محمد البهنساوي يكتب: لندن .. وعودة للحقد الأسود والوجه القبيح

الكاتب الصحفي و رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم  محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي و رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم محمد البهنساوي

لندن .. وعودة للحقد الأسود والوجه القبيح

قرار غامض بعد الرواج السياحي والتنظيم العالمي

الألمانية والفرنسية يفضحان المواقف والأكاذيب الإنجليزية  


◄ مرة أخري .. يعود الوجه الإنجليزي القبيح ينفث سمومه وحقده تجاه مصر كاشفا ومؤكدا لموقف عدائي ضدها تتنوع أدواته بين الحين والأخر ..ولما لا وعاصمة الضباب تضم بين جنباتها كل رموز العداء والكراهية لمصر وشعبها .. وتمد يد الدعم العلني والخفي لعناصر وجماعات إرهابية بعضها صنعها الإنجليز انفسهم قبل عقود مدركين بدهائهم وخبثهم متي وأين وكيف يستخدموهم ضد مصر.

وبعد 30 يونيو جاءت المواقف الإنجليزية أكثر حده وعلانية ضد مصر وتطورها .. واستغلال كل مناسبة حتى وبدون مناسبة لضرب مصر اقتصاديا ضربات موجعة .. وتنغيص حياة المصريين وسرقة فرحتهم ..ولعلنا نذكر فور سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء وقبل أن يتحقق أحد من انه عمل إرهابي او عيب فني .. وحتى قبل أن يتخذ الروس انفسهم أي قرار منتظرين استجلاء الحقيقة كان القرار الكاشف عن نوايا لندن بوقف رحلاتها الي شرم الشيخ وتبعها عدة دول من بينهم بالطبع الروس انفسهم ..وتساءلنا وقتها عن أسباب القرار والذي لا يحمل سوي معنيين كل منهما أشد مرارة من الاخر .. الأول تأكيد موقفها العدائي المفضوح تجاه مصر ..والثاني وهو الأغرب أن يكونوا علموا قبل غيرهم وقبل أن يبدأ أي تحقيق أن الحادث عمل إرهابي !! وبالطبع سار خلفهم الكثير من الدول قبل أن يتأكدوا من سوء النية وراء القرار وتتوالي إلغاءات قرارات حظر السفر وتعود الرحلات لمصر.

أخر المواقف الغريبة والمريبة للإنجليز جاء مساء أمس .. بدأ بإعلان الخطوط الجوية البريطانية وقف رحلاتها الي القاهرة لأسباب أمنية !! وتباينت المواقف .. ففي الوقت الذي أعلنت فيه السفارة البريطانية بالقاهرة عدم علم الحكومة او مسئوليتها عن القرار وأنه يخص شركة الطيران .. وبعد ساعات قليلة من هذا الكلام الفارغ والمضلل كالعادة .. تصدر وزارة الخارجية البريطانية تحذير لرعاياها المسافرين أو المقيمين في مصر من احتمال وقوع هجمات إرهابية بها ..وهو الإعلان الذي اعتدنا سماعه من الإنجليز ويتضح كذبه عدة مرات .. ثم نشرت وسائل إعلام إنجليزية تصريحات عن قيام شركات طيران أخري مثل الألمانية " لوفتهانزا " والفرنسية " إير فرانس " بوقف رحلاتها لنفس الأسباب .. قبل أن تصدر هاتين الشركتين بيانين صحفيين يكذبان هذه الإدعاءات ويؤكدان استمرار رحلاتهما لمصر بشكل طبيعي في صفعة قوية على وجه الإعلام والحكومة الإنجليزية.

