يوميات الأخبار

حمدي الكنيسي يكتب: إنه العصر الذهبي: لهم.. ولهن

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

إنه العصر الذهبى: لهم.. ولهن

تلك بعض الأمثلة التى تقول بالفم المليان إنه العصر الذهبى للشباب، وإنه العصر الذهبى للنساء أيضاً

من يتابع بموضوعية كاملة، وبمشاعر متجردة من الهوى والغرض والتأثر مما يبثه أعداء الداخل والخارج، ما يتحقق للشباب.. وللنساء فى أيامنا هذه يصل إلى نتيجة واحدة محددة وهى أنه «العصر الذهبى لهم، ولهن» والأمثلة على ذلك عديدة تفوق الحصر أذكر منها:


١- لا يختلف اثنان مهما باعدت بينهما الاتجاهات والانتماءات على ان شبابنا كانوا على مدى عشرات السنوات يعانون من التجاهل والتهميش لدرجة انزلاق معظمهم إلى حالات من العزلة والهجرة النفسية والمادية، فإذا بهم الآن فى قلب اهتمام الدولة، بل صاروا يتصدرون الأحداث ويشاركون بتوصياتهم من خلال المؤتمرات التى ارتبطت بهم عنواناً وعملاً فى صنع القرارات وإطلاق المبادرات والمشروعات القومية والحضارية والأخلاقية.


٢- لأول مرة فى التاريخ تنقل وسائل الاعلام المحلية والدولية صور شابات وشباب يجلسون أثناء المؤتمرات فى الصفوف الأولى إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء وكبار المسئولين.


٣- لأول مرة فى التاريخ يوجه الشباب أسئلتهم للرئيس مباشرة فى كل مجال ودون قيد أو شرط ويتولى هو بمنتهى الشفافية والاريحية الرد عليهم مشجعاً لهم ومستجيباً لما يطرحونه من أفكار ومبادرات.


٤- من خلال الاكاديمية الوطنية للتدريب «بوابة الشباب للتأهيل والقيادة» تلقى أكثر من ألفى طالب دراسات وتدريبات وضعتهم على طريق تولى أهم المسئوليات.
٥- أتيحت الفرصة لأكثر من «١٣٠ شابا» ليكونوا ممثلى الشعب فى مجلس النواب.


٦- من خلال مؤتمرات الشباب «السبعة» نجحت تجربة محاكاة الحكومة ومحاكاة مجلس النواب وكانت الآراء والمعلومات والاقتراحات التى تم طرحها موضع الاهتمام والمناقشة التى شارك فيها رئيس الحكومة وعدد من الوزراء فى لقاءات مثمرة فعالة بين حكومة المحاكاة الافتراضية وحكومة الواقع التنفيذية كأحد جسور التواصل بين الشباب والدولة، ومن ثم إثراء الحوار الخلاق بين الشباب وكبار المسئولين.


٧- بتوليهم المسئولية الكاملة فى إعداد وتنظيم مؤتمراتهم اكتسب عدد كبير من الشباب خبرات رائعة فى التنظيم والدقة الالتزام .


٨- لأول مرة - واستثماراً واعياً لنتائج المؤتمرات والأكاديمية الوطنية للتدريب - تم تعيين مساعدين للوزراء ونواب للمحافظين من الشباب كخطوة عملية بالغة الأهمية على طريق تحمل أعلى درجات المسئولية وصناعة المستقبل.


تلك بعض الأمثلة التى تقول بالفم المليان إنه العصر الذهبى للشباب، وإنه العصر الذهبى للنساء أيضاً.. يكفى ان نذكر ما يسجله التاريخ الآن من أن المرأة تجد من يعبر عنها داخل مجلس النواب من خلال تسع وثمانين نائبة وهو عدد يمثل أضعاف أضعاف من كن يتواجدن فى مجالس الشعب السابقة.


