«صورة و400 جنيه»| مكاتب الزواج العرفي.. بيزنس النصب على الفتيات

«صورة و400 جنيه»| مكاتب الزواج العرفي.. بيزنس النصب على البنات
«صورة و400 جنيه»| مكاتب الزواج العرفي.. بيزنس النصب على البنات

-المطلقات والأرامل وكبار السن وذوى الاحتياجات أبرز الضحايا.. و«زهرة» تدير التعارف من «الواتس آب»

-إرسال البيانات الشخصية ومواصفات الشكل أبرز الشروط.. وفتاة كل أسبوع لمدة 6 شهور

-المكاتب تزعم: نجحنا في إتمام عشرات الزيجات.. ونحاول القضاء على العنوسة

-«أبو شهبة»: «ظاهرة مرفوضة».. والمكاتب وكر للأعمال المنافية للأداب

 -وخبيرة اجتماعية: حيلة جديدة للضحك على الفتيات تحت ستار الزواج

 

«عايزة اتجوز».. كلمتان تعكس آفة كبيرة تهاجم مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة، وهي «العنوسة»، لكنها في نفس الوقت تفتح باب للتجارة أو البيزنس بهذه المشكلة الاجتماعية، حيث انتشرت كثير من الإعلانات عبر «السوشيال ميديا» وخصوصًا موقع «فيس بوك» لتوفيق رأسين في الحلال، إلا أن أصحاب هذه العمل وخصوصًا مكاتب الزواج غير الشرعية ضلت طريقها، وروجت إلى موضة مستحدثة أثارت حالة من الجدل الممزوج بغضب، وهي الزواج العرفي، واستقطبت عدد من رواد هذه المواقع، وكان أبرز ضحاياها السيدات