البعض حاول افتراض حسن نية وراء القرار .. هناك من ذهب الي أن الوضع بالمنطقة والتوترات مع إيران السبب .. لكن إذا كان هذا صحيحا .. فلماذا مصر فقط والقاهرة تحديدا ..ولم يصدر قرارا مماثلا تجاه تل أبيب أو لبنان والأردن ودول الخليج وكلها أقرب لأماكن التوتر من مصر .. البعض الأخر قال أنه بسبب بعض تصرفات المشجعين الجزائريين خلال مغادرتهم مصر من مطار القاهرة ..وهنا أيضا مردود عليه بأن تلك الأفعال فردية وواردة بأي مطار وليست سببا على الإطلاق لمثل هذا القرار.

لكن الممعن في المواقف الإنجليزية وسوء نيتها المبيت والقديم تجاه مصر يدرك السبب بالطبع .. ولنعود لسنوات قبل ثورة يناير .. فهناك بورصة لندن ثاني أكبر بورصة في العالم .. وكلما حدث رواج سياحي بمصر توجه صناع السياحة الي البورصة وأيديهم علي قلوبهم .. ففي كل فترة رواج ينتظرهم قبل البورصة بأيام او خلالها قرار إنجليز صادم ومضر بمصر ومشوه لسياحتها .. زاد الأمر وتحديدا بعد ثورة يونيو كما ذكرت .. وقرار حظر السفر لشرم صدر أيضا في بورصة لندن وكأنه مقصود ان يقضي علي صناعة السياحة المصرية .. كما نتذكر السفير جون كاسن .. الذي كان لا يكل من نشر صوره على عربات الفول وفي الأماكن الدينية بمصر ويتقرب للمصريين .. أما تقاريره فقد كانت تقطر حقدا علي مصر وتشويها لكل جميل فيها.

نعود لقرار الخطوط البريطانية وتحذيرا الخارجية أمس والسبب الحقيقي وراءهما .. البعض يري أنه لا يوجد أسباب مباشرة .. لكن الأسباب كثيرة ومتعددة .. فهاهي السياحة المصرية تمر بفترة رواج وانتعاش كبري وبدأ حديث عن عودة لأرقام 2010 الخرافية .. كيف إذن نترك هذا الإنجاز يمر .. ثم هاهم المصريون ورغم خسارة فريقهم وخروجه المبكر من كأس امم أفريقيا تطال أعناقهم عنان السماء ببطولة ولا أروع ..وتنظيم أكثر من رائع .. واحتفاء واحتفال دولي غير مسبوق بنجاح التنظيم المصري ..وههمهات هنا وهناك عن أحقية مصر وقدرتها على تنظيم كبري البطولات العالمية خاصة كأس العالم .. وتحركات دول ومنظمات تجاه مصر سياسيا واقتصاديا .. وقرارات تدعم السياحة المصرية وتروج لها وبشدة مثل القرار الألماني بإلغاء حظر الطيران فوق سيناء .. والقرار الأسباني بعودة رحلاتهم الي شرم الشيخ .. ورحلات تنطلق من كل بلدان العالم الي كافة المدن السياحية المصرية .. كيف يمر هذا دون منغصات أولا تسرق من المصريين فرحتهم .. وثانيا تعوق تلك الانطلاقة الرياضية والسياحية والاقتصادية .. وتضرب في مقتل صناعتي الطيران والسياحة الناهضين بالتشكيك في أمنهما والتذكير بموضوع أمن المطارات الذي أنتهي وذهب منذ فترة.

هاهي لندن ..وهاهي قراراتها .. وهاهي مواقفها .. لا نستطيع المطالبة بمقاطعة دولة كبري بحجم إنجلترا بالطبع .. لكن نريد قرارات مماثلة من جانبنا .. نريد مراجعة السفر لبريطانيا والتجارة معها .. بالتأكيد هناك ما نوجعهم به مثلما يؤلمونا وبشدة كل فترة.

نسيت أن أشير الي أن المرشح وبقوة لرئاسة مجلس الوزراء البريطاني خلفا لتيرزا ماي أعلنها بكل صراحة " انا صهيوني حتى النخاع " .. ولا تعليق !!