كذلك يسجل التاريخ انه لأول مرة يتضمن تشكيل مجلس الوزراء ثمانى وزيرات يشهد المجتمع لكل وزيرة منهن بالأداء المتميز والاسهام الرائع فى انطلاقة مصر «الجديدة جداً» على طريق البناء والتنمية والتقدم.


هكذا يتأكد انه العصر الذهبى «لهم ولهن».. وعقبال بقية الفئات.


الشباب والرئيس


لأنه بفضل التكنولوجيا الحديثة فضائيا وأرضياً صار الإعلام أخطر محرك للأحداث والتطورات، قادراً على حشد الجماهير، أو دافعاً لإصدار أهم القرارات، مما جعله موضع البحوث والدراسات سواء كان إعلاماً وطنياً أو خارجياً. لذلك تجدد الحديث عن الحالة الإعلامية الحالية اثناء آخر مؤتمر للشباب، وتحدث الرئيس السيسى عن الترهل الذى أصاب الاعلام كما أصاب كيانات وقطاعات اخري، ولا بديل عن تطوير المنظومة الاعلامية اعتماداً على العلم والمهنية ولعل ما قاله الرئىس يجعلنا نتوقف من جديد أمام السلبيات التى انزلقت إليها قنوات وصحف وإذاعات بالرغم من الجهود التى تبذلها الهيئة الوطنية للاعلام والهيئة الوطنية للصحافة وهيئة إعلام المصريين حيث يخفت ويتراجع احياناً صوت الاعلام إزاء ما يتحقق من أكبر وأهم الانجازات الاقتصادية والسياسية كما يتعثر فى تغطية ما يطرأ من أحداث لها أهميتها مما يحدث فراغاً يستغله الاعلام المعادى وعدد من مواقع التواصل التى تنجح بطبيعتها للإثارة بأى شكل أو تحركها قوى أجنبية معادية. هكذا تتأكد الحاجة لتطوير منظومة الاعلام التقليدى بالتثقيف والتدريب وبث روح المبادرة والأداء المتوازن .. الى جانب النظر فى مواقف مواقع التواصل الاجتماعى التى تخدم اغراضا اجنبية وهذا ما تفعله دول كروسيا والصين وتركيا وفرنسا واخيراً بريطانيا التى بدأت تفعيل قانون جديد يقضى بالسجن لمن يشاهد دعاية تكفيرية على شبكة الانترنت وطبعاً تمتد المحاسبة الى مواقع هذه الدعاية ومن يطلقها ويدعمها، ولعل ما يجرى فى الولايات المتحدة الأمريكية فى هذه الأيام خير دليل على أهمية بل حتمية مراجعة ومحاسبة مواقع التواصل الاجتماعى حيث تفجر نقاش محموم حول دور هذه المواقع فى الساحة السياسية، حتى ان الإدارة الأمريكية فى طريقها بشكل أو بآخر لاتخاذ عدة اجراءات ضد شركات الانترنت ومعظم شبكات التواصل كإصدار أمر تنفيذى يتيح قدراً كبيراً من الرقابة الحكومية بما قد يجرد تلك الشركات والشبكات من الحماية التقليدية خاصة بعد أن تأكد اتهام شبكات التواصل بالتأثير السلبى فى صناعة الأخبار ومن نتائج ذلك تعريض وسائل الاعلام التقليدية لخسائر فادحة.


والمؤكد ان هذه التطورات الملحوظة فى مواقف الدول التى كان منها من يحتضن هذه المواقع ويدافع عنها، تدعو إعلامنا التقليدى الى توضيح وتكثيف جهود توعية الجماهير بمخاطر الانزلاق الى تصديق ما تبثه تلك المواقع من أخبار وموضوعات زائفة تنسب إلى مصادر مجهولة تبريراً مسبقاً لكذبها وما وراء أهدافها من ضرب للاستقرار وتشويه لأكبر الانجازات.


