د. رضوى عبداللطيف تكتب: أزمة كل عيد

د. رضوى عبداللطيف
د. رضوى عبداللطيف


منذ أيام احتفل العالم الإسلامى بعيد الأضحى المبارك، ومع تأزم واقعنا السياسى فى كثير من الدول العربية التى تعيش أضحى من الخراب والحرب تلونه دماء الأبرياء طوال العام يكون دعاؤنا الدائم بتحقيق الأمن والسلام لشعوب سلبت منها الحرية والأمان. وهنا أتذكر الحدث المأساوى الأشهر فى عيد الأضحى عندما استيقظنا صباح عيد الأضحى على مشهد إعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين عام 2006. وأدرك اليوم أكثر من أى وقت مضى بشاعة الدرس الذى أرادت أمريكا أن تعلمه لنا بحادث واحد من الصعب أن ننساه، ورغم ذلك لم نتعلم الدرس ولازالت أوطاننا العربية تئن من الصراعات والحروب والفتن. ولكن بعيدا عن السياسة يدهشنى إصرارنا على عدم تعلم درس آخر أصبح أزمة كل عيد.

فمن يشوهون مشاهد العيد بجهلهم كل عام يستحقون وقفة جادة لأننا لا نملك كمسلمين غير عيدين فى العام لا يتحملان هذه المشاهد العبثية التى أصبحت تقتل ما تبقى من فرحة للعيد بداخلنا. فهل يعقل أن يصدر الأزهر بيانا كل عام ليحث فيه الجميع على اتباع آداب صلاة العيد بعد تكرار مشاهد صلاة النساء بجوار الرجال فى الشوارع؟ ومتى سيختفى هذا الجهل وتلك العشوائية؟ فهل فقدت المساجد والإعلام الدينى تأثيره على الناس كى يستمروا فى نشر هذا الجهل بصورة متكررة كل عام دون رادع ؟ وإن كنا حولنا الخطأ إلى مظهر شائع.. فلماذا لا يتم عمل حملات توعية دينية قبل كل عيد على غرار ما يحدث من حملات لتعليم مناسك الحج مثلا؟ وإن كانت قليلة، وينقصها توعية الحجاج أيضا بالحفاظ على نظافة أماكن إقامة الشعائر نظيفة وعلى رأسها جبل عرفات الذى يتحول لجبل من القمامة قبل رحيل الحجاج وتقابله مشاهد ذبح الأضاحى فى شوارعنا، فالدين سلوك وعمل وليس كلمات وأدعية نرددها دون فهم وتطبيق لمعانيها.