الصمت الفاضح| تجاهل «الجزيرة» لأحداث يهود الفلاشا يفضح علاقتها بالكيان الصهيونى

قناة الجزيرة تجاهلت أحدث يهود الفلاشا في الأراضي المحتلة
قناة الجزيرة تجاهلت أحدث يهود الفلاشا في الأراضي المحتلة

«أقسم أن يكون ولائى فقط لدولة إسرائيل، وأن أخدم وبولاء الكنيست الإسرائيلى، أقسم أن يكون انتمائى وبكل أمانة لدولة إسرائيل وأن أقوم وبكل أمانة بواجباتى فى الكنيست الإسرائيلى».. هكذا أقسم مسئول ملف الإعلام القطرى.

عزمى بشارة أمام الكنيست الإسرائيلى.. تعهد الرجل أمام الجميع أن يكون ولاؤه الوحيد لإسرائيل وأن يخدمها بكل أمانة.. وبالفعل أوفى الرجل بالعهد وبر بالقسم وأدى المهمة الموكلة إليه من الموساد ومازال يواصل مشواره بمدد سياسى ومالى قطرى غير محدود.


قصة تجنيد عزمى بشارة المشرف على شبكة الجزيرة وأخواتها كما رواها صديقه المفكر الفلسطينى عادل سمارة فى كتابه «تحت خط 48 عزمى بشارة وتخريب دور النخبة الثقافية» تفسر وبوضوح لماذا تتجاهل الجزيرة الأخبار السلبية عن الكيان ولماذا صمتت القناة القطرية المكان، إسرائيلية الإدارة عن أحداث يهود الفلاشا التى اندلعت مؤخرا؟ ولماذا تهاجم الجزيرة الجيوش العربية وتفتح نوافذها وبأريحية كاملة لجنرالات الجيش الإسرائيلى؟

«تحت خط 48 عزمى بشارة وتخريب دور النخبة الثقافية».. كتاب فاضح وكاشف لممارسات قناة الجزيرة وأخواتها الممولة قطريا.. فالمتصفح للكتاب يدرك جيدا أن الإعلام القطرى وعلى رأسه الجزيرة يدار من قلب الموساد الإسرائيلى وبعقلية تم اختيارها بعناية فائقة وتدريبها باحترافية مخابراتى شديدة.. وحددت لها مهامها وأهدافها منذ عقود.. فالهدف هو تحويل الدول العربية إلى دويلات متقاتلة واستهداف جيوشها بكل قوة وتأجيج كل أنواع الصراعات بين أبناء الوطن الواحد.. فى كتابه «تحت خط 48» يشير مؤلفه المفكر عادل سمارة إلى أن كشف عزمى بشارة ليس الهدف الأوحد من الكتاب ولكن الهدف كشف كل «عزمى» يمثل خطرا على الأمة العربية يقول «سمارة»:

«لم أفكر فى كتابة كتاب عن بشارة، ولا أرى أنه يستحق ذلك. فحينما كتبت أول الردود عليه عام 1994 فى مجلة كنعان، كان ذلك من مدخل عدم اتفاقى معه فى تبرير مشاركة فلسطينى 48 و67 فى انتخابات برلمانية، لأن كليهما يتمَّان تحت مظلة استعمار استيطانى اقتلاعى، وبالتالى هما ترسيخ لهذا الاستعمار، بل تطبيع جوهره استدخال الهزيمة بلا مواربة. ولم يكن الأمر بالنسبة لى ولن يكون الاتفاق أو الاختلاف معه، بل كشف مواقفه للجيل الجديد وللقارئ العربى».

البداية
المسار الخداعى المرسوم إسرائيليا لعزمى بشارة رصده المفكر عادل سمارة فيشرح مسلكه السياسى وانتقاله من الإطار الماركسى الشيوعى إلى الإطار القومى العربى فى عملية خداع منظم بينه وبين الموساد إضافةً إلى دور بشارة التخريبى داخل الدول العربية حيث التحق عزمى بشارة بالحزب الشيوعى الإسرائيلى راكاح بعد انشقاقه عن الحزب الشيوعى الإسرائيلى القديم وكان حزب راكاح الذى انضم له عزمى بشارة يزعم أنه ليس صهوينا، رغم أنه كان حزبا مسجلا رسميا بالداخلية الإسرائيلية ويعترف بالكيان الصهيونى، ويشارك فى انتخابات برلمانه وله أعضاء فى هذا البرلمان، وأقسموا يمين الولاء للكيان الصهيونى، وهو ما شكل التمهيد الطبيعى لدخول بشارة الكنيست الإسرائيلى.


