عمرو الخياط يكتب| الجريمة القطرية على أرض ليبيا

الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط

حالة سيذكرها التاريخ ويسجلها باسم دولة قطر التي راحت تُمارس السلوك العصابي الإجرامي إقليميا ودوليا سرا وعلانية.
ما سيسجله التاريخ لابد أن يستند إلى ما يوثقه الحاضر.
عملية توثيق الجريمة القطرية تفرض نفسها على الواقع العربي وأمنه القومي، عملية التوثيق تكشف عن خطورة الكيان القطري على عموم الأمن العربي وعن تواصلاته المتشعبة مع أطياف الإرهاب المختلفة، بل تكشف عن دولة تحولت إلى سمسار للإرهاب الدولي تمويلا وتسليحا وإيواء وتسهيلا للانتقالات والتمركزات الجديدة.
بلا مواراة قطر تدير شبكة دولية للاتجار في البشر وفِى الدماء ما يزيد علي عشر سنوات على افتتاح مكتب لحركة طالبان الأفغانية في الدوحة، هو أقرب لمكتب العمالة الإرهابية، أو مكتب لسفريات آمنة لمجموعات إرهابية سيتم شحنها إلى قواعدها الجديدة على أرض ليبيا.
منذ سنوات والتواصل القطري  مع خلايا الإرهاب العنقودي في ليبيا لم يتوقف، لكن الدور القطري الفاعل بدأ منذ لحظة ما يمكن تسميته  «ليبيا ما بعد القذافي».
الهدف القطري هنا محدد تماما :
ـ نقل المقاتلين من سوريا والعراق وأفغانستان إلى ليبيا.
ـ تمكين تنظيم الإخوان من السلطة في ليبيا دولة الجوار مع مصر.
ـ فتح المعركة مع مصر على طول امتداد الجبهة الغربية.
الخطة القطرية تعطلت بفعل ثورة ٣٠ يونيو إلا أن نوايا الإرهاب القطري زادت شراسته.
 لقد كانت كلمة البداية هي عبدالحكيم بلحاج الذي رعته قطر منذ اللحظة الأولى فتحول إلى قاتل مأجور وقائد لميليشيات مرتزقة وأول من حول الإرهاب العقائدي إلى إرهاب مدفوع الثمن.
بتمويل قطري أسس بلحاج حزب الوطن الإسلامي كواجهة لعمله الإرهابي، وبنفس التمويل راح يجمع الميليشيات المسلحة في تشكيلات منظمة ليواجه بها الجيش الوطني الليبي.
عبدالحكيم بلحاج هو الإرهابي العائد من حقول القتل في أفغانستان يدرك جيدا إستراتيجية الإرهاب هناك ويملك أدوات التواصل مع قواعده، بلحاج هو من سيعيد تشييد تنظيم القاعدة على أرض ليبيا في مواجهة الحدود المصرية.
الآن يمارس دوره في نقل المقاتلين من إدلب السورية إلى أرض ليبيا على متن طائرات شركة  طيران الأجنحة المملوكة له بأموال قطر، الطائرات تقلع من الأراضي التركية محملة بالمقاتلين وأسلحتهم بينما المجتمع الدولي ما زال يحظر السلاح على الجيش الليبي!!..
 الرعاية القطرية الشاملة للإرهاب على أرض ليبيا ترتكز على ثاني أهم أجنحتها وهو إبراهيم الجضران المكلف بتمويل قطري للسيطرة على المنشآت النفطية الليبية ليحرم الدولة الليبية من عائداتها، بينما هو يمول ميليشياته المسلحة من عائدات بيع النفط الليبي الذي تشتريه تركيا بثمن بخس وقد أصبحت عائدات البيع أحد أهم مصادر تمويل الميليشيات المسلحة.
جضران يضغط على أعصاب الجيش الوطني الليبي باستدعاء مرتزقة من دولة تشاد تدفع رواتبهم دولة قطر ويتواصل معهم جضران من خلال قائدهم تيمان ارديمى المقيم حاليا في الدوحة!!..
جضران ليس إرهابيا تموله قطر فحسب بل هو رأس الحربة في مشروع تقسيم ليبيا برعاية قطر بعد أن كان أول من أعلن عن إنشاء إقليم فيدرالي في برقة.
كانت قطر بحاجة لخلط الدين بالإرهاب  من أجل شرعنة عمل المجموعات الإرهابية التي تتحرك على أرض ليبيا، ومن أجل زرع بذور الطائفية والمذهبية لتكون نواة لتقسيمات إدارية على الأرض.
وجدت قطر ضالتها المنشودة في القيادي الإرهابي الإخواني على الصلابي الذي لعب في الساحة الليبية نفس دور مفتى الدماء يوسف القرضاوي.
الصلابي الآن يقيم في تركيا حيث ملاذه الآمن للقاء أعضاء الاستخبارات القطرية في اجتماع دائم لمجلس إدارة الإرهاب الإقليمي.
لم تتخل قطر عن دعم مفتيها الصلابى فمولت إنشاء شركة «الثقة للتامين» ومنحت الصلابى ملكيتها لتكون وسيلة لتمرير الأموال من وإلى ليبيا.
