صور| أمراض فتاكة وروائح تزكم الأنوف.. الصرف يُغرق «مملكة العنب» بالغربية

مملكة العنب
مملكة العنب

كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يعيشها أهالي قرية "بلاي" التي يطلق عليها "مملكة العنب"، التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية منذ سنوات، حيث تعوم شوارعها فوق بحيرات من مياه الصرف الصحي.

أهالي القرية، صاروا يطلقون عليها "قرية السرطان والفيروسات الكبدية والفشل الكلوي"، وذلك بعد تفشي الأمراض التي طالت الكثيرين ولم ترحم صغيرا أو كبيرا، خاصة مع اختلاط مياه الري والشرب بالصرف، كل ذلك فضلا عن تهديد الكثير من المنازل والمدارس بخطر الانهيار المفاجئ.

أمراض وروائح كريهة

يقول حسين عياد مدير إدارة تعليمية بالمعاش، إن القرية بها صرف صحي أهلي ولكنه متهالك تماما، مما يؤدي إلى انفجار المواسير يوميًا، وبالتالي غرق القرية بأكملها في مياه الصرف الصحي، مضيفا أنه تم البدء في إنشاء مشروع الصرف الصحي الحكومي منذ 5  سنوات، ولم يتم الانتهاء منه حتى الآن وسط تباطؤ الشركة المنفذة والمسئولين.

وأكد "عياد"، أن هذه المياه تتجمع حولها الحشرات لتنقل الأمراض للأهالي، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، مطالبًا المسئولين بالتحرك لإنقاذ القرية وسكانها من هذه الكارثة.

خلط الصرف بمياه الشرب

أما عبد القادر خطاب، أحد سكان القرية، فأكد أن مياه الصرف الصحي في القرية تختلط بمياه الشرب، مضيفًا: "ده تسبب في إصابة الكثيرين بأمراض خطيرة أبرزها الفشل الكلوي والسرطان ناهيك عن الأمراض الجلدية".
وأشار "خطاب"، إلى ترك الكثير من الأهالي لمنازلهم بعد أن غرقت في مياه الصرف الصحي، وأصبحت لا تصلح للسكن بل ومهددة بالانهيار في أي وقت.

مستحقات المقاول

ويرى سيد تعلب، أحد سكان القرية، أن أكثر المناطق المتضررة من مياه الصرف الصحي هي منطقة المدارس، والتي تضم مدرسة "المهندس ممتاز غنيم" الابتدائية، ومدرسة "محمد شكر" الإعدادية، الأمر الذي يهدد بانهيار المدارس وتعريض حياة التلاميذ للخطر.

وأضاف: "الصرف الصحي الحكومي مكتمل وباقي أعمال بسيطة جدا، ولكن المقاول المسؤول عن العمل تركه وانصرف بحجة عدم تقاضيه باقي مستحقاته المالية، تاركا القرية غارقة في مياه الصرف الصحي"، بحسب قوله.

أيام بدون خبز

وأوضح عليوة سراج، أن حركة السير في الشوارع ودخول العربات أصبحت مستحيلة ويزداد الأمر سوءًا عند تعرض أحد الأهالي لأي مكروه، مضيفا: "استيقظنا في أحد الأيام لنجد الدقيق المدعم المخصص لعمل الخبز قد غرق تمامًا، بعد دخول مياه الصرف الصحي المخبز الآلي ليلا، وتم التخلص منه وحرمان القرية بأكملها من رغيف الخبز لعدة أيام".

ضياع التصدير

القرية تزرع نحو 1200 فدان عنب، وتعد الأولى على مستوى المحافظة في زراعة العنب، وبسبب اختلاط الري بمياه الصرف الصحي، أصبح العنب الناتج من القرية غير مطابق لمواصفات التصدير، وهو ما ضيع حق القرية في أن تكون إحدى القرى المصدرة بالمحافظة، بحسب عاطف الشوربجي أحد أهالي القرية.

وناشد الأهالي المسئولين بسرعة التحرك لإنقاذهم، مؤكدين أن الوضع أصبح سيئا للغاية والمرض لم يرحم طفلا أو شابًا أو عجوزًا، وتتفشى الأوبئة والروائح الكريهة بشوارع القرية.