تقرير| «الكان» تحدث زخمًا سياسيًا يتفق ورؤية الرئيس السيسي صوب العلاقات مع إفريقيا

الرئيس السيسي خلال حفل افتتاح بطولة أمم إفريقيا 2019 - أرشيفية
الرئيس السيسي خلال حفل افتتاح بطولة أمم إفريقيا 2019 - أرشيفية

زخم سياسي إفريقي ورصيد إقليمي ودولي، جاء متفقا ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للعلاقات مع إفريقيا، أحدثه استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 (كاف)، التي اختتمت منافساتها الليلة الماضية، حيث استقبل الرئيس السيسي - على هامشها - العديد من رؤساء الدول الإفريقية الذين قاموا بزيارة مصر خلال فترة إقامتها التي امتدت من 20 يونيو الماضي إلى 19 يوليو الجاري، لتشجيع منتخبات بلادهم المشاركة في البطولة وتقديم الدعم النفسي والأدبي لها.

وتؤكد استضافة مصر للبطولة - التي تلت انتخابها رئيسا للاتحاد الإفريقي أوائل العام الحالي - استعادة مصر بالكامل لصداقاتها القديمة مع أشقائها الأفارقة، وأن تلك الصداقات باتت من مقومات النهج المصري في المحافل الدولية، الذي يشمل الأمن والتنمية والتكامل الإقليمي وإعلاء مبادئ التعاون الإقليمي، والنظر - بثقة وتفاؤل - نحو مستقبل يلبي تطلعات الشعوب الأفريقية نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وتبني دور فعال في مجال التنمية البشرية والاقتصادية.

ووضع الرئيس السيسي - قبل تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي - إفريقيا على رأس أولويات الأجندة السياسية المصرية، ولم يدخر جهدا في السعي والمشاركة في تحقيق التنمية المستدامة لدولها من خلال تعميق العلاقات المشتركة والعمل على إقامة المشروعات، وترتب على ذلك أن شهدت العلاقات المصرية الإفريقية نقطة تحول جذري، بنجاح الرئيس في بناء جسور الثقة والاحترام مع الدول الإفريقية عن قناعة بأن المتغيرات الدولية تركت آثارها على تلك العلاقات التاريخية، وأن التطور"السياسي والاقتصادي والثقافي" بهذه الدول يحتاج إلى آليات غير تقليدية للتعامل معها.

وللرئيس السيسي - منذ توليه مهام الرئاسة - رؤية مستقبلية خاصة بالعلاقات المصرية الإفريقية، تؤكد اهتمام القيادة السياسية بقضايا ومشاكل القارة السمراء، وتعكس عزم مصر على تعزيز التعاون البناء والمثمر مع دولها أمام المحافل الدولية في المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية، وكذلك عزمها على توثيق الروابط للتصدي للتحديات المشتركة، والتوصل لحلول للمشكلات التي تجمع الشركاء.

عززت رؤية الرئيس - الثاقبة - رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي خلال دورته الحالية، حيث استندت إلى منظومة الوحدة الحضارية، وما تحتضنه من تعدد وتنوع روابط وعلاقات مصر بمحيطها الإفريقي على كافة المستويات، واعتمدت محاورها على التشاور المستمر الهادف إلى تعزيز الاستقرار، وتحقيق السلم والأمن في القارة الإفريقية، والتنسيق تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والاهتمام بتعزيز حجم التبادل التجاري، وزيادة الاستثمارات المشتركة، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة، والهدف الأسمى هو استعادة مصر مكانتها الريادية، والعودة إلى الحوار والتشاور مع كافة الدول الإفريقية بالإضافة إلى فتح السوق الإفريقية أمام تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري بين دولها لما يمثله من بيئة خصبة للتنمية وما تضمه بين طياتها من ثروات ضخمة.

وعبرت عن رؤية الرئيس، زيارات متعددة قام بها للدول الإفريقية ولقاءات ثنائية مستمرة مع قادتها، صبت محصلتها في صالح المرحلة التي يتهيأ فيها الاتحاد الإفريقي لإعادة هيكلته، وإطلاق منطقة التجارة الإفريقية القارية الحرة المصرية والاهتمام بإفريقيا بشكل عام، وترتكز خطة الرئيس في القارة على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا، تشمل شتى الاتجاهات والمجالات، وتأكيد الحرص على مواصلة مصر العمل مع الدول الإفريقية الشقيقة، لضمان توافر الموارد اللازمة لتنفيذ برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما أكد عودة مصر للقارة وتولي القيادة والريادة مرة أخرى لصالح الشعوب الإفريقية.

ويؤكد الخطاب السياسي للرئيس السيسي - على المستويين الداخلي والخارجي - اعتزاز مصر بانتمائها الإفريقي، وإعلاء شأن انتماء مصر الإفريقي، والاعتزاز بهويتها الإفريقية، انطلاقا من أن انتمائها لمحيطها الإفريقي يعد مكونا رئيسيا من مكونات "الهوية" المصرية على مر العصور، وعنصرا محوريا في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية؛ وهو الأمر الذي أكدته نصوص وديباجة دستور 2014 ، والأهمية التاريخية والإستراتيجية لعلاقات مصر بدول القارة، ويكشف الإسهام الفاعل مع بقية دول القارة في مواجهة التحديات المتربصة بالقارة، لا سيما فى مجال القضاء على الفقر ومواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة ووقف انتشار والأوبئة والتدهور البيئي.