دروس تقويم الإخوة تنتهي بثلاث جرائم قتل بقنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ألقت أزمة زيادة معدلات الطلاق بظلالها على سلوكيات المجتمع المصري خلال الفترة الأخيرة، فطبقًا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وصلت نسب الطلاق إلى 44% ، وتم رصد 198 ألف حالة طلاق خلال عام 2017، الأمر الذي أدى إلى انحراف سلوكيات المواطنين عن المسار الطبيعي، وزيادة معدلات الجريمة اختلاف آلياتها، فأصبحنا على مرأى ومسمع من جرائم قتل الأب لأبنه، والزوجة وزوجها، الأخوة الأشقاء، بل ووصل الحال إلى الابن ووالدته.

 

وتعرض «بوابة أخبار اليوم» ثلاث جرائم قتل لإخوة أشقاء في قنا بسبب التفكك الأسري

 

حاول حماية شقيقه من رفقاء السوء  فقتله صعقًا بالكهرباء

 

في جنوب محافظة قنا، بمركز قوص أراد الشقيق الأكبر أن يحمي شقيقه البالغ 15 عامًا، وأن يبعده عن رفقاء السوء وتناول المخدرات، فقتله صعقًا بالكهرباء، وادعى أن شقيقه مات في حادث مرورين إلا أن التحريّات كشفت الواقعة وتم ضبطه وإحالته للنيابة العامة.

 

الأسرة الصعيدية كانت تسكن في القاهرة، انفصل الأب والأم عن بعضهما بسبب خلافات عائلية، أدت إلى تدمير أسرة بأكملها، فالأب كان يعيش مع ابنه الأكبر "مرتكب الجريمة"، في منطقة بولاق، والأم كانت تعيش مع ابنها " المجني عليه"، في منطقة شبرا الخيمة.

 

المشاكل في الأسرة لم تنته عند حد الإنفصال، ولكن استمرت حتى أثر ذلك على الأبناء، فالتربص كان عنوان الخلافات سواء بين الطليقان أو الأبناء، زادت من حدتها بعد أن علم الإبن الأكبر أن شقيقه الأصغر، الذي يعيش مع والدته، دائمًا ما يجالس رفقاء السوء، ويرتكب معهم أفعال غير أخلاقية منها تناول المخدرات، وانحراف الإبن عن مسار العائلة الصعيدية وتقاليدها.

 

بدأ الشقيق الأكبر، في محاولاته الحفاظ على شقيقه، وأن يقومه تارة، وتارة أخرى أن يثبت لعائلته من والده، أن والدته فشلت في تربيته، ففي البداية بدأ أن يخطو خطوات مسرعة للحفاظ على شقيقه، وإجباره على إقلاعه عن ما يقوم به من أفعال، ولكنه لم يستطع ذلك، حتى أخبره أنه يريده أن يذهب معه إلى أهل والده في قوص في زيارة عائلية.

 

وفي ديوان العائلة، اجتمع الشقيقان مع الأسرة، وبدأ الشقيق الأكبر أن يروي ما يقوم به شقيقه من أفعال، ووقتها حدثت مشادات بينهما تطورت إلى قيام، الشقيق الأكبر ويدعى رمضان.م.ر، ،40  عامًا ، بتهديد شقيقه يوسف وهو المجني عليه، ، بأنه سيصعقه بالكهرباء، إذا لم يكف عن ما يفعل.

 

وزادت المشادات، ووصلت إلى حدتها، ووقتها بدأ الشقيق الأكبر بتعذيب المجني عليه وضربه، ثم محاولة صعقه بالكهرباء، وأثناء امساكه بسلك كهربائى، أصيب شقيقه بالفعل، مما أسفر عن مصرعه في الحال، وهنا حاول المتهم أن يبعد عن نفسه الاتهام، وأخبر في محضر شرطة حُرر في مركز الشرطة أن شقيقه أصيب في حادث مروري، ولكن بعد تكثيف التحريات برئاسة الرائد باسم فكري، رئيس مباحث قوص، كشفت صحة الواقعة وأن الحادث المروري ما هو إلا ادعاء من المتهم.

 

المندرة .. مسرح الجريمة الثانية

 

كان مسرح الجريمة في مندرة بدشنا، والحاضرون بضع أشخاص، كانوا يحاولون إقناع المجني عليه بالابتعاد عن ما يفعله، وهنا انفعل شقيقه الأصغر بعد أن طلب المجني عليه إبعاده قائلا " انت أصغر مني وملكش حكم عليا"، مما جعل شقيقه بالإمساك بسكين وطعنه بعدة طعنات في الصدر، بعدما لم تفلح محاولات الحضور بحل المشكلة.

 

فعلى على مدار عدة سنوات مضت، حاول الشقيق الأصغر، أن يحمي شقيقه من المخدرات والابتعاد عن المشاكل والجرائم، إلا أنه لم يستطع ذلك.

 

وأخبره مرارًا وتكراراً بأن يخاف على والدته وإخوته من الدخول في مشاكل مع الجيران، بسبب ما يقوم به من أعمال زادت حدتها بعد الحكم عليه بالسجن 10سنوات في قضية حريق عمد، كما أصبح مسجلاً خطرًا في محاضر وتحريات الشرطة، بسبب جرائم مخدرات وسرقات.

 

وقبيل وقوع الجريمة التي أودت بحياته، نشبت مشادات بينه وبين جيرانه قام على إثرها بتهشيم سيارة، مما كان سيؤدي ذلك إلى دخول إخوته في دائرة الخلافات.

 

تلقى اللواء مجددي القاضي، مدير أمن قنا إخطارًا ، من مركز شرطة دشنا، بالعثور على جثة حمدون. م. ع، 28 عاماً، وبها طعنات نافذة في الصدر.

 

وكشفت تحريات المباحث، برئاسة النقيب محمد عبد القادر، معاون أول مباحث دشنا ، تحت إشراف اللواء محمد ضبش، مدير المباحث الجنائية بقنا، أن المجني عليه محكوم عليه في جناية حريق عمد بالسجن 10 سنوات، وكان من مدمني المخدرات، وقبل الحادث بأيام هشّم سيارة جيرانه، فحاول شقيقه إدريس، 22 عاما، حمايته من المخدرات ولكنه رفض، ونشبت بينهما مشادات تطورت إلى قتل المجني عليه بسلاح أبيض عبارة عن سكين، واعترف قائلًا: "زهقت منه وكان هيورطنا وجايبلنا الكلام".

 

الجريمة الثالثة

 

أما الجريمة الثالثة، فكان بطلها، مُعلم، عندما أطلق النيران على شقيقه، وأصابه بطلق ناري في البطن بسبب خلافات مالية بينهما.

 

تلقى اللواء مجدي القاضي، مدير أمن قنا، إخطارًا، بإصابة أحمد. م. ا، عامل، مقيم بقرية أولاد نجم بنجع حمادي بطلق ناري في البطن.

 

وكشفت تحريات المباحث، برئاسة العميد أيمن الروبي، رئيس فرع البحث الجنائي بنجع حمادي، والعقيد حاتم حفني، وكيل الفرع، والمقدم سامح نجيدة، رئيس مباحث نجع حمادي، أن وراء ارتكاب الواقعة شقيقه الأمير، مُعلم، أطلق على المجني عليه النيران بسبب خلافات عائلية ومالية بينهما.

 

تم نقل المصاب إلى المستشفى، وضبط المتهم والسلاح المستخدم، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات.