«الاتفاق النووي» حائر بين العنجهية الأمريكية والعناد الإيراني 

ترامب وروحاني
ترامب وروحاني

بات الاتفاق النووي الإيراني على حافة الانهيار، على خلفية التوترات التي زادت العام الماضي بين واشنطن وطهران، بالإضافة لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق.

كانت إيران وافقت في 14 يوليو2015 على اتفاق وصف بـ«التاريخي»، مع خمس دول من القوى العظمى في العالم هي: «الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وفرنسا، وألمانيا، والصين»، بهدف الوصول لبرنامج عمل مشترك يحقق السالم للعالم أجمع.

وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية، والسماح بعمل المفتشين الدوليين في إيران ، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وفيما يلي أهم البنود التي تم الاتفاق عليها:

بنود الاتفاق النووي الإيراني

1. تقييد البرنامج النووي الإيراني على المدى الطويل  مع وضع حد لتخصيب اليورانيوم لا يتجاوز 3.76 % .
2. تقليل مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب لـ300 كيلو جرام خلال الـ15 عاماً المقبلة.
3. تحويل مفاعل «فوردو» المنشأة الوحيد لتخصيب اليورانيوم إلى مركز للأبحاث الفيزياء والتكنولوجيا النووية.
4. خفض أجهزة الطرد المركزي لمدة 10 سنوا، لتصل  نحو 5000، أي خفض النسبة للثلثين.
5. السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المواقع المشتبه فيها داخل إيران، ومراقبة جميع الأنظمة.
6. توقف إيران عن بناء مفاعلات تعمل بالماء الثقيل، وعدم نقل المعدات من منشأة نووية إلى أخرى لمدة 15 عاماً.
7. حظر استيراد إيران أجزاء يمكن استخدامها ببرنامج الصواريخ الباليستية لمدة 8 سنوات.
8.  حظر استيراد إيران الأسلحة لمدة 5 سنوات.
9. رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران تدريجياً،بما فيها عقوبات الأمم المتحدة، بشرط التزامها ببنود الاتفاق، مع استمرار تجميد الأصول الإيرانية في الخارج لمدة 8 سنوات.
10. عدم فرض أي حظر جديد على إيران.
11. استمرار حظر السفر على الهيئات المشاركة في البرنامج النووي لمدة 5 سنوات، ويتم تقليل المدة في حال تأكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من صدق إيران ومدى التزامها.
12. السماح لإيران بمعاودة تصدير للنفط منذ العمل بالاتفاق.
13. التعاون بين الدول الكبرى وإيران في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.

الولايات المتحدة تنسحب

وانسحبت واشنطن في مايو 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، وأعادت فرض عقوبات على طهران. 

أما الدول الأوروبية انتقدت واشنطن، وحاولت الرد على تصرف الولايات المتحدة بإنشاء نظام للمقايضة يكون من شأنه الوقوف على العقوبات الأمريكية؛ لكنه لم يطبق بعد.

ومن جانبها أعلنت إيران أنها تتجاوز حد تخصيب اليورانيوم 300 جرام المتفق عليه في الاتفاق النووي، بدأً من 27 يونيو، ويرى الرئيس ترامب أن الاتفاق النووي الإيراني لا يوجد به أي ضمانات حال انتهائه في عام 2025 على توقف إيران عن نشاطها النووي.

قال ترامب في تصريحات سابقة له: «في غضون سبعة أعوام سيصل الاتفاق لنهايته وستتحرر منه إيران ويكون بمقدورها إنتاج أسلحة نووية»، ويعد هذا أحد أسباب قدوم ترامب على الانسحاب.

إيران تعلن انتهاك الاتفاق النووي 

وأعلنت إيران صراحةً أنها تنتهك، منذ فترة، بنود الاتفاق النووي الذي وقعته مع قوى العالم الكبرى، و قالت إنها بدأت تتجاوز الحد الذي يسمح به الاتفاق لإنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه لا انتهاك للاتفاق.. مؤكداً أن طهران تمارس حقها في الرد على انسحاب الولايات المتحدة.

ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على انتهاك إيران للاتفاق النووي، وحذرها من «التلاعب بالنار».

موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أكد تقرير الوكالة الربع سنوي الصادر في نوفمبر 2018، على التزام إيران بالقيود الرئيسية المفروضة عليها بموجب اتفاقها مع القوى العالمية في عام 2015.

وأفاد التقرير السري، الذي تصدره الوكالة للدول الأعضاء والذي حصلت رويترز على نسخة منه، بأن إيران أبقت على مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب ودرجات تخصيبه عند المستويات المحددة في الاتفاق النووي.

وأوضح التقرير، أن مخزون إيران من الماء الثقيل يأتي أيضا ضمن الحدود المنصوص عليها وأنه تم التحقق من ذلك في الثالث من نوفمبر2018.

وعقب خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، حثت الوكالة الدولية القوى الأوروبية، التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق بالحفاظ عليه، وطالبت طهران على ألا تتخذ أي خطوة أخرى قد تنتهك الاتفاق.

ومؤخراً قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران قد تجاوزت الحد المسموح به من تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة تتجاوز 300 جرام.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة تريد مفاوضات دون شرط مسبق، و دون العودة إلى الاتفاق، أما طهران بحسب تصريحات مسئوليها فالحد الأدنى لديها هو عودة واشنطن عن العقوبات والالتزام بالاتفاق، وهو ما يجعل مهمة أي وسيط بين البلدين مهمة شبه مستحيلة، على الأقل الفترة الحالية.