صناعة الكليم والسجاد البدوي مهنة في طريقها للاندثار

صناعة الكليم والسجاد البدوي
صناعة الكليم والسجاد البدوي

صناعة الكليم والسجاد البدوي أحد أهم الحرف في لسيدات أهل البادية في صحراء مصر الغربية فى طريقها للاندثار نظرا لقلة خبرة الفتيات بتلك الصناعة التى ذاع صيتها منذ عشرات السنين فكانت تلك الحرفة فى صناعة المشغولات البدوية تجذب الانظار إليها فهي مع بساطتها التي تبدو عليها، تحمل تعقيدات كبيرة في تصميمها وتنفيذها، حتى تظهر بالصورة المرضية لمن يشتريها.

وعلى الرغم من إقامة مركزا تابعا لمشروع التنمية المستدامة بمحافظة مطروح لتعليم الفتيات صناعة غزل الصوف كأحد حصون حماية التراث البدوي، للمشغولات اليدوية والمنسوجات، التي تلقى إقبالا كبيرا إلا أنه لم يشفع فى إنتاج المشغولات بالشكل المرضي

والمصنع البدوي الذي مر على إنشائه ما يقرب من نصف قرن من الزمان فى منطقة القصر غرب مدينة مرسي مطروح وتحديدا فى  عام 1974 وكان حينذاك يتبع محافظة مطروح مباشرة، بغرض استثمار صوف الثروة الحيوانية من أغنام البرقي، التي كانت تقدر في هذا الوقت بـ3 ملايين رأس، واستثمار هذه الثروة من الصوف، في إنتاج المشغولات اليدوية "الهاند ميد" من "الحوايا"، والسجاد و الجوبلان والكليم اليدوي إلا أنه مع مرور الوقت ولأسباب إدارية توقف المصنع لفترة -ليست بقليلة- عن العمل.

وفي أواخر التسعينيات وتحديدًا في عام 1998، تم تسليمه إلى مشروع تنمية موارد مطروح المائية، الذي كان يمول حينذاك من البنك الدولي، مع إعادة تشغيله مرة أخرى، ثم انتقلت بعد ذلك تبعيته إلي مركز بحوث الصحراء، التابع إلى وزارة الزراعة، كوحدة تدريب للفتيات والمرأة المعيلة، على أعمال النول اليدوي.

وتقول إحدى السيدات البدويات العاملات فى حرفة صناعة السجاد البدوي إن المرأة البدوية كانت تقوم بالتدريب وتنتهي بتنفيذ مشروع خاص بها في منزلها، بحيث يكون المشروع مصدر دخل لها ولأسرتها، بعد اجتيازها فترة التدريب، على أن تقوم وحدة التدريب بتوفير الدعم لها من النول والغزل والرسومات وشراء المنتجات منها، ثم تسويقها من خلال المعارض التي تشترك فيها وحدة التدريب.

وتضيف بأن المدة الزمنية اللازمة لصناعة سجادة بطول 3 أمتار × 1.5 متر على النول اليدوي تصل  إلى 3 أشهر، للعاملة المدربة المحترفة، بمعدل 5 ساعات يومياً، وما يقرب من 6 أشهر للمبتدئة المتدربة.

وقالت إنه في الغالب تشترك عاملتان في إنتاج السجادة الواحدة؛ نظراً للجهد الكبير الذي يبذل في العمل على النول اليدوي

كما أن إنتاج قطعة من الجوبلان الصغير يدوياً، لا تحتاج لأكثر من يوم واحد، بينما إنتاج قطعة الحوايا علي النول اليدوي، بمساحة متر × 1.5 متر تحتاج لما يزيد على شهرين من العمل يوميًا، وتباع بسعر يقدر بـ450 جنيهًا تقريبًا، بأقل من سعر السوق بنحو 10%، كما يتم إنتاج البطانية يدويًا خلال يوم واحد كذلك.

ويرجع القائمون على وحدة غزل الصوف هجرة الأيدي العاملة من الفتيات وتغير الظروف الاجتماعية إلى اندثار الحرفة بالإضافة إلي صعوبتها فى الغزل وطرق عمل النول الذي يحتاج وقتا ومجهودا اصعب يمتد لشهور طويلة.