روسيا وجورجيا.. بين العداء «المستمر» والتطبيع «بعيد المنال»

علما البلدين
علما البلدين

عرضت روسيا على جارتها جورجيا إمكانية التطبيع سويًا، وأبدت استعدادها في دخول مفاوضات مباشرة مع جورجياـ رغم حالة التوتر والعداء المتأصل في علاقة البلدين.

جاء ذلك على لسان جريجوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي، والذي قال إن روسيا مستعدة دائما لأي مفاوضات مباشرة، بما في ذلك على مستوى القمة لكن لسوء الحظ، ليس هناك أي استعداد جاد من الجانب الجورجي لهذا.

وأضاف كاراسين في حوارٍ  لصحيفة "إزفستيا" الروسية، أن الأحداث الأخيرة كشفت أن طموح السياسيين الجورجيين، ناهيك عن "المتطرفين"، هو التركيز طوال الوقت على المشكلات التي تفصلنا، وإذا ما تغير هذا الأمر فبإمكاننا المضي قدما والتحضير لاجتماعات على أي مستوى.

وفي العشرين من شهر يونيو الماضي، تسببت كلمة قرأها نائب روسي في برلمان جورجيا باللغة الروسية، في احتجاجاتٍ شعبيةٍ في جورجيا تواصلت لمدة شهر، ومستمرة ولكن أعدادها تتناقص الآن، وهو ما يؤشر على العداء في جورجيا.

وبين روسيا وجورجيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، عداءٌ مستمرٌ وصل إلى حد الحرب المسلحة بين البلدين في عام 2008، والمعروفة بحرب "أوستيتا الجنوبية".

ومن أبرز أسباب العداء بين البلدين، هو اعتراف روسيا بجمهوريتي أبخازيا وأوستيتا الجنوبية، المنفصلتين بصورةٍ أحاديةٍ عن جورجيا، ولا تعتد تبليسي بانفصالهما عنها.

أبخازيا

البداية مع جمهورية أبخازيا، الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأسود، والتي أعلنت انفصالها عن جورجيا عام 1991، في حين لا تعترف الأخيرة باستقلالها عنها.

وأعقب الانفصال حرب أبخازيا عام 1992، وفي عام 1993 أُجبرت الجيوش الجورجية على الانسحاب من المنطقة بعد حرب دامت لمدة عام مع الثوار الانفصاليين.

جمهورية أبخازيا عاصمتها هي ساخومي، ورئيسها الحالي هو راؤول خاجيمبا، ورئيس الوزراء هو بيسلان بارتسيس، ويبلغ تعداد سكانها نحو 216 ألف نسمة فقط، وهي تتبع نظام الحكم شبه الرئاسي.

أوستيتا الجنوبية

ومن أبخازيا إلى أوسيتيا الجنوبية، التي كانت مسرح الأحداث عام 2008، خلال الحرب الروسية الجورجية، التي عُرفت بـ "حرب أوسيتيا الجنوبية"، والتي بدأت رسميا يوم 8 أغسطس 2008 بهجوم عسكري من جورجيا على مقاطعتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وبعدها قامت القوات الروسية بهجومٍ مضادٍ سريعٍ على جورجيا.

وتقع أوسيتيا الجنوبية وسط جورجيا من ناحية الشمال، وحدودها محاذية لجمهورية أوسيتيا الشمالية، غالبية سكانها في جمهورية الجنوب من المسيحيين.

وتاريخيًا، استولت روسيا على أوسيتيا كاملة عام 1878، تم تقسيمها بعد الثورة البلشفية عام 1917 إلى كيانين، ألحق الشمالي بروسيا والجنوبي بجورجيا.

وفي عام 1991، انفصلت أوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، في خطوةٍ لم تعتد بها جورجيا، وهو الحال نفسه مع أبخازيا.

وترفض جورجيا الاعتراف إلى الآن باستقلال أبخازيا أو أوسيتيا الجنوبية، وتدعمها أوروبا والولايات المتحدة في تلك الخطوة، ولا تحظى الدولتان بأي اعتراف رسمي حقيقة، فهما جمهوريتان إحاديتان الجانب، في ظل غياب الشرعية الدولية، وعدم الاعتراف بهما من قبل الأمم المتحدة.