عزمى بشارة وحسب ما أورد عادل سمارة فى كتابه أنهى دراسته الثانوية فى جامعة حيفا، ثم فى الجامعة العبرية فى القدس، وبعد ذلك سافر إلى ألمانيا، ليكمل دراسته فى برلين، وهناك حصل على شهادة الدكتوراه فى الفلسفة عام 1986.


اختراق
ويواصل سمارة رصده لمسار بشارة قائلا: «بعد عودته من برلين استطاع بشارة أن يخترق حركة «أبناء البلد» وهى الحركة السياسية الوحيدة فى الأراضى المحتلة عام 1948، التى رفضت تسجيل نفسها كحزب رسمى، لأنها لا تعترف بالكيان الصهيونى، ولكنه باختراقه لها تمكن من تجنيد أكثر من نصف أعضائها وكوادرها لصالح حزبه، وورط الحركة لأول وآخر مرة فى إصدار قرار، بأن يقوم أى عضو بالتصويت فى انتخابات الكنيست إذا أراد، وكان هذا توريطا هز الحركة، لأنه كان قرارا من أوله إلى آخره ليس سوى تسخيرها انتخاب بشارة ودخوله فى الكنيست».


بدء الوهج السياسى الشخصى لعزمى بشارة فى البروز كما يؤكد سمارة فى كتابه حيث أنشأ حزب التجمع الوطنى الديمقراطى كحزب برلمانى، تم تسجيله لدى وزارة الداخلية الصهيونية، ما يعنى بوضوح أنه حزب يعترف بالكيان الصهيونى على أرض الشعب الفلسطينى.


تضليل
ورغم الارتباط الوثيق بين بشارة والكيان الصهيونى فإن الخطة المرسومة إسرائيليا لبشارة بدا من خلالها «كمناضل» عربى حيث يقول المفكر عادل سمارة: «عزمى بشارة استطاع أن يبقى اسمه طبيعياً كمثقف وكاتب حزبى أبهر البعض لسنوات وعقود دون أن ينتبهوا بقصد أو بدون قصد أنه دخل البرلمان الصهيونى «الكنيست» مؤدياً يمين الولاء لدولة احتلال متجاوزين أن ما يجرى تطبيعاً يصل خارج حدود الوطن المحتل ويؤسس لمرحلة زمنية مقبلة تجتاح الوطن العربى وبنيته الثقافية القومية بدأت ملامحها تتبدى بعد ما بات يعرف «بالربيع العربى».


ويضيف سمارة فى كتابه تحت خط 48: «واصل بشارة نشاطه فى الكنيست وأقسم يمين الولاء للدولة اليهودية وقد يقول قائل، ولكن بشارة لم يكن أول فلسطينى يدخل الكنيست ويقسم هذ اليمين. وهذا صحيح، وهنا أود توضيح مسألة مهمة، وهى أن الكثير من الأمور المتعلقة بالكيان الصهيونى شابها الالتباس والغموض لدى الفلسطينيين والعرب وأعتقد أن السبب وراء ذلك مبعثه الشعور بالضعف والهزيمة أمام الكيان، والذى سمح بأن يبدو عضو الكنيست مناضلاً. وهذا مؤشر على أن المهزوم يبحث دائماً عن بطل ولو من فقاعة إعلامية».


ولكن أخطر ما جاء فى أسس وبنية حزب بشارة كما يؤكد سمارة هو سلخ فلسطينيى العام 1948 عن امتدادهم الفلسطينى وعمقهم العروبى من خلال استخدام مفردات كالأقلية القومية وهو أمر سعى له الاحتلال منذ بدايته فى تفسيخ العرب إلى أقليات وتجمعات (بدوية، درزية، عربية).


استغل بشارة كافة الفصائل الفلسطينية لتحقيق هدفه الإسرائيلى والترويج لنفسه كمناضل، فأقام علاقات مع قوى منظمة التحرير يمينها ويسارها ليعود إلى فلسطينيى 48 مقبولا من قوى منظمة التحرير جميعها، وهذا مدخل لا شك فيه تكتيك مميز، لم يتضح فى حينه أنه ليس تكتيك عزمى بل تكتيك الموساد.


