آثار فرعونية وأساطير عقائدية في «إهناسيا» عاصمة مصر عند القدماء

إهناسيا
إهناسيا

«مصر عائمة على بحر من الآثار» تتحقق هذه المقولة بعد كل اكتشاف أثري جديد في مناطق مصرية لم يعلم عنها احد، ولكنها تهدر من قبل الحكومة لعدم توجيه الاهتمام لها، ومن هذه المناطق مركز "اهناسيا" في محافظة بني سويف.

تاريخ إهناسيا القديم

ترجع نشأة إهناسيا طبقا لمقدمة مخطوطة على حجر باليرمو للفرعون "دن" من الأسرة الأولى قد قام بزيارة موقع البحيرة المقدسة المنتسبة للإله "حرشف" في مدينة "نني سوت"، وهو اسم المدينة القديم. هذا يدل على وجود المدينة خلال وسط الأسرة المصرية الأولى نحو 2970 قبل الميلاد.

اشتهرت إهناسيا القديمة وكانت تسمى "نن - نسو" أو "ننسو" بالمصرية القديمة، وبالإغريقية هيراكونبولس ماجنا Herakleopolis Magna، وكانت مدينة ننسو تقع جنوب مدينة الفيوم بالقرب من إهناسيا المدينة الحالية، وترجع تسميتها "هيراكليوبولس" إلى المعبود الإغريقي هرقل والذي يعده الإغريق معادلا للإله المصري القديم حرشف، الذي زاد صيته بعد الدولة الحديثة في القرن 8 قبل الميلاد.

وكانت إهناسيا في العهد الفرعوني عاصمة المقاطعة 20 في صعيد مصر، وكان يسكن فيها ملوك الفراعنة خلال أسرة مصرية تاسعة وأسرة مصرية عاشرة حتى هاجمها منتوحتب الثاني واستولى عليها.

الآثار الفرعونية

من آثار إهناسيا معروضة في المتحف البريطاني قام عالما الآثار "إدوارد نافيل" بين عامي 1892/1891 و"فلاندر بتري" في عام 1904 بإجراء حفريات فيها. وتواصلت البحوث في القرن الماضي خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، واشترك باحثون من إسبانيا في الحفريات؛ إلا أن آثار هيراكليوبولس قد تأثرت من ارتفاع المياه الجوفية فيها.

الأساطير العقائدية

ينتسب اسمها في القديم إلى الإله حرشف؛ المتميز بالألقاب "الذي على بحره"، "ملك القطرين، باري الملكية الأول" وفي هذا الصدد كان حرشف يقترن بصورة رع-حوراختي وطبقا للتاريخ الديموطي فكانت مدينة "نيني-نسو" تعد مكان "التسعة ملوك الذين اختارهم حرشف وعينهم".

وتوجد لوحة تصويرية في صالة الأعمدة الثانية في معبد إدفو تبين مراسم تعميد حرشف للفرعون بطليموس الرابع، حيث يُصور حرشف وهو يضع التاج على رأس الفرعون الجديد. كما ذكرت المخطوطات البطلمية الموجودة في دندرة وفي معبد إدفو أن معركة كبيرة قامت في منطقة هيراكليوبولس ماجنا بين الإلهين حورس وسث.

"المعبد"

"رمسيس الثاني" وعلى رأسه تاج الوجه البحري الأحمر ، وقد عثر على هذه اللوحة في هيراكليوبولس ماجنا بمتحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك ، حيث شيد معبد حرشف الذي كان موجودا على بحر من الفرعونين أمنمحات الأول وسيسوستريس الأول من الأسرة المصرية الثانية عشرة.

وكان المعبد والبحر موجودين في منطقة هيراكليوبولس ماجنا، وأقيمت توسعات للمعبد خلال الأسرة المصرية الثامنة عشرة، كما قام رمسيس الثاني بتجديدات في المعبد.

وأقام رمسيس الثاني أمام البهو الأمامي للمعبد تمثالين كبيرين له، ثم يأتي من بعدها بهو أعمدة ثنائية ذات تيجان مزينة بزينة أوراق النخيل، وصالة أعمدة أخرى تقود إلى داخل المعبد، وقد استبدلت بعض أجزاء المعبد خلال الأسرة الثالثة والعشرين، كما أجريت ترميمات على المعبد خلال فترة الحكم الإغريقية الرومانية.