بلا التزامات أو عقد..«الزواج الأبيض» طريقة جديدة للتمرد الاجتماعي بإيران

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


على الرغم من كونها واحدة من أكثر الدول تشددًا و فرضًا للقيود باسم الدين، إلا إن ذلك لم يمنع انتشار ما يُعرف باسم «الزواج الأبيض» بين مجموعة من الشباب الإيراني بشكل كبير وفقًا لما تنقله عدد من التقارير الإعلامية في إيران، ويؤكده عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.


يُعرف الزواج الأبيض بشكل عام في مجموعة كبيرة من الدول العالم، وغالبًا ما يتم بعقد مكتوب بشكل يشبه الزواج العُرفي، لكن الوضع في إيران مختلف عن ذلك تمامًا، فالزواج الأبيض في إيران اقرب لما يُعرف بـ«المساكنة»، حيث يتزوج الطرفان شفهيًا، بدون أي التزامات اجتماعية أو دينية.


وعلى الرغم من رفض المجتمع والرموز الدينية لهذا النوع من الزواج، إلا إنه ينتشر بسرعة كبيرة من الشباب الذين يسعون للتخلص من سلطة الدولة والمجتمع عليهم بكل الطرق الممكنة، ويرون في الشروط المفروضة من أجل الزواج التقليدي والمتعارف عليه، عوائق كثيرة تقف بينهم وبين من يحبون، أو ما يريدون في الحياة.


من جانبة، قال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أن الزواج الأعلى مخطط إمبريالي يسعى لتدمير إيران.


وأضاف خامنئي «إن الزواج الأبيض أو زواج المساكنة ما هو إلا مخطط إمبريالي عالمي يسعى إلى القضاء على الأسرة في بلد إسلامي كإيران»، وفقًا لموقع بي بي سي.


وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن خامنئي قوله خلال اجتماعه بعدد من الأئمة في مارس الماضي، أنه طلب منهم «التركيز على بناء العائلة في البلاد، لأن أعداء إيران عزموا على القضاء على نظام الأسرة بين البشر».


وأضاف: «لقد صمّم أعداء الإنسانية، الرأسمالية العالميّة والصهيونية منذ قرابة 100 عام، على القضاء على الأسرة بين البشر، ونجحوا في بعض الأماكن، لكنهم أخفقوا في أماكن أخرى ومنها إيران الإسلامية، إلا أنهم مازالوا يسعون ويعملون على تحقيق ذلك».


وتتعامل إيران مع من يثبت زواجه بهذه الطريقة على أنه ارتكب واحدة من «الكبائر» في الدين الإسلامي، وتكون العقوبة هي العقوبة الشرعية  للـ«زنا» بحسب ما أقر رجال الدين في إيران.


لكن العديد من الحقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان في البلاد، دافعوا عن حرية اختيار الزوجين لحياتهما، وأشاروا إلى أن السبب الرئيسي للجوء هؤلاء الشباب لهذا النوع من الارتباط، هو الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة وخاصة في المدن. ودعوا إلى معالجة المشكلة من جذورها، عبر إيجاد حل للمشكلة الاقتصادية في البلاد.


وتدافع تحديدًا مجموعة من الناشطات عن الطريقة التي اخترن بها ان يعن حياتهن، مؤكدات أنهن «غير خائفات من أي شيء الآن».


جدير بالذكر أن إيران تشهد موجات من التمرد الاجتماعي على القيود التي يفرضها رجال الدين هناك منذ قيام الثورة الإسلامية 1979، وعلى رأسها غطاء الرأس «الحجاب» الإجباري.