ورطة نتائج الثانوية العامة تؤجل تحديد أعداد المقبولين بالجامعات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عجز المجلس الأعلى للجامعات أول أمس عن اتخاذ قرار بشأن تحديد أعداد المقبولين بالجامعات هذا العام فى ظل ورطة المجاميع الفلكية فى الثانوية العامة والتى كشف عنها الوزير أمام رؤساء الجامعات عندما أوضح لهم أن هذه النتيجة كشفت عن أن 50% من طلاب شعبة العلوم حصلوا على أكثر من 90%، وأن 25% من إجمالى عدد الناجحين فى شعبة الرياضيات التى يتجه معظم طلابها من أصحاب المجاميع العالية إلى الالتحاق بكليات الهندسة من الحاصلين على 95% فأكثر وأن 65% من إجمالى طلاب الثانوية العامة حاصلون على 85%.

والأخطر أن أكثر من 50 ألف طالب وطالبة حاصلون على 95% فأكثر لذلك لم يجد المجلس الأعلى للجامعات أمامه سوى إحالة الموضوع إلى اللجنة العليا للتنسيق برئاسة وزير التعليم العالى وعضوية كل من د.محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، ود. عبدالوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، ود.ماجد نجم رئيس جامعة حلوان، ود.منصور حسن رئيس جامعة بنى سويف، ود.محمد لطيف أمين المجلس الأعلى للجامعات وسيد عطا رئيس قطاع التعليم والمشرف العام على مكتب تنسيق القبول بالجامعات لتتولى هذه اللجنة تحديد الأعداد التى سيتم قبولها فى كل قطاع من قطاعات الكليات المختلفة بعد نهاية المرحلة الأولى وقبل إعلان نتيجتها مراعية الطاقة الاستيعابية لكل كلية، واحتياجات سوق العمل، وأعداد الناجحين، والمستجدات التى أصبحت ضاغطة فى عملية القبول هذا العام والتى تم فيها تخفيض أعداد المقبولين بكليات الصيدلة وطب الأسنان بنسبة 25% فى الجامعات الخاصة، والمطالبة بزيادة وقتية معقولة فى عدد المقبولين بكليات الطب البشرى لمواجهة العجز المؤقت فى الأطباء على المستوى القومى لسفر الكثير منها للخارج لقلة الرواتب التى يتقاضونها فى الداخل، وفى ظل المجاميع الخرافية التى حدثت هذا العام فى نتيجة الثانوية العامة والتى جعلت 50% من إجمالى طلاب شعبة علمى علوم يحصلون على 90% فأكثر. 

وثانى هذه المستجدات الضاغطة أنه مع رفع الحد الأدنى للتقدم للمرحلة الأولى لشعبة علمى علوم إلى 97٫07% هذا العام أعلى من العام الماضى سيكون عدد الطلاب المتقدمين لهذه المرحلة أكبر من العام الماضى أيضا مما يهدد برفع الحد الأدنى للقبول بكل كليات القمة لطلاب هذه الشعبة بشكل غير مسبوق، وهى نفس النتيجة التى تنتظر طلاب شعبة الرياضيات التى وصل الحد الأدنى للتقدم لطلاب المرحلة الأولى فيها إلى 95% خاصة وأن 25% من الناجحين فى هذه الشعبة هذا العام من الحاصلين على 95% فى الثانوية العامة فأكثر مثلما قال الوزير أول أمس أمام رؤساء الجامعات فى المجلس الأعلى. 

وثالث هذه المستجدات الضاغطة على اللجنة عند تحديد أعداد المقبولين بالكليات خاصة مايطلق عليها كليات القمة هو كثرة التظلمات التى تقدم بها طلاب الثانوية العامة هذا العام خاصة من الحاصلين على 95% فأكثر ، والذين وصل عددهم إلى عشرات الآلاف، وكل واحد منهم يبحث عن درجة أو نصف درجة أو عدة درجات تجعله مؤهلا للالتحاق بأى من كليات القمة كما يقولون وفى حالة حصول بعضهم على درجات إضافية سيكون من حقه قانونا الاستفادة بها ودخول أى من كليات القمة هذه، وبأعداد كبيرة قد تربك كل حسابات المجلس الأعلى للجامعات فى هذأ الشأن، وتضع العملية التعليمية فى خطر داهم بسبب كثرة أعداد المقبولين خاصة فى قطاع كليات الطب بصورة قد تفوق القدرة الاستيعابية لمعظم هذه الكليات، ولهذا فإن الأعداد التى ستقررها هذه اللجنة فى كل قطاع لن تكون نهائية بل ستتغير بناء على نتائج التظلمات لطلاب الثانوية العامة.

تجربة اختبارات الإعلام 

ومن بين الموضوعات التى ستقيمها اللجنة أيضا النتائج التى ستترتب على اختبارات القبول بكليات الإعلام الأربع فى القاهرة وبنى سويف والسويس وجنوب الوادى ليكون شرط النجاح فيها هو القبول بهذه الكليات مع مجموع الثانوية العامة، والتى تتم لأول مرة هذا العام إلكترونيا فى المعلومات العامة والإعلامية حتى نضمن أن من سيلتحق بهذه الكليات راغبا لدراسة الإعلام، ويكون من النوعية التى تعمل على الارتقاء بمستوى الرسالة الإعلامية بعد ذلك.

ومع أن المجلس الأعلى للجامعات صدق أول أمس على تخفيض نسبة النجاح فى هذه الإختبارات من 70% إلى 60% بعد أن تلاحظ أن 25% فقط من المتقدمين لهذه الاختبارات هم الذين ينجحون بها نظرا لضعف إلمام طلاب الثانوية العامة من طلاب هذه الأجيال بالمعلومات العامة مع أنه من المفترض أنهم من متفوقى الثانوية العامة، وكان الحد الأدنى للقبول بهذه الكليات الأربع لايقل قبل ذلك عن 94% إلا أن هذه الاختيارات قد تفاجئنا نتائجها بأن معظم كليات الإعلام هذه قد تهبط إلى المرحلة الثانية لعدم استكمال الأعداد المقررة لها من الناجحين فى هذه الاختبارات!

وهذا مؤشر خطير جدا حيث يكشف عن أن طبيعة طلاب شهادة الثانوية حاليا لاتهتم سوى بالدروس الخصوصية التى تساعدهم فى تحصيل الدرجات ولايهتمون بالثقافة العامة التى تؤهل للالتحاق بكليات الإعلام، وتكشف عن أن الجزء الأكبر من الذين يلتحقون بكليات الإعلام هذه ليسوا من الراغبين فى دراسة الإعلام بل التحقوا بها إما للوجاهة الاجتماعية والمنظرة أو نوعا من « استخسار للمجموع « الذى حصلوا عليه فى الثانوية العامة، مثلهم مثل من يلتحق بكليات الطب وهو غير راغب فى دراسة الطب، ولهذا يرسب 25% من طلاب الطب فى السنة الأولى لأنهم لايرغبون فى دراسة الطب ودخلوها «استخسارا» للمجموع، وكان الله فى عون هذه اللجنة التى ستدرس كل هذا والكل ينتظر منها القرار الصعب الذى سيتغير على أساسه شكل الالتحاق بالجامعات الحكومية هذا العام وسيكون صادما لكثير من الطلاب وأولياء الأمور خاصة عند ارتفاع الحد الأدنى للقبول فيما يطلق عليها كليات القمة بشكل لايقبله أى عقل.