«أغاني تراثية وصلاة في المساجد».. هكذا يحتفل الصعايدة بخسوف القمر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"يا بنات الحور سيّبوا القمر.. ده القمر معذور معندناش خبر"، و"يا بنات يا حور الجنة ما تسيبوا القمر يتهنا"، و"فاطمة بنت النبي عملت رز بلبن، حلفت ما دوقه الا إن فتح القمر"، بهذه العبارات التي يرددها الأطفال وهم يحملون الطبلة وعلب الصفيح يجوبون الشوارع داخل القرى، في فرحة تنتهي مع انتهاء الخسوف.
الفرحة التي تعم الكبار والصغار، تبدأ فور رؤيتهم خسوف القمر، فالكبار ينظرون إلى القمر، ويدعون الأدعية، والبعض منهم يذهبون إلى المساجد برفقة الشباب والأطفال أيضآ لأداء صلاة خسوف القمر.
وروت بخيته علي- 55 عاما- ربة منزل، أنها منذ صغرها، وهي تشاهد فرحة الأطفال بخسوف القمر، من خلال الأغاني التراثية، وجوبهم الشوارع، وهم في فرحة عارمة، قائلة: "كنا بنخاف من الخسوف، ولكن كنا نكسر الخوف بالدعاء والأغاني لكن يرددها الأطفال في الشوارع".
وأوضح عبد الحميد يوسف- 75 عاما- مزارع، أن طقوس الاحتفالات بخسوف القمر، اختلفت نسبيا عن ما كانت عليه من قبل، إلا أن الأغاني التراثية ما زالت موجودة حتى وإن كانت بأعداد قليلة من الأطفال داخل القرى، أما صلاة الخسوف  فهناك من يؤديها داخل المساجد.
وصلاة كسوف الشمس وصلاة خسوف القمر سنة مؤكدة تصلى ركعتين جماعة أو فرادى، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، ثم يخطب بعدها الإمام ويحث على التوبة وفعل الخيرات من دعاء وذكر وصدقات، ويصليان جماعة، وينادى لهما بـ"الصلاة جامعة"، ولا ينادى لها بالأذان، فإن الأذان للصلوات المكتوبة فقط.
وروي عن ابن عباس– رضى الله عنهما- أنه قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله– صلى الله عليه وآله وسلم– فقام النبي– صلى الله عليه وآله وسلم – فصلى بالناس، فأطال القراءة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القراءة، وهى دون قراءته الأولى، ثم ركع فأطال الركوع دون ركوعه الأول، ثم رفع رأسه فسجد سجدتين، ثم قام فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم قام فقال: «إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يريهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة» متفق عليه، وأنه يسر بالقراءة في كسوف الشمس كالصلاة النهارية،  ويجهر بها في خسوف القمر كالصلاة الليلية.