الثانوية القاتلة.. 65% أنهت حياة «أماني» بـ«إيشارب»

الثانوية القاتلة.. 65% أنهت حياة «أماني» بـ«إيشارب»
الثانوية القاتلة.. 65% أنهت حياة «أماني» بـ«إيشارب»

 

 

لم تتجاوز بعد عقدها الثاني من العمر، لكنها لم تستطع تحمل أولى صدمات الحياة، حاولت التحمل والتحامل، منذ أن عرفت نتيجة شهادتها الثانوية العامة وهي في حياة غير الحياة، صارت الدنيا أمامها ثقب في سم خياط لم تقدر على الولوج فيه، بحثت عن بصيص أمل فلم تجد سوى التخلص من هذه الحياة التي لم تجد فيها قارب يصل بها إلى شاطئ أحلامها.

 

65% لم يكن رقما عاديا في حياة الطالبة أماني، فكان بوابة لدخولها في حالة نفسية عنوانها الاكتئاب القاتل، لتقرر أن يكون هذا الرقم هو الأخير الذي تدركه في عالم الأرقام، قررت التخلص من حياتها لكنها تركت أياما وذكريات تعذب أسرتها، مشاهد النهاية تركت ندوبا في ذاكرة والدها لم وربما لن يمحوها الزمن.

 

هناك في قرية الدبايبة بمركز بركة السبع نشأت «أماني» وفيها كان مثواها المأسوي الذي اختارته لنفسها وأهلها، انتحرت فتخلصت من حياتها، لكنها فتحت حياة أخرى عنوانها الحزن والألم على والديها، فولدها لم يكن يعلم أن امتحانات الثانوية العامة هي طريق النهاية لابنته.

 

حصلت على مجموع لم يتجاوز 65% بالقسم العلمي، فحزنوا وحزنت، هم أعباء الحياة أنستهم، أما هي فدخلت في طريق كان نهايته «إيشارب» متدلل من سقف منزلها علقت عليه حياتها وأحزانها، لترحل في صمت دون صخب، ويرحل معها الحسرة على كليات القمة وفقدان الحلم إلى الأبد.

 

انتهت «أماني» دون أن يعلم أباها، عاد والدها «سمير عبد اللطيف» السائق بالهيئة العامة للطرق والكبارى بمدينة شبين الكوم، بعد يوم شاق من تعب استبد به وتمكن منه، كعادته أول ما دخل البيت بادر بالنداء على «أمانى»، كرر النداء دون مجيب، هاجمه القلق فتوجه إلى غرفة ابنته ليجدها جثة هامدة.

 

حاول الأب التماسك، لكن قدمه أبت أن تحمله، تشبث جدران الغرفة، جال بنظرة جنونية دائرية في أركان الغرفة، ليجد «إيشارب» يتدلى من جنش حديد بأعلى سقف الغرفة، هنا انفجر الأب فى نوبة بكاء، هرول كالمصعوق بالكهرباء يبحث عن زوجته لتنطلق حنجرتها الأم بالصرخات.

 

مشاهد تتسلسل في خط مظلم، تختتمه سيارة الإسعاف التي نقلت جثة الطالبة لمشرحة مستشفى بركة السبع المركزى لتشريحها وإعداد تقرير طبى بالحالة، الذى أشار سطوره إلى انتحار أمانى خنقا، حيث تلاحظ وجود زرقة حول رقبتها من آثار الواقعة التى حملت المحضر رقم 4835 إدارى مركز بركة السبع لصرح النيابة بدفن الجثمان.