بعد استحواذه على بيانات 150 مليون مستخدم فيسبوك.. خبراء: «فيس آب» مصيدة معلومات

فيس آب يستحوذ على معلومات 150 مليون مستخدم
فيس آب يستحوذ على معلومات 150 مليون مستخدم

بات تطبيق «فيس آب Face App» الذي حقق انتشار جنونيا خلال الأيام الأخيرة، يمتلك معلومات عن أكثر من 150 مليون شخص، حسب تقرير صدر حديثا.

وأظهرت بيانات أن أكثر من 100 مليون شخص يستخدمون متجر تطبيقات «جوجل بلاي» حملوا التطبيق، الذي يستخدم لتحويل ملامح الوجوه في الصور إلى هيئة شابة أو متقدمة في العمر.

بينما أظهرت البيانات المتعلقة بمتجر تطبيقات «آي أو إس» الخاص بهواتف «آبل» أن «فيس آب» أصبح التطبيق الأول في 121 دولة، بحسب ما نقله موقع مجلة «فوربس» الأميركية عن تطبيق «آني» لتحليل البيانات.

وذكرت «فوربس» أن تطبيق «فيس آب» أصبح يمتلك معلومات عن أشكال وجوه وأسماء عشرات الملايين من المستخدمين، وبمقدوره استخدامها لأي غرض وفي أي وقت، وفقا لما تنص عليه شروط الاستخدام.

وأشار تقرير المجلة إلى فضيحة شركة «كامبريدج أناليتيكا» لتحليل البيانات، التي جمعت معلومات خاصة عن أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع «فيسبوك»، في واحدة من أكبر عمليات الخرق التي تضرر منها عملاق وسائل التواصل الاجتماعي ورئيسه التنفيذي مارك زوكربرج، منذ تأسيسه قبل 15 عاما.

وعلقت المجلة الأميركية على ذلك بقولها: «كنا نعتقد أننا تعلمنا درسا من كامبريدج أناليتيكا».

 

«جمع معلومات»

 

الانتشار السريع لتطبيق «الشيخوخة» كما أطلق عليه النشطاء، دفع بعض الخبراء للتحذير من استخدامه خوفا من انتهاك خصوصية المستخدمين.

خبير أمن المعلومات لدى الأمم المتحدة د.محمد الجندي، أكد لـ«بوابة أخبار اليوم» أن التطبيق ابتكره الروسي «ياروسلاف غونشاروف» رئيس شركة wireless lab، مشيرا إلى أن التطبيق لا يقتصر على تحويل ملامح الشباب إلى الشيخوخة والعكس.. بل هو قادر على اقتحام خصوصيتك أيضا.. فبتثبيت face App تكون قد وافقت على تخزين صور ومعلومات هاتفك على خوادم الشركة مع أحقيتها في التصرف بها وهو أكثر ما يثير المخاوف.

وأضاف أن «فيس آب» ليس جديداً، فقد ظهر في عام 2016 لأول مرة من خلال تطبيق «تغيير العِرق» وقيل إن التطبيق كان يحول وجوه أشخاص من عرقية معينة إلى أخرى، وهى ميزة أثارت ردود فعل غاضبة، لذلك تم حذف التطبيق بسرعة .

ولفت د.محمد الجندي، إلى أن عودة التطبيق مرة أخرى هو ما يدعي للشك والتخوف، مشيرا إلى وجود سببين وراء ذلك، الأول: مصلحة فيسبوك في عودة التطبيق مرة أخرى ودعم المحتوى مما جعله يحقق 50 مليون مشاركة خلال ساعات.

والثاني: أننا نعيش في عصر جمع المعلومات، مضيفا: «اللي ماعندوش معلومات معندوش طاقة ولا عنده بترول».. فالمعلومات هى الطاقة المحركة في القرن 21، ومن الممكن أن تكون هناك بعض الدول وراء ذلك التطبيق ليكون غطاء لها لجمع المعلومات لأجهزة أمنية أو بعض المؤسسات، فمن الممكن استخدامها في أغراض مشبوهة، منوهاً أن «فيس آب» أقرب إلى أن يكون انتهاك خصوصية وليس جريمة.

 

«الذكاء الاصطناعي»

 

ولفت إلى أن فكرة التطبيق قائمة على الذكاء الاصطناعي وهو برنامج يعمل على جمع الصور وعمل بعض المعادلات الرياضية ليتوقع بعد 30 عاماً شكل الأشخاص، والبرنامج قائم على التغذية بالمعلومات فكلما كانت المعلومات كثيرة كانت النتائج أوضح، مشيرا إلى أن من أهم نقاط قوة «فيس آب» اعتماده على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتطوير بنفسها بدون تدخل بشري، وأن التطبيق لكي يصل لهذه الدرجة من الدقة يحتاج إلى تدريب على ملايين الصور، حيث إن الفكرة الأساسية لهذه الخوارزميات هى محاكة طريقة تفكير العقل البشري.

 

وتابع الجندي: «كان من المفترض أن ننادى بالتوعية منذ إطلاق التطبيق في ساعاته الأولى ولكن اليوم وبعد أن أصبحت معلومات أكثر من 150 مليون مستخدم لدى التطبيق، فاعتقد أن التوعية فات أوانها.. فالمستخدمين يعتقدون أن face app مثل باقي التطبيقات لكن هوا الأخطر على الإطلاق بسبب انتهاك الخصوصية وعدم المعرفة الكافية عن الشركة الروسية المنفذة للتطبيق، فهى ليست بحجم فيسبوك، وتويتر ، وواتس آب، وهذا ما دفع اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة الأمريكية أن تطلق تحذيرا لمرشحي الحزب في انتخابات الرئاسة 2020 من استخدام التطبيق، في حين حث رئيس الشؤون الأمنية في اللجنة بوب لورد المسئولين عن الحملات الانتخابية الرئاسية لمرشحي الحزب على حذف التطبيق فورا.

 

«هروب من الواقع»

 

بدوره أكد د.وائل حسن أخصائي الصحة النفسية، على أن سبب اندفاع الأشخاص نحو التطبيق يكمن في أن كل ما هو متعلق بالزمن ينجذب إليه الناس.

وأضاف: «قد يكون السبب الحقيقي لاندفاع الناس لمعرفة صورهم في المستقبل هو هروب من الواقع أو الفضول نحو معرفة ما يخبئه المستقبل»، لافتا إلى أن الغريزة عند الإنسان تتطلع إلى المستقبل وليس التفكير في الماضي.