إنها مصر

لم تكن ثورة النساء بسبب ما قالته ريهام سعيد عن السمنة

كرم جبر
كرم جبر

ثورة النساء !

لم تكن ثورة النساء بسبب ما قالته ريهام سعيد عن السمنة، ولكن لأن الرأى العام فقد الثقة فيها، وأصبح مترصداً لكل كلمة تقولها، نتيجة مواقف كثيرة جعلتها دائماً فى موضع الشك.


الإعلامى بالذات «قبول»، وإذا فقده أصبح عبئاً على نفسه، ولا يستطيع أن يوصِّل رسالته الإعلامية أكثر من تحت قدميه، وهو الذى يختار لنفسه، إما الثقة والمصداقية، أو الرفض والاستنكار.


ليست وحدها، انظروا للخريطة الإعلامية، كم إعلامى وإعلامية فقدوا ثقة الناس، فاختفى البعض، ويحاول آخرون التسلل، وهم يعلمون جيداً أن المشاهدين لا يطيقون ظهورهم ويترصدون لهم.


مشكلة أى إعلامى هى الكِبر والتعالي، فيجلس كالديك أو الديكة المنفوشة، ويخطب فى الناس من طرف أنفه، ويعايرهم بظهوره وملابسه وكاميراته، ولا يحترم مشاعرهم البسيطة.


فى إحدى الحلقات منذ فترة، دخل أحد المشاهدين، وقال للمذيعة، «قولى للبيه اللى معاكى ينزل رجل من على رجل، لأنه حاطط جزمته فى وشنا»، فعلاً، وأخذ باله من تصرف سخيف ربما لم نلحظه أو يلفت انتباهنا.


مشكلة المذيعة أنها عايرت الناس بسمنتهم واعتبرتهم عالة وعبئاً، دون أن تقدم نصيحتها بأسلوب بسيط وسهل ومتواضع، يقربها من الناس، ولا يخلق حالة تنافر وكراهية.


عايرتهم برشاقتها، فشعروا أنها لم تأت لتنصحهم أو تقدم لهم الدعم والمساندة، ولكن المكابرة والمنظرة والتنابز، فقالوا لها «لست منا ولسنا منكي»، ولم تعترف ولو مرة واحدة أنها أخطأت لتصحح مسارها، ولكن هى دائماً صح والناس دائماً غلط.


مشكلة أى إعلامى أو إعلامية هى رصيد الثقة، فإذا تآكل وتراجع، يصبح طريقه إلى الناس مليئاً بالأشواك، والتآكل ينجم عن الغرور والتحول والتقلب وعدم ثبات المواقف، ويأتى من الإحساس بالتميز والمنظرة والاستعراض والسمو والتفوق.


القاعدة الذهبية تقول: الإعلام كالنار إما يجلب الدفء أو يشعل الحرائق، والناس بطبيعتهم لا يحبون الحرائق ولا من يشعلها، ولا من يحمل الحطب وأعواد الثقاب، ويكرهون من يعطيهم دروساً فى الوعظ والإرشاد، وهو فى أمس الحاجة إلى الوعظ والإرشاد.


أعلم أن كل نساء مصر يحلمن بالرشاقة، ولكن دون أن تجرح كرامتها أو تعايرها بأنها شوال، أو دون أن تفهم طبيعة المشكلة، فليست كل امرأة قادرة على برامج التخسيس القاسية، التى تتطلب أموالاً تفوق قدرتها.


الست المذيعة لا تعلم أن الرجيم غال جداً وإنما خاطبت النساء البسيطات بغرور الصالونات، وأن الدعوة إلى مكافحة السمنة هدف نبيل، ففيها الصحة والعافية ومقاومة الأمراض، ولكن ما تدعو إليه غير ذلك تماماً، فشتان بين الشعور بمشاكل الناس والمتاجرة بمشاكل الناس.


< < <
الموسم الجديد


أحسن فكرة قرأتها هى حل جميع لجان اتحاد الكرة، والتعاقد مع شركة إنجليزية لتنظيم الجدول ومراقبة المباريات وتعيين الحكام.
< < <
طوفان الأهداف


طوفان أهداف الأهلى والزمالك فى الفرق الإفريقية.. خداع مبكر.