كانت قطر تدرك ما تريد فعمدت إلى تمويل وتأسيس كيانات إرهابية متعددة تقوم على أرضية واحدة وهى قتال الجيش الليبي واستنزافه، إلا أن تشتيت الحركة التنظيمية كان هدفا قطريا استراتيجيا لضمان الولاء والسيطرة على تلك التنظيمات، إستراتيجية قطر على أرض  ليبيا يمكن تسميتها بـ «التشتيت تحت السيطرة».
تفاصيل الحركة القطرية  شملت إنشاء وتمويل «مجلس شورى ثوار بني غازي» الذي ضم ميليشيات أنصار الشريعة وتحول إلى ذراع مسلحة لتنظيم الإخوان في مصراتة.
بقدر ما كانت  قطر تريد تشتيت تنظيم إرهابي متماسك قد يخرج عن سيطرتها بقدر ما أرادت تشتيت جهود الجيش الليبي في المواجهة وكذا الإيحاء بحالة انقسام حادة تشهدها ليبيا بدليل تعدد المسميات المتحركة على الأرض، ومن هذا المنطلق أسست قطر كيانا إرهابيا جديدا باسم «مجلس شورى ثوار درنة» الذي ضم تحت لوائه ميليشيات جيش الإسلام وراحت تقاتل الجيش الوطني الليبي، وعلى هذا النحو راحت قطر تمول كيانات إرهابية انشطارية لتكون نواة لحرب أهلية ليبية مسلحة تفرض التقسيم والانقسام على الدولة الوطنية الليبية.
 تمددت خريطة الإرهاب القطري على ارض ليبيا وتعددت أجنحتها المسلحة التي تشكلت من التنظيمات التالية:
ـ مجلس شورى ثوار أجدابيا وهو المختص بعمليات شراء ونقل الأسلحة للتنظيمات الإرهابية على ارض ليبيا.
ـ مجلس شورى ثوار سرت والمختص باستهداف المصالح الفرنسية استدعاء للتدخل الدولي.
ـ قوات درع ليبيا وتضم عسكريين سابقين في الجيش الليبي وتهدف قطر من تمويلها لتكريس فكرة انقسام الجيش الليبي.
ـ مؤسسة قدوتي للأعمال الخيرية والتي تستخدم لجمع التبرعات لصالح التنظيمات الإرهابية الليبية وتجنيد الفقراء.
ـ مؤسسة قمم الأندلس للأعمال الخيرية والتي تجند المجاهدين من خارج ليبيا وترعى معيشتهم داخلها.
ـ غرفة عمليات ثورا ليبيا والمسئول عن النشاط الإرهابي في طرابلس.
ـ لواء الصمود بقيادة صلاح بادي والمسئول عن تدمير البنية الأساسية لتقويض الدولة الليبية.
ـ المجلس العسكري في مصراتة بقيادة إبراهيم بن رجب والمسئول عن التصدي لتقدم الجيش الليبي الوطني على الأرض.
بهذه الكيانات ترتكب  قطر جريمة الإرهاب الدولي متكاملة الأركان على ارض ليبيا بهدف تقسيمها من بوابة الحرب الأهلية.
جهود الإرهاب القطرية التي راحت تستثمر في الدماء وتنشر قواعد التخريب كانت تستهدف مصر في المقام الأول، وكانت الحاضن الأول للإرهابي هشام عشماوي الذي فر من مصر واستقر في درنة وأعلن تأسيس تنظيم «المرابطون» كأحد أفرع «القاعدة» ليمارس إرهابه على أرض مصر بتمويل قطري  بعد أن انفصل عن تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي نجح الأمن المصري في تفكيكه تماما بعد مقتل آخر قياداته أشرف الغرابلي في مواجهة مع الأمن وقبل أن يتمكن من اللحاق بعشماوي في ليبيا.
خلال فترة تواجده في ليبيا نجح عشماوي في تشكيل مجموعة إرهابية بقيادة عمرو سعد عباس والذي تولت مجموعته توزيع الأدوار مع الإخوان بحيث يستهدف عباس الكنائس والسياح الأجانب، بينما يستمر تنظيم الإخوان في استهداف رجال الجيش والشرطة والقضاء من خلال جناحيه المسلحين الممولين قطريا «حسم» و«لواء الثورة».
تدفق الأموال القطرية الحرام قابله تدفق الدولة المصرية حول الإرهاب لتحاصره داخليا وخارجيا انتهاء بتسلم عشماوي الخاضع لمحاكمة علنية أمام القضاء المصري.
في مواجهة الإرهاب تقف مصر صامدة تدافع عن أمنها القومي وعن كيان الدولة الوطنية، في مواجهة الإرهاب تقف مصر سندا وظهيرا إقليميا وإنسانيا للجيوش العربية الوطنية، تقف مصر ضد مخططات التخريب والتقسيم.
من مطروح إلى أسوان ومن شرم الشيخ إلى سيوه، في الصعيد وفِى الوادي الخصيب وفِى دلتا النيل يقف المصريون ممسكين بتفاصيل وطنهم وذرات ترابه، كل الطرق تؤدى إلى القاهرة والموعد سيكون فى القاهرة وسيرتد الإرهاب إلى رعاته ومموليه جزاء وفاقا لمن كانوا لا يرجون حسابا.