طفل الخطيئة| عملية بيع مشبوهة كشفت عن «نزوة أم»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

مأساة رضيع| ماما باعتني بالرخيص.. ودفعت ثمن نزوتها غاليًا 

 

الأم المتهمة| خشيت على نفسي من الفضيحة فقررت بيع طفل الخطيئة 

ارتكبت جريمة مزدوجة، الأولى كانت إقامة علاقة غير شرعية مع صديقها، وأثمرت هذه العلاقة عن طفل الخطيئة، ليس له ذنب في الحياة سوى إنه ولد لأب وأم تجردا من المسؤولية، أما الجريمة الثانية فتمثلت في قيامها بالتخلص من طفلها الرضيع عن طريق عملية بيع مشبوهة، بعد تنصل عشيقها من الاعتراف بالطفل، وشاءت الأقدار أن يتم القبض على أطراف عملية البيع لـ ينكشف المستور وتظهر الحقائق المؤلمة تباعًا، ويدفع الرضيع ثمن نزوة أم.


ربما لم تكن تعلم بغدر وخيانة حبيبها إلا بعد فوات الأوان، حاولت التخلص من فضيحة كبيرة هي تسببت فيها عندما وثقت في خائن وسلمت له نفسها على طبق من ذهب، فتاة في بداية العقد الثاني من عمرها، على قدر متوسط من الجمال، نشأت في كنف أسرة بسيطة الحال لكنها متمسكة بالعادات والتقاليد، وعلى الرغم من هذه القيود التي فرضتها الأسرة، كان للفتاة لها رأي أخر، لم تستسلم للأمر الواقع الذي فُرض على معظم بنات عائلتها، كانت تحلم بأن تعيش حياه مختلفة، منذ الصغر وهي تهوى مشاهدة الأفلام الرومانسية، كثيرًا ما كانت تسرح بخيالها وترى نفسها بطلة الفيلم، تمنت في قرارة نفسها أن تعيش قصة حب كبيرة تسمو بها إلى آفاق بعيدة، عشقها لقصة حب تزلزل مشاعرها جعلها مهيأة نفسيًا لأول شاب طرق باب قلبها المشوش. 


قصة حب

عثرت الفتاة عن طريق المصادفة على ما كانت تصبو إليه عندما التقت عينيها بشاب في إحدى المناسبات،  لم تخفي إعجابها به، لكنه كان إعجاب من طرف واحد، وبمرور الوقت نجحت الفتاة بدهاء الأنثى أن توقع به في شباكها، وتحول الإعجاب إلى قصة حب كبيرة، لا يعلم بها أي شخص سواهما، تعددت بينهما اللقاءات وبات لا يفترقان، ثم سرعان ما بدأ الشاب يحرض حبيبته على مقابلته لتبادل أحاديث العشق والغرام والوعود الرنانة حتى نجح في الاستحواذ على كل من قلبها وعقلها بشكل كامل.


نزوة أم

أصبحت تتنفس هواه وتذوب فيه عشقًا، كانت تعد الأيام والليالي لتحقق حلم حياتها بالارتباط به، قلبها كان يسير في طريق واحد بلا رجعه، جعلها هذا الشاب تنسى أسرتها، وسمعتها، وحياتها، وشرفها، لم تفكر في أي شئ سوى قلبها العاشق الولهان إلى أن وقع المحظور وفقدت الفتاة أعز ما تملك، دارت بها الدنيا بعدما اكتشفت المصيبة الكبرى التي وضعت نفسها فيها، أما حبيبها فألقى باللوم عليها واتهمها بأنها تعمدت ذلك الأمر حتى تضعه في موقف حرج وتُجبره على الزواج منها، ومن هنا بدأت الخلافات تدب بين الطرفين بشكل مبالغ فيه إلى أن قام الشاب النذل بالتنصل منها.


طفل الخطيئة

جن جنون الفتاة وهى ترى تهرب حبيبها منها في كل مرة تتحدث معه في أمر زواجهما، لكن المشكلة لم تنتهي عند هذا الحد فبعد شهرين اكتشفت الطامة الكبرى عندما علمت إنها حامل من حبيبها، لم تستطع أن تفعل شيء خصوصًا وأنها لن تستطيع إخبار أسرتها أو والدها بهذا الأمر، توسلت له كثيرًا وهو لا يلقي لها بالًا، المشكلة تتفاقم بشكل كبير الفتاة يعتصرها الألم والخوف من أسرتها التي ستقوم بقتلها فورًا لو علموا بما حدث استحوذ على تفكيرها، الأسابيع تمر وهي تخشي أن تظهر عليها آثار الحمل خوفًا من بطش أسرتها، حتى وصلت للشهر الرابع من حملها وقتها فكرت في الانتحار حتى تتخلص من العار للأبد، لكنها فكرت في الذهاب لحبيبها للمرة الأخيرة تتوسل له لعله يفيق من غفوته، لكن صديقها أغلق الموضوع برمته نهائيًا رافضًا الاعتراف بالجنين الذي في بطنها بعد أن شعر أنه سيتورط في مسؤولية البيت والأسرة.


