نهار

عبلة الرويني تكتب: السطو المسرحي

عبلة الرويني
عبلة الرويني

السطو المسرحى

حتى المسرحيات المأخوذة صراحة عن أعمال مسرحية أجنبية، نفاجأ بأنها تضع فوق أفيشاتها وفى كتالوج العرض الموزع على الجمهور، اسم كاتب شاب بصفته المؤلف!!..

والمدهش أيضا أنه يتقدم بالنص فى مسابقة حول التأليف المسرحى فى المهرجانات المسرحية!!...مسرحيات أخرى تختصر المسافة وعناء الجدل والمناقشات الطويلة والمقارنات والتقصى والبحث، فلا تشير أساسا إلى المصدر الأصلى المأخوذة عنه المسرحية، ويضع الكاتب لسمه مؤلفا وحيدا وأصيلا على نص يعرف الجميع أصوله ومصادره ومؤلفيه الحقيقيين!!...

وبالطبع يخوض هو أيضا المنافسة فى مسابقات التأليف المسرحي!!...


ظاهرة تمتد لسنوات،كاشفة عن غياب حقيقى للمؤلف المسرحي، وسيادة أشكال الإعداد المسرحى والمعالجات الدرامية لمسرحيات أخرى أو لروايات أو قصائد أو حتى لوحة تشكيلية!!..

هناك أيضا سيادة لورش الكتابة المسرحية والصياغات الجماعية المشتركة، يختفى خلالها صوت المؤلف وسط الجميع!!...

صحيح هناك نوع من الكتابة على الكتابة، يتطلب هدم وبناء،وإعادة إنتاج المعنى وتداخل وتقاطع فى الرؤى، ومعارضة لها أحيانا،كما حدث فى العديد من المعارضات الشعرية التى قدمها أحمد شوقى معارضا بردة البوصيري..

وكما عارض البوصيرى ابن الفارض، وعارض الأخطل كعب بن زهير...إبداع فوق إبداع، لكنه يستلزم بالضرورة الإشارة إلى النص الأصلى والمؤلف الأول..

اما ظاهرة كتابة اسم مؤلف على مسرحية، مأخوذة عن مسرحية أخرى لمؤلف آخر، دون الإشارة إلى المصدر من قريب أو بعيد...فهو السطو المؤكد،والاعتداء المباشر على حقوق الغير..وفى النهاية لا يصنع مؤلفا ولا إبداعا.