خبراء الاقتصاد الزراعي: «الزراعات المحمية» حلم يتحقق على أرض الواقع

الرئيس السيسي يتفقد منتجات الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب
الرئيس السيسي يتفقد منتجات الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب

أكد خبراء الاقتصاد الزراعى أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى للمرحلة الثانية من مشروع الصوب الزراعية يعد نقلة كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي، وزيادة معدلات الصادرات الزراعية، وأشاروا إلى أن الرئيس حريص على استكمال مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية والذى يعادل فى انتاجه ما يقرب من مليون فدان من الأراضى الزراعية العادية.


وأوضحوا أن الزراعات المحمية هى مستقبل الزراعة الحقيقى وذلك لغزارة انتاجها وتمتعه بجودة فائقة نتيجة عدم استخدام أى مواد كيماوية والاعتماد على المبيدات الحيوية التى تعطى الانتاج قيمة مرتفعة وتساعد على تسويقه فى الداخل والخارج.


تاريخ مصر


فى البداية أكد د. عبد الغنى الجندي، العميد الأسبق لكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن المشروع أمل كبير تحقق على أرض الواقع، ورغم أن تاريخ مصر مع الزراعات المحمية ممتد لسنوات طويلة إلا أن ما يحدث ويستخدم فى المشروع من تكنولوجيا حديثة سيحقق قيمة مضافة ونقلة نوعية كبيرة للمشروع، وأضاف أن مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية بمراحله المختلفة يحقق أعلى استفادة ممكنة لوحدتى الأرض والمياه وهو الأمر الذى يجب العمل على تعميمه خلال الفترة المقبلة.

 

وأضاف الجندى أن المشروع يعطى انتاجية تصل إلى 10 أمثال أو 12 مثلا للأراضى الزراعية العادية، أى أن انتاجية الفدان فى الصوب تصل إلى 10 فدادين، وعلى مستوى المياه فإن الصوب توفر من 40 إلى 50% من المياه المستخدمة فى الزراعات التقليدية وهو أمر يجب الانتباه له خاصة مع دخول مصر مرحلة ندرة المياه.

 

وأشار إلى أن المنتج النهائى للصوب يكون عالى الجودة بجميع المقاييس، كما أنه منتج آمن بلا تلوث والدليل زيادة تصديره للخارج حيث إنه حصل على شهادات دولية معتمدة تؤكد عدم وجود أى مشاكل تؤدى إلى رد أى رسالة أو شحنة مصدرة.

 

ولفت إلى أن الرئيس بافتتاحه لمجمع انتاج البذور يكون قد وضع يده على المشكلة الأهم التى تواجه الزراعة المصرية وهى أن أكثر من 90 % من تقاوى وبذور الخضر والفاكهة يتم استيرادها من الخارج، أما اليوم ومع توجه الدولة نحو انتاج البذور محليا يكون قد تم بدء العمل على إنهاء مشكلة مستمرة منذ سنوات طويلة.

 

من جانبه أكد حسين عبدالرحمن نقيب الفلاحين أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي  لـ 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان، فى إطار المرحلة الثانية لمشروع الزراعات المحمية، يبعث على الاطمئنان على مستقبل الزراعة فى مصر، ويزيل القلق والتخوفات المستقبلية من تأثيرات التغيرات المناخية وقلة المياه وتقلص الأراضى الزراعية القديمة.


مطلب قومى


وأضاف أن مشروع الـ 100 ألف فدان صوب زراعية يعد معجزة زراعية بكل المقاييس ومطلباً قومياً ضرورياً فى ظل الوضع الزراعى الحالى والزيادة السكانية الرهيبة، وأشار إلى أن انتاج فدان الصوب يعادل انتاج 5 أفدنة أرض مكشوفة، كما أنه يوفر 40% من الماء والمستلزمات الزراعية الأخرى، كما أن انتاج الصوب يتمتع بجودة عالية ومواصفات صحية عالمية صالحة للتصدير لكل دول العالم مما يزيد العائد الاقتصادى للقطاع الزراعي، وأوضح أن المشروع والذى يعد الأكبر من نوعه فى مجال الصوب الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط سيوفر فرص عمل للمصريين ويقضى على ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية محليا.


من جانبه دعا مجدى الشراكي، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي، شركات الاستثمار الزراعى إلى اتباع نفس أسلوب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى زراعة الصحراء من خلال مشروعات الصوب التى ستوفر كميات أكبر من المياه والاستفادة من المساحات الكبيرة من الأراضى الموجودة فى مصر، حيث إن المساحات الكبيرة من الأراضى حلها الوحيد هو الصوب الزراعية التى من شأنها تحقيق اكتفاء ذاتى من أنواع كثيرة من المحاصيل، بالإضافة إلى زيادة معدلات التصدير للخارج.

 

وأضاف أن مجمع البذور الذى تم افتتاحه يعد نقلة كبيرة لتقليل معدلات الاستيراد، حيث إن سوق البذور المصرية يقع تحت رحمة شركات دولية عاملة فى هذا المجال والتى فى كثير من الأحيان تقوم بتصدير بذور لا تصلح إلا لزراعة موسم واحد فقط وذلك حتى يكون هناك إقبال على الاستيراد منها.