مسجد «السيد البدوي» تُحفة معمارية وقيمة أثرية

مسجد السيد البدوي
مسجد السيد البدوي

تتميز محافظة الغربية خاصة مدينة طنطا بالعديد من المزارات والأماكن السياحية سواء الدينية أو الأثرية أو التجارية التي يطالب الكثير من المواطنين بالاهتمام بها وتعظيم مواردها لتكون مصدرًا لزيادة دخل المحافظة وموردا اقتصاديا مهما.

ويأتي في مقدمة تلك الأماكن مسجد السيد البدوي حيث يعد مقام السيد البدوي تحفة معمارية وقيمة أثرية بهندسته وزخارفه ومشغولاته الخشبية ولوحاته الخطية المنتشرة على منبره ومحرابه ونوافذه وأبوابه وجدرانه وقبابه.

 ويقوم بزيارة هذا المسجد قرابة مليوني زائر في المولد الذي يقام مرتين سنويا بخلاف الزيارات الأسبوعية، حيث تحتفل في مولده 67 طريقة صوفية من كافة أنحاء مصر ودول العالم الإسلامي، ويقام في منتصف أكتوبر من كل عام لمدة أسبوع، كما يقام احتفال آخر يعرف بالمولد الرجبي وفي النصف الأول من شهر أبريل من كل عام، ولمدة أسبوع أيضا

وترجع تلك الأهمية إلى أن القطب الصوفي الكبير أحمد البدوي شيخ الطريقة الأحمدية وأحد أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية من أهل السنة والجماعة، كان قد اختار طنطا محلا لإقامته، وبعد وفاته في24 أغسطس 1276 عن عمر يناهز 79 عاماً، خلفه تلميذه عبدالعال، وبنى مسجده.

وكان في البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت الخلوة إلى زاوية للمريدين، ثم بنى علي بك الكبير - حاكم مصر في زمن المماليك- المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقفت له الأوقاف وقفا للإنفاق على المسجد الذي أصبح واحدا من أكبر مساجد مصر، حيث تقدر مساحته بنحو 6300 متر. وهو مربع الشكل به صحن كبير تحيط به الأروقة من جميع الجهات وتغطي الصحن قبة مرتفعة، وفي الجهة الغربية للمسجد يقع ضريح السيد البدوي، كما يضم المسجد مجموعة من مقتنياته منها مسبحته التي يبلغ طولها عشرة أمتار وبها ألف حبة، وصنعت من خشب العود والعنبر، وتفوح منها رائحة المسك، وأيضا عمامته ولثامه وعصاه الخشبية

ولا يقتصر دور هذا المسجد على إقامة الشعائر والصلوات بل تحول إلى مؤسسة تعليمية مرموقة على غرار جامعة الأزهر، وكان عدد طلابه أكثر من 2000 طالب، وله شيخ كشيخ الأزهر وبلغ قمة مجده وازدهاره خلال القرن الرابع عشر الهجري

وبالقرب من مسجد السيد البدوي في شارع الجلاء يمكن لزائر طنطا مطالعة سبيل علي بك الكبير، أحد معالم المدينة الأثرية وقد أنشأه علي بك الكبير أحد حكام مصر من عصور المماليك في الفترة من 1183- 1185 هـ ويتميز بالطراز الإسلامي في البناء، ويظهر ذلك أيضا بالنقوش والزخارف الإسلامية على السبيل وكذلك نوافذ وأبواب السبيل

وبالنسبة للسياحة التجارية فتتميز مدينة  طنطا بعدد كبير من الشوارع التجارية والأسواق، فلكل منطقة ما يميزها وأبرزها شوارع سوق الفسيخ، ويشتهر بالأسماك وسوق النحاس ويشتهر بالمشغولات النحاسية والألومنيوم وتل الحدادين، ويشتهر بالحدادة والصاغة وحلقة القطن، وهناك أيضا شوارع طه الحكيم وسعد الدين والسكة الجديدة ودرب الأثر والقيثارية والبحر والبورصة

أما بالنسبة للسياحة الأثرية فهناك  آثار قرية خرسيت الفرعونية وبالقرب منها آثار قرية «تلبنت قيصر»، والتي كان بها قلعة للرومان، الذين كانوا يحتلون مصر قبل الفتح الإسلامي  كما يوجد بطنطا حديقة  «المنتزه» ولكنها يتم تطويرها الان  وبالقرب منها العديد من الفنادق الحديثة التي يقبل عليها زوار المدينة

ومن المعالم المعمارية في مدينة طنطا مبنى محطة السكة الحديد، الذي يعد تحفة معمارية كون المحطة تعد الثانية في تاريخ مصر، بعد محطة باب الحديد الشهيرة بالقاهرة

أما بالنسبة للسياحة الترفيهية فهناك مسرح طنطا، الذي يقع في قلب ميدان الجمهورية بأول شارع البحر ويعد واحداً من أهم وأكبر المسارح في مصر وله قيمة ثقافية كبرى لا تقدر، وهو أحد ثلاثة مسارح و هومسرح «الأوبرا» القديم وتم تطويره مؤخرا بتكلفة ٥٠ مليون جنيه، وكان الهدف الأساسي من إنشائه أن يكون مركزاً رئيساً لنشر الثقافية