الفضيحة

لم تجد الفتاة مفرًا من إخبار والدتها بكل شيء، والتي انهالت على ابنتها سبًا وضربًا وصفعًا، كانت أمام مشكلة معقدة وخشيت على ابنتها من القتل لو علم أي فرد من العائلة تفاصيل ما حدث، لذا اختلقت الحجج والأعذار المختلفة وسافرت إلى إحدى المدن وانتظرت حتى وضعت ابنتها طفل جميل ليس له ذنب لوجوده في الحياة إلا إنه ولد لأم لم تحافظ على شرفها وأب نذل تبرأ منه، تسعة أشهر كاملة والفتاة تحمل سرها الأكبر بين ضلوعها ووالدتها تنتظر بفارغ الصبر يوم ولادتها حتى تتخلص من هذا الكابوس المرعب. 

 

عملية بيع مشبوهة

مرت شهور الحمل ووضعت الفتاة حملها، ومن ثم بدأ التفكير في النصف الثاني من الخطة وهو كيفية التخلص من الطفل الرضيع، وبعد تفكير عميق قررت الفتاة بمساعدة خالتها ضرب عصفورين بحجر واحد عن طريق عرض الطفل للبيع بمقابل مادي كبير، وهو ما حدث بالفعل حيث حملت خالة الفتاة الرضيع بين ذراعيها بعدما اتفقت مع المشتري على الثمن وتم تحديد محطة مترو دار السلام لتتم عملية التسليم والتسلم، لكن شاء سوء حظها أن تقع في قبضة رجال الشرطة وينكشف المستور. 

اعترافات المتهمة

على الجانب الأخر كشفت تحريات مباحث الإدارة العامة لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية عن قيام المتهمة «س.ع» بعرضها طفل يبلغ من العمر يومًا واحدًا للبيع على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وتوصلها لاتفاق مع أحد عملائها على بيعه مقابل مبلغ مالي 45 ألف جنيه، حيث تم رصد الإعلان عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وانهالت عليها الرسائل من راغبي التبني، وقام الضباط بتتبع السيدة حتى تم ضبطها أثناء انتظارها للمشترى في محطة مترو دار السلام.

 

تم القبض على السيدة وبحوزتها الطفل الرضيع وإحالة الواقعة للنيابة العامة بدار السلام، حيث كشفت تحقيقات النيابة، أن المتهمة قامت بعرض طفلها للبيع بـ 45 ألف جنيه عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كما أن المتهمة توصلت إلى اتفاق مع أحد الأشخاص على شرائه، وتم ضبطها أثناء تواجدها في محطة مترو دار السلام أثناء انتظارها للمشترى.

كما أدلت المتهمة «س.م» والدة الطفل الرضيع أمام المستشار حسن خليل، وكيل نيابة دار السلام باعترافات تفصيلية حول الواقعة والدافع وراء قيامهما ببيع نجلها، مؤكدة إنها كانت على علاقة غير شرعية بشخص يدعى «ع.ع» ونتج عن هذه العلاقة حملها للطفل ما دفعها إلى إخفاء الأمر خشية قيام أهلها بقتلها، مضيفة إنها أخبرت والدتها وخالتها فقط بتفاصيل ما حدث، لافتة إنها يوم ولادة نجلها قامت بتسليمه لخالتها للتخلص من الفضيحة نهائيًا.

 
فجرت التحقيقات أيضًا مفاجأة مدوية، حيث تبين أن خالة المتهمة سبق لها بيع طفلة كانت نتاج علاقة آثمة بين مجهول وابنة شقيقها منذ عامين لسيدة وزوجها بمنطقة الخصوص مقابل 12 ألف جنيه، لذا وجهت لها النيابة تهمة الاتجار بالبشر،  كما وجهت النيابة لأم الطفل تهم الاشتراك في جريمة اتجار بالبشر وعرض طفل للبيع مقابل مبلغ مادي وتعريض حياتها نجلها البالغ من العمر يوم واحد للخطر بعد تسليمه لخالتها للتخلص منه نظرًا لأنه جاء عن طريق علاقةً غير شرعية.


أمرت النيابة بحبس كل من خالة المتهمة، وحبس المتهمة الرئيسية «أم الرضيع»، 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معها وعرضها والطفل على الطب الشرعي لأخذ عينات بصمة وراثية منهما.