أجوجو.. «سكتة دماغية» قضت على أحلام مهاجم الزمالك السابق

جونيور أجوجو
جونيور أجوجو

حلم بامتلاك مطعم صغير يديره بنفسه بعد اعتزال كرة القدم، لكن الحلم انتهى تحت وطأة المرض المفاجئ الذي أصاب المهاجم الدولي الغاني جونيور أجوجو في العام 2015، وتم تشخيصه بالسكتة الدماغية التي أفقدته النطق، ولم يُعد بعدها قادرًا على التحدث بطريقة طبيعية، حتى رحل عن عالمنا اليوم، الخميس، عن عمر ناهز 40 عامًا.

 

"أجوجو" من مواليد العاصمة الغانية أكرا في 1 أغسطس من العام 1979، لعائلة كبيرة مكونة من 11 أخًا وأختًا، والده رجل الأعمال الغاني مانويل أجوجو الذي انتقل بهذه العائلة الكبيرة إلى إنجلترا في الثمانينيات، ليواصل مشواره في عالم المال والأعمال، وكان مقربًا وبشكل معروف للحكومات المتعاقبة في غانا.
 

بدأ أجوجو ممارسة كرة القدم في الصغر بإنجلترا وتحديدًا في نادي شيفيلد وينزداي، ولكن والده كان يدفعه لترك الساحرة المستديرة من أجل استكمال دراسته، وهو ما لم يرق للغاني صاحب البنيان الجسدي المميز في عالم كرة القدم، وعشقته الجماهير في نسخة كأس الأمم الإفريقية 2008، والتي شارك فيها وقاد منتخب بلاده للحصول على المركز الثالث.

 

ظل أجوجو لاعبًا مغمورًا في إنجلترا منذ تصعيده للمرة الأولى بالفريق الأول لشيفيلد وينزداي في 1997، ليرحل أكثر من مرة على سبيل الإعارة لأندية صغيرة منها أولدهام وتشيستر سيتي وتشيسترفيلد ولينكولن سيتي، قبل أن ينتقل إلى الدوري الأمريكي في خطوة مفاجئة ويلعب لأندية شيكاجو فاير وكولورادو رابيدز وسان جوزيه في الفترة من 2000 حتى الموسم 2002 الذي شهد عودته لإنجلترا.

 

عاد أجوجو للكرة الإنجليزية عبر بوابة كوينز بارك رينجرز، ولم يشارك سوى في مباراتين، لينتقل إلى بارنت ويبدأ مرحلة التألق الفعلي عندما سجل 19 هدفًا في 39 مباراة، لينتقل إلى بريستول روفرز ويصبح النجم الأول للفريق.

 

سجل أجوجو 41 هدفًا بقميص بريستول روفرز في 126 مباراة خلال الفترة من 2003 إلى 2006، وهي أفضل فتراته في الملاعب ومن خلالها انتقل لنادي نوتنجهام فورست العريق ويسجل بقميصه 20 هدفًا في 64 مباراة.

 

وجاءت خطوة انتقال أجوجو للزمالك بعد مشاركته في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2008، ولعب 15 مباراة فقط مع الفريق الأبيض مسجلاً 4 أهداف، ولكنه هرب بسبب مشاكل إدارية، وشكا القلعة البيضاء للمحكمة الرياضية الدولية، وحصل على أحكام متعددة بحصوله على مستحقاته المالية.
 

بعد هروبه من الزمالك انضم أجوجو لنادي أبولون ليماسول القبرصي لموسمين وخاض معه 24 مباراة مسجلاً 6 أهداف، قبل أن يختتم مشواره في نادي هيبرنيان الاسكتلندي الذي شارك معه في 12 مباراة فقط مسجلاً هدفًا وحيدًا، وعلق الحذاء في العام 2012.

 

وعقب اعتزاله، لم يحقق أجوجو حلمه المؤجل بامتلاك مطعم، وإنما بدأ في إنشاء مجموعة مراكز للتأهيل البدني وصالات رياضية مستندًا إلى جينات رجال الأعمال في عائلته، فلكل أخ من إخوته عمله الخاص به في مجال مختلف.

وبدون مقدمات في العام 2015، سقط أجوجو مصابًا بسكتة دماغية واستفاق منها في إحدى المستشفيات فاقدًا للنطق، ثم تعايش بعد ذلك مع صعوبة كبيرة في الحديث، وهو ما أثار تعاطف الجماهير التي تذكرته بحوار أجرته معه هيئة الإذاعة البريطانية وظهر بجوار والدته متمسكًا بتاريخه في الملاعب ومحتفظًا بقمصان الأندية التي مثلها خلال مشواره في الكرة الإنجليزية.

 

أجوجو حاول أكثر من مرة الحصول على مستحقاته من نادي الزمالك، ولكن الحجز على أرصدة النادي، دفع مسؤولو الأبيض لمطالبة اللاعب المريض بالعودة إلى مصر وفتح حساب بنكي بالعملة المصرية، وهو ما لم يستطع أن يفعله بنفسه وترك الأمر لشقيقه والمحامي الخاص به لتسويته.

 

رحل أجوجو الذي عشقته جماهير بريستول روفرز ونوتنجهام فورست في إنجلترا، والذي رفض نصيحة والده بالابتعاد عن الساحرة المستديرة.. رحل العملاق الغاني في صمت بعدما كان يملأ ملاعب المملكة المتحدة بضجيج الجماهير المنتشية بفرحة تسجيله للأهداف.