مأساة زوجة: انتحرت لكي أريح وأستريح

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

◄ ماما انتحرت.. مأساة شاهدها طفل

كانت أخر كلماتها التي نطقت بها قبل أن تغادر الدنيا، «انتحرت لكي أريح وأستريح»، شاهد الطفل الصغير والدته والنار تمسك بها، لم يتمكن من فعل أي شيء سوى الصراخ والعويل والبكاء، وكأن صراخه كان جرس إنذار للجميع بالإسراع لإنقاذها، حاول زوجها التدخل للحيلولة للإبقاء على حياتها، لكن كان للنار رأي أخر حيث انقضت على جسدها الضعيف تنهل منه حتى توارى جسدها وتساقط جلدها، تم نقلها للمستشفى في حالة حرجة مصابة بحروق من الدرجة الثالثة ولم تفلح محاولات إسعافها وتوفيت في الحال، القصة مأساوية ومثيرة خصوصًا بعد قيام شقيق المجني عليها بتوجيه اتهام رسمي لزوجها بقتلها تفاصيل مثيرة سنحاول سردها من خلال سطور القادمة.. 


ربما لم تكن الزوجة تتخيل أن تنتهي حياتها بهذه الصورة البشعة، الحياة التي عاشتها بحلوها ومرها أكثر أنجبت خلالها طفلها الوحيد، حاولت كثيرًا أن تسير بها الحياة رغم كل شيء، تغلبت علي الكثير من الصعاب وتحملت أصعب الآلام حتى تصل بسفينة حياتها إلى بر الأمان، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وها هي سفينتها غرقت ولم يستطيع أحد انتشالها بعد أن جرفها تيار الخلافات وسيطرت عليها المشاكل فلم تعد تتحمل وغاصت إلى الأعماق.

 

حديث الذكريات

جلست في ركن بعيد في أقصي ركن بالبيت وسرحت بتفكيرها في تفاصيل حياتها، تذكرت كيف كانت فتاة يحسدها الجميع على سلوكياتها ووقارها، تهافت عليها الشباب لطلب يدها، رفضت الجميع ولم يرق قلبها سوى لزوجها فقد جذبها منذ النظرة الأولي، بادلها نفس الشعور وخلال شهور قليلة تقدم لخطبتها بعدها تم عقد القران والزفاف وأثمر زواجهما عن طفل جميل، وبعد سنوات قليلة بدأت المشاكل بين الزوجين، ارتفعت الأصوات في البيت الهادئ تعلن عن بداية الخلافات وانتهاء مرحلة الحب والسعادة التي جمعت بين قلبيهما، لأسباب مختلفة منها ما هو مادي ومنها بسبب اختلاف وجهات النظر، ارتفعت حدة الخلافات بشكل غير مسبوق، ويوماً بعد الأخر كانت مساحة التفاهم بينهما تقل، أصبح الزوج لا يتحدث مع زوجته إلا للضرورة تجنبًا لأي خلاف.


مشاجرة النهاية

عاد الزوج إلى منزلة يوم الحادث وقبل تناول طعام الغداء وقع خلاف كبير بين الزوجين بسبب مصروف البيت وأثناء المشاجرة هددت الزوجة زوجها بالانتحار للتخلص من هذه الحياة الصعبة، إلا أن الزوج لم يعرها أي اهتمام ظنًا منه أنها مجرد تهديدات في لحظة عصبية، لكن ما حدث بعد ذلك كان أمر فاق كل تصور، نظرت الزوجة إلى طفلها الوحيد، عينيها كانت دامعة، نبضات قلبها زادت خفقانًا وكأنها مقبلة على أمر جلل، احتضنت طفلها بشدة في مشهد مؤثر وكأنها تودعه ولسان حالها يقول له «سامحني»، لم تمر سوى دقائق معدودات حتى دلفت الزوجة إلى المطبخ وأشعلت النيران في نفسها أمام طفلها، لحظات صعبة عاشها الطفل وهو يرى والدته تحترق أمامه، صراخه كان مدويًا أملًا في إنقاذها، حاول الزوج بكل ما أوتي من قوة إبقائها على قيد الحياة حيث حملها وهرول بها إلى مستشفى قنا العام لكن كل شيء كان انتهى ولقيت المسكينة مصرعها متأثرة بإصابتها. 


شهادة الطفل تنقذ والده من السجن

على الجانب الأخر تلقى اللواء مجدي القاضي مدير أمن قنا إشارة من الدكتور محمد الديب مدير عام مستشفى قنا العام بوصول أمل ض. 37 سنة ربة منزل ومقيمة بناحية الشيخ على بدائرة مركز دشنا مصابة بحروق من الدرجات الثلاث وتوفيت أثناء إسعافها وبسؤال نجلها مصطفى لم يتهم أحد وعلل إصابتها بأنها أثناء قيامها بعمل الطعام أمسكت بها النيران مما أدى إلى إصابتها ووفاتها.

◄ فجر شقيق المجني أثناء فحص البلاغ مفاجأة من العيار الثقيل، حيث تقدم ببلاغ ضد زوجها اتهمه فيه بإشعال النيران في شقيقته بسبب خلافات عائلية وبناء على هذا التناقض بين نجل المجني عليها وشقيقها «خال الطفل»، أمر مدير أمن قنا بفحص البلاغ والوصول إلى الحقيقة، وتوصلت التحريات التي قام بها الرائد عمر الشريف رئيس مباحث مركز دشنا بإشراف العميد اشرف عبد المالك رئيس قسم المباحث الجنائية أن المجني عليها هي من قامت بإشعال النيران في نفسها بالفعل لخلافات زوجية.