الإسكندرية ماريا.. «كوزموبوليتانية»

إنهاء أعمال ترميم وتطوير المعبد اليهودى «إلياهو هانبى»
إنهاء أعمال ترميم وتطوير المعبد اليهودى «إلياهو هانبى»

إسلامى.. قبطى.. يهودى.. كل الآثار الدينية تحت التطوير


مدينة الإسكندرية كانت ولاتزال مدينة كوزموبوليتانية متعددة تستطيع استيعاب الجميع، فعلى شواطئها تنوعت الأعراق والجنسيات واللغات حتى منتصف القرن الماضى، لتنصهر فى مكون واحد يجعل منها مدينة متفردة لها خصوصيتها وعراقتها.

 

فضلا عن الحضارات التى ضربت بجذورها فى أعماق التاريخ، ولاتزال آثارها شاهدة على هذا التنوع الثقافى والدينى وهو ما جعل وزارة الآثار حريصة على الحفاظ على تلك الآثار وترميمها حيث تشهد الآثار والمزارات الدينية عمليات تجديد وتطوير يتوقع الانتهاء منها هذا العام، تعمل بشكل متوازٍ على اختلاف الديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية، إيمانًا بأهمية الأثر فى توثيق تاريخ مصر.


أول هذه الآثار الدينية والتى أوشكت على الانتهاء هو مسجد النبى دانيال الذى يقع فى الشارع الشهير الذى يحمل نفس الاسم بالقرب من محطة مصر ويعد واحدًا من المساجد التى يحيطها الكثير من الغموض حول حقيقتها وسر تسميتها وهوية الضريح بها.

 

وقال محمد متولى مدير الآثار الدينية بالإسكندرية لـ«الأخبار» إن أعمال التطوير بدأت بضريح المسجد ومن المقرر الانتهاء منها خلال أسابيع، وينسب الضريح أسفل الجامع لأحد العارفين بالله الشيخ محمد بن دانيال الموصلى أحد شيوخ المذهب الشافعى فى نهاية القرن 14 ميلاديًا ولكن يرجع اسم النبى دانيال إلى رغبة المسلمين فى إطلاق أسماء أنبياء الله على المساجد تبركًا بها مثل مسجد الخضر ومسجد سليمان وغيره.

 

وفى سياق مواز تشهد منطقة أبو أمينا الأثرية التى تعد أهم مراكز الحج المسيحى فى مصر والقبلة الثانية للحجاج المسيحيين بعد القدس الشريف خلال العصور الوسطى، عملية إنقاذ عاجلة للحفاظ عليها ورفعها من قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر بعد أن تراكمت المياه الجوفية داخل القبر.

 

وأشار متولى إلى أنه من المُقرر تركيب 170 طلمبة لرفع المياه حيث التعاقد على طلمبات بـ١٥ مليون جنيه إضافة إلى تسديد 20 مليون جنيه لإنشاء آبار جديدة، وترجع أهمية الموقع الأثرى لوجود القديس مينا، وهو مصرى عاش فى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادى وتم قطع رأسه فى فترة اضطهاد المسيحيين فى عهد الإمبراطور «دقلديانوس».


وعلى قدم وساق تعمل وزارة الآثار على إنهاء أعمال ترميم وتطوير «إلياهو هانبى»، الذى يعد واحدًا من أفخم المعابد اليهودية فى العالم، حيث يزخر بالتجهيزات الداخلية الثرية وتحيطه حديقة مميزة، بما يعكس مدى الرخاء والتسامح الذى حظيت به الجالية اليهودية بمصر.

 

وكانت وزارة الآثار قد أكدت أنه سيتم الانتهاء من ترميم المعبد نهاية العام الجارى بتكلفة 67 مليون جنيه، وشهد المعبد تنفيذ أكثر من 60% من أعمال المشروع، وكان المعبد قد تم إغلاقه 2016 لانهيار جزئى لسقف «شخشيخة» السلم لمصلى السيدات بالطابق الثالث للمعبد خلال إحدى نوات الشتاء .

 

وللمعبد أهمية دينية وتاريخية لدى اليهود لاعتقادهم أن النبى «إلياهو» ظهر بعد وفاته لرجال الدين اليهود فى المكان المقام عليه المعبد الآن، ووفقًا لوزارة الآثار فيرجع تاريخ إنشاء المعبد الحالى إلى سنة ٥٦٤١ بالتقويم العبرى التى تناظر سنة ١٨٨١م، وهو يضم مقر طائفة يهود الإسكندرية ومبنى المحكمة اليهودية.