«لأنها السودان».. «ولأنها الجزائر»


نتابع ويتابع كل عربى وكل أفريقى بسعادة غامرة ما تشهده الساحة السودانية من انطلاق عملية على طريق الدولة المدنية الديمقراطية تجسيداً لنجاح الثورة فى إنقاذ الدولة الشقيقة من الحكم الشمولى الاستبدادى الذى جثم على صدرها لأكثر من ثلاثين عاما، وتسبب فى ضياع الجنوب، واشتعال الغضب الانفصالى فى ولايات أخري.
صحيح ان المفاوضات والحوارات والوساطات بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى استغرقت شهوراً أكثر مما يجب، وبصورة كادت تدفع إلى اليأس والاحباط، لكن ما انتهت إليه الأمور من توقيع رسمى على وثيقة الاعلان الدستورى بعث مشاعر الفرح والسرور والتفاؤل فى الشارع السودانى والعربى والافريقي، لانه يتضمن ويعكس اتفاق جميع الاطراف على أهم محاور العمل السياسى والاجتماعى والثقافى حتى انه صار رمزاً لانتصار الإرادة الوطنية كما قال الفريق محمد حمدان حميدتى نائب رئيس المجلس العسكري، كما ان هذا الاعلان الدستورى بالتوقيع عليه يفتح صفحة جديدة فى تاريخ السودان وفقاً لما قاله بالحرف الواحد «عمر الدقير» القيادى البارز فى قوى الحرية والتغيير ويمثل الاتفاق السريع على تشكيل المجلس السيادى برئاسة الفريق أول ركن «عبدالفتاح برهان» ومجلس الوزراء برئاسة الخبير الاقتصادى «عبدالله حمدون» الى جانب اختيار رئىس القضاة والنائب العام تحركاً واثقاً مدعماً باستجابة الجماهير على الطريق الذى رفعت الثورة شعاره طريق الدولة المدنية الديمقراطية، والمؤكد ان سعادتنا بما تحقق فعلا سوف تتضاعف بما نراه على أرض الواقع من العمل التنفيذى عندما يتسم بالجدية الكاملة والتخلى عن الحساسيات والحسابات الشخصية والحزبية والفئوية مع الحذر كل الحذر من مخططات ومؤامرات أعداء الداخل من فلول النظام القديم الذين كانوا قد تهيأوا لتنفيذ انقلاب عسكرى بقيادة رئىس الاركان السابق، والحذر كل الحذر من مخططات ومؤامرات اعداء الخارج الذين لا يقبلون بأن تكون السودان خارج إرادتهم بأطماعهم وافكارهم التى توفرت لهم اثناء حكم البشير.


ولعلنا نلمس فى القريب العاجل ما يترجم نجاح السودان مع المنظومة السياسية والعسكرية والاجتماعية الجديدة فى استثمار ما تملكه من خبرات وامكانيات هائلة خاصة وان رئىس الوزراء اكد فى أول مؤتمر صحفى انه يمتلك رؤية اقتصادية عملية من واقع خبراته الدولية.


من جهة اخرى أتمنى ان تقتدى «ثورة الجزائر» بما أنجزته «ثورة السودان» فيتجاوز قادة «الحراك الثوري» عن المتطلبات والشعارات التى يغذيها ويستغلها فلول النظام السابق حتى يعرقلوا.. بل يجهضوا انطلاقة دولة المليون شهيد على طريق الديمقراطية الحقيقية، والطهارة التى تقضى على الفساد الذى تغلغل فى أنظمة الدولة، وقد يساعد فى نجاح الثورة الجزائرية أسوة بالثورة السودانية وساطات «عربية» وأفريقية أكثر وأعمق حتى يتأكد للعالم وأصحاب المخططات الأجنبية ان افريقيا والأمة العربية قادرة وحدها على تجاوز أزماتها وتحقيق تطلعات جماهيرها مثلما حدث فى السودان.