاول الجميع التشكيك فى قيمة المشروع إلا أن الشعب المصرى تسابق أمام البنوك لشراء الشهادات وبعد ٨ أيام فقط توقف البيع بعد أن تخطى الرقم مبلغ الـ ٦٠ مليار جنيه المطلوبة لإنجاز الملحمة الوطنية.. الشعب وثق فى الرئيس واستجاب لنداء المشاركة فى تنمية مصر وأتذكر وقتها أننا كنّا دولة تعيش على المعونات.. فوائد الشهادات كانت ١٢٪ وبعد تعويم الجنيه وزيادة الفائدة بالبنوك تقرر رفع سعر الفائدة للشهادات إلى ١٥٪ حتى لا يضار أحد.. انتهت مدة الخمس سنوات وتم عمل مشروع القناة الجديدة وأنفاق القناة والمزارع السمكية وساهمت فلوس المصريين فى تنمية بلدهم بكل وطنية وساهموا أيضا فى زيادة عائد قناة السويس بعد أن أصبحت مؤهلة لعبور أكبر الناقلات فى العالم.. اليوم ونحن نسترد أموالنا بكل فخر أطالب الرئيس السيسى تكرار التجربة وتكون فى مشروع وطنى أيضا مثل إعادة بناء وهيكلة السكك الحديدية بالكامل لأنها مشروع قومى لا يقل أهمية عن قناة السويس.. ولكى يشعر أيضا الشعب أن هذا المرفق الكبير هو ملك لنا جميعا ولا يجوز أن يهمل أو يقوم الأطفال بإلقاء الحجارة على عربات القطارات فى الأرياف لأننا جميعا ندفع الثمن.. الشعوب المتحضرة دائما ما تساهم فى تنمية الدول سواء بالمشاركة المجتمعية فى توفير الحياة الكريمة للمحتاجين أو من خلال المساهمة فى شراء أسهم الشركات أو شراء شهادات الاستثمار محددة المدة.. ولذلك أطالب بأن يتم إطلاق مشروع قومى جديد يسمح للمصريين بالمشاركة.. قد تكون هناك أفكار أخرى ترى الدولة أن لها أولوية فى المرحلة المقبلة ولكننى أرى أن حالة الثقة والنجاح التى تحققت من خلال مشروع قناة السويس يجب أن تستثمر وأن تكون حالة مستمرة يتم تطويرها لأنها عمل جماعى وطنى يشعر الجميع بأنه شريك فى بناء الوطن وإضافة قيمة جديدة للمشروعات والبنية التحتية.. من حق الشعب أن يفخر بأنه كان شريك نجاح فى مشروع قومى من أكبر المشاريع التى تم تنفيذها.. ومن حق الدولة أن تفخر أيضا لأنها نجحت فى تنفيذ المشروع بفكر متطور بعيدًا عن دعاة الهدم وتكسير الهمم.. دعونا نرى مشروعات جديدة تجعل الشعب شريكا حقيقيا فى التنمية.. وتحيا مصر.