صور| متحف سيد درويش.. «فنكوش» يتاجر به أصحاب المصالح

محرر البوابة مع حفيد سيد درويش
محرر البوابة مع حفيد سيد درويش

" زوروني كل سنة مره " من الأغانى العظيمة التى يرددها محبو فنان الشعب سيد درويش بالإسكندرية في الإحتفال السنوي بمولده الذي يقام أمام المنزل الذي عاش فيه، والذي تحول إلى قطعة أرض فضاء مليئة بالقمامة ومحاطة بسور من الحجر الأبيض ، بعد أن تم هدمه بالكامل حتى سطح الأرض، وأصبح الحديث عن تحويل منزل سيد درويش إلى متحف مجرد "فنكوش" يتاجر به بعض أصحاب المصالح.

 

ووصل الأمر إلى أن أحد أعضاء البرلمان أطلق تصريحا ناريا منذ أياما قليله اعلن فيه أنه سيتقدم بطلب إلى وزير الثقافة لتحويل منزل سيد درويش إلى مزار سياحى وفنى  و قد كشف هذا التصريح النارى أنه لا يعرف حتى مكان المنزل ،وهذا يكشف أن الحديث عن منزل سيد درويش لا يتم تداولة الا قرب الإحتفال بمولده أى كل سنة مره.

 

و قد بدأت فكرة تحويل المنزل إلى متحف يضم مقتنيات الموسيقار الراحل كالعود، والعصا، والنوت الموسيقية عام 1992 خلال احتفالية بمناسبة مئوية ميلاده أقامتها وزارة الثقافة بالإسكندرية بحضور وزير الثقافة ومحافظ المدينة الأسبق إسماعيل الجوسقي ولكن مرت السنين ولم يتم تنفيذ الفكرة و في عام 1996 تعرض المنزل كله للهدم بعد أن قام أحد ورثة " الشيتيوى " ملاك المنزل و الذي كان عضوا بالمجلس المحلي لحي وسط باستصدار قرار هدم .

 

واعتمد القرار من المحافظة وحي وسط بالرغم من أنه ضمن قائمة المنازل المحظور هدمها،  لقيمتها التاريخية إلا أنه عند بدأ أعمال الهدم تدخل العديد من مثقفى الإسكندرية لوقف تلك الأعمال و بالفعل تم وقف أعمال الهدم وجري تحقيق في الواقعة وتحويل القرار إلي النيابة الإدارية التي برأت المتهمين لأنهم استندوا في الدفاع إلي حجة أنهم لم يخطروا بالجدول الخاص بالمنازل المحظور هدمها و أصبح المنزل عباره عن حوائط فقط دون أسقف وفي عام 2007 تم هدم باقي الحوائط وقامت عربات المخلفات بنقل باقي أطلال المنزل .

 

 ورحل منزل سيد درويش إلى الأبد و ذلك بسبب التضارب في القرارات ما بين وزارة الثقافة و محافظة الإسكندرية ، الغريب أن جميع من نادى و ينادي بإنقاذ منزل سيد درويش من الإهمال حتى الأن لا يعلمون أن المنزل قد تم هدمه و تحولت الأرض الى " خرابه " بمساحة 57 متر مربع  مليئة بالقمامه كما أن الأرض تتحول الى حظيرة ماشيه قرب عيد الأضحى حيث يستغلها أحد جزارى المنطقه كمكان لإيواء الخراف و الماعز.

 

و لتقصى حقيقة ما يدور من جدل حول المنزل إلتقت " بوابة اخبار اليوم " بحفيد سيد درويش و عميد العائلة الدكتور حسن البحر درويش و الذى يعيش حتى الأن بمنطقة كوم الدكه و الذى بدأ حديثة بأن سبب عدم تحويل منزل جده سيد درويش الى متحف هو الخلاف بين وزارة الثقافه و المحافظة حيث قامت كل جها بالتنصل من تبعيه هذا المشروع و تمويله ، و قد بدأت القصة عندما قام وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى بتشكيل لجنه من كبار الفنانين التشكيليين و أساتذة العمارة بكلية الفنون الجميلة و أساتذة من كليه الهندسه لمعايه المنزل و المنطقه التى يقع بها و هى حارة " السيد طرطور " و قد إنتهت اللجنه فى تقريرها أن المنزل لا يصلح و لا يمكن ترميمه كما أن الحارة بالكامل ايله للسقوط و منذ هذا الوقت رفعت وزارة الثقافة يدها عن هذا المشروع التراثى ، حتى جاء عمر الحديدى و الذى كان يشغل منصب قنصل فخرى لدولة فنلندا بالإسكندرية بعرض شراء الأرض من ورثه مالكها الأصلى سيد شيتيوى صاحب المقهى المجاور للمنزل إلا أنهم رفضوا و طلبوا أن يكون التفاوض مع الجانب الفنلندى مباشرة ، و كان العقار فى هذا الوقت مازال قائم ، حتى قام الورثه بهدمه حتى سطح الأرض.

 

و عن الجمعيات الأهلية و بعض المنظمات التي تخرج من وقت لأخر تطالب بتحويل المنزل إلى متحف قال الدكتور حسن إن تلك الجمعيات تروج لنفسها إعلاميا فقط و تستغل اسم سيد درويش كنوع من أنواع الترويج لأنشطتها الذى لا يعرف عنها أحد ، كما أن هناك جمعيات أنشئها سياسيين يقوم بإستغلالها ايضا للترويج لأنفسهم فيستغلون إسم سيد درويش لكسب تعاطف أهالى منطقه كوم الدكه ، و يؤكد الدكتور حسن البحر درويش على أنه اذا كانت هناك النيه فعليا لإنشاء متحف لمقتنيات سيد درويش بكوم الدكه فيجب اولا تحويل المنطقه بالكامل الى منطقه تراثيه ثقافيه خاصة و أن تلك المنطقه كان يعيش فيها جاليه يونانيه كبيره و مازالوا يأتون لزيارتها حتى الأن كما أن المنطقه مليئه بالنوبيين الذى نقلوا التراث النوبى الى تلك المنطقه بالإضافة الى العائلات الصعيديه ، و كل تلك التراثات متواجده فى منطقه كوم الدكه ، أما الخطوه الأهم فهى تعويض ورثه مالك الأرض بإعتبارها منفعه عامه ، و بعد ذلك يمكن أن يتم التفاوض مع هيئة اليونسكو لتمويل عمليات الإنشاء.

 

و أنهى حفيد سيد درويش حديثه بأنه في حالة جدية الدولة في إنشاء متحف سيد درويش فسيقوم  بالتبرع بمقتنيات جده من نوت موسيقيه و تسجيلاته الغنائية كامله و بعض الأدوات التى كان يستخدمها جده.

 

وصرح حفيد سيد درويش لـ " بوابة أخبار اليوم " أن هناك منزل كان يعيش فيه سيد درويش أخر 9 سنوات من حياته بمنطقة روض الفرج بشبرا، و كان هذا المنزل بمثابة ورشة عمل لعمالقة الفن أمثال علي الكسار وجورج أبيض وبديع خيري ونجيب الريحاني ، و مازال بالمنزل قطع الأثاث البسيطة وسريره والكرسي الخاص بإحدى غرف المنزل كما تضم الصالة التي تتوسطه صوره في مراحل عمره المختلفة، والعود الخاص به، إضافة إلى البيانو والراديو والهاتف ومكتبة كبيرة ، و لا تزال تلك الشقه موجوده و لكنها مهمله ، و لم تقوم وزارة الثقافه بالإنتباه لها حتى يمكن أن تكون نواه لمتحف سيد دروبش بالقاهرة