لم يكتف بشارة بامتطاء الفصائل الفلسطينية فقط فى مخططه لكنه نجح فى اختراق التيار القومى العربى حتى ينفذ من خلاله إلى حركات المقاومة الثقافية والعسكرية فى البلدان العربية وهو ما يوضحه سمارة قائلا: «التقطته مبكرا، نظرا لأننا تعارفنا منذ 1987 بعد عودتى من لندن من خلال صديق حمصى الأصل متوفى هو الشاعر حنا حوشان، كان عزمى حينها قد ترك الحزب الشيوعى بعد أن أهانه إميل حبيبى بنعته بحمار على مرأى ومسمع من الجميع.. استنتجت أن الرجل يخطط لامتطاء القومية كى يصل إلى ما يريد، لم يكن نقدى لبشارة بهدف تجميع كتاب عنه، ولا لإعطاء حالته تركيزاً خاصاً. ولكن زياراته المتكررة للشام وبيروت كانت لافتة للنظر، ليس لمجرد ذهابه إلى هناك بل لاستقباله فى أوساط المقاومة والممانعة.. وبدأ بزيارات لدول عدوة كسوريا ولبنان بحسب التصنيفات الإسرائيلية وهو ما يعنى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كانت فى الباطن تهيئ للرجل الدور المناط به مستقبلا».. ووصل الأمر إلى أن بشارة حظى باستقبال حافل من الرئيس السورى حافظ الأسد ومن حزب الله وهو عضو فى الكنيست.


تجنيد
ويضيف المفكر عادل سمارة فى كتابه: «إن بشارة كان يقوم بتنفيذ مهمات لصالح الحكومة عند زيارته لسوريا، فكان يلتقى مع رئيس الوزراء إيهود باراك قبل كل زيارة لدمشق، وكذلك مع رئيس جهاز الموساد دانى ياتوم، وقد تعود أن يقوم بتقديم تقارير لياتوم عند كل زيارة لسوريا».
بشارة وبحسب سمارة فتح علاقات مع قوى فلسطينية ومنها حركة فتح والسلطة الفلسطينية وحركة حماس والجبهة الشعبية منذ كان فى الكنيست وحاول استخدامها لدفع فلسطينيى العام 1948 للانخراط فى عمليات الانتخابات للكنيست وخاصةً عندما رشح نفسه لرئاسة كيان الاحتلال.


ويختلق عزمى بشارة قصة مفبركة حول هروبه من إسرائيل ليدعم الصورة النضالية الكاذبة التى استطاع رسمها لنفسه مع الموساد وعن ذلك يقول سمارة: «لم يهرب بشارة من الكيان الصهيونى، فهذا كذب واضح، فالكيان الضالع فى الجاسوسية وضبط حدود الأرض المحتلة إليكترونيا يحول دون هروب الفيروسات، فما بالك بالحجم المحترم لعزمى بشارة الذى ذهب بموقف احتفالى علنى ليسلم جواز سفره الصهيونى لسفارة الكيان فى مصر، وهى خطوة لا يفعلها هارب ولا منفى، بل شخص يحفظ خط الرجعة ذات يوم بعد إنهاء مهمته، لو كانت حدود فلسطين المحتلة سهلة بما يسمح لجثة بشارة بالتسلل غير المرئى لتمكن الفدائيون الحقيقيون من الدخول».


وأضاف فى اعتقادى أن بشارة خرج فى مهمة تطبيعية بهدف أن يعود بعدها وقد ساهم فى تطبيع العرب جميعا.


تأمين
لماذا اختار عزمى بشارة قطر ليكمل مخططه بها؟ يجيب المفكر عادل سمارة على ذلك فى كتابه قائلا: «عزمى وقيادة الكيان الصهيونى وأعتقد مخابراته تحديدا قد استفادوا من تجربة كوهين ( كمال سليم ثابت الجاسوس الإسرائيلى فى سوريا الذى أعدم بعد اكتشاف أمره)، بمعنى أن عميلا بهذا الحجم يجب أن يحمى حينما يكتشف أمره، أو حينما يصبح لابد من أن يكشف لاسيما وأنه ينغرس فى كل الوطن العربى وليس فى سوريا فقط، لذا تم اختيار بلد مأمون المناخ الأمنى والسياسى والثقافى والعسكرى وهو قطر. حيث ترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع إسرائيل وتضمن إسرائيل لحكامها البقاء فى السلطة طالما بقيت رؤوس الحكم القطرية تنفذ الأجندة الصهيونية فى تفتيت الدول العربية فبالرغم من أن الجميع يدرك الارتباط الوثيق بين بشارة وإسرائيل وأنه الفتى المدلل للموساد كما يقول عادل سمارة إلا أنه يعمل بأمان تام ودعم مالى قطرى لا حدود ورعاية أميرية قطرية».


تقسيم
عبد الناصر فروانة مدير وحدة الدراسات والبحوث بوزارة الأسرى الفلسطينية يؤكد أن قناة الجزيرة لم تعد تحترم قواعد المهنة وأبجديات الرسالة الإعلامية المقدسة، وتصر على الاستمرار فى تغذيتها للنزاعات الطائفية والانقسامات الداخلية واذكاء الفتن والصراعات فى الوطن العربى.


ويضيف فروانة ليس من المستبعد تجاهلها للأحداث الجارية فى «إسرائيل» وعدم تغطيتها لاحتجاجات اليهود من ذوى الأصول الإثيوبية تنديدا بالعنصرية واحتجاجا على مقتل أحد الغثيوبيين على يد شرطى إسرائيلى خارج أوقات عمله. وهذا أمر متوقع لأن «الجزيرة» وببساطة تُعبر عن سياسة «قطر»، وأداؤها ما هو إلا انعكاس لدور «قطر» فى المنطقة العربية، وخاصة فى الأراضى الفلسطينية ودول الجوار. وكان دورها واضحا فى تأجيج الصراعات الداخلية فى الوطن العربى وزرع الفتن بين الدول العربية، وإجراءاتها التى تعزز الانقسام الفلسطينى - الفلسطينى.


ويستطرد فروانة «قطر» تُقيم علاقات قوية مع «إسرائيل»، هى فى أفضل حالاتها اليوم، ويربطها تعاون وثيق غير مسبوق، ومصالح وأهداف مشتركة مع «إسرائيل». لذا فإن «قطر» وأداتها الإعلامية «الجزيرة» حريصة على عدم التطرق إلى ما يحدث فى «إسرائيل» من احتجاجات، لسببين: الأول: أنها فقدت الاستقلالية والحيادية والموضوعية والمهنية الإعلامية. والثانى: أن أداءها ما هو إلا انعكاس لدور قطر وسياستها فى المنطقة، والتى تريد الهدوء والأمن والاستقرار فى «إسرائيل». وتبذل كثيرا من الجهد لخدمتها وتحقيق مصالحها.


والمؤسف كما يقول فروانة إن مثل هذه الأحداث لو جرت فى دولة عربية، لخصصت لها «الجزيرة» مساحات كبيرة وأفردت لها ساعات طويلة من البث، وغالت فى وصفها للأحداث وسعت إلى اذكاء النزاعات الطائفية وتغذية الصراعات الداخلية، وقد رأيناها من قبل تمارس ذلك بوضوح ووقاحة، وجعلت من الخطاب الإعلامى أداة للدمار والعبث فى الوطن العربى، والتحريض ونفث السموم فى كثير من البلدان العربية ومنها: مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق وفلسطين لزعزعة أمنها واستقرارها، وخاصة خلال ما سميت ثورات (الربيع العربى).


تمويل
الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق تؤكد أن «قناة الجزيرة» منذ أن بدأت بثها ونحن لا نستقبل منها إلا ادعاءات كاذبة مضللة لا تصحبها أدلة ولا براهين وجميع فيديوهاتها مفبركة ومشوشة معظمها لإثارة الفتن، كما نلاحظ أنها تستعين بمصادر إسرائيلية حين تناقش القضية الفلسطينية، فى المقابل لم نجد أى قناة مصرية كانت أو عربية سبق لها استضافة عناصر إسرائيلية، فالجزيرة بالطبع تتعامل مع إسرائيل بشكل مختلف وتبنت آراء العناصر المعادية للقضية الفلسطينية ووحدة العروبة، ومن المستحيل أن تغطى الجزيرة أحداث إسرائيل وهى تدعمها وتمولها.


تمويلها وإدارتها من إسرائيل لهذه الأسباب أرجعت الدكتورة هويدا مصطفى، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة عدم تناول الجزيرة للشأن الإسرائيلى وأضافت: «ليس ما نراه الآن من تغطية قناة الجزيرة بجديد فهى بالفعل دورها أن تلتزم الصمت فى معالجة الأحداث الإسرائيلية.. لأن تمويلها من إسرائيل فكيف تخالف مموليها، 


الدكتور محمود علم الدين، عضو الهيئة الوطنية للصحافة وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، يشير إلى تجاهل تغطية قناة الجزيرة لأحداث إسرائيل، وهو ما يؤكد كما يقول علم الدين أن وسائل الإعلام فى العالم كله يحدد سقفها رأس المال أو سياسة الدولة فالممول هو الذى يحدد سياسة الوسيلة.
واستطرد قائلاً الجزيرة تدعم رؤية قطر الاستراتيجية.. فما الذى ننتظره منها فى تغطية الأحداث الإسرائيلية بعد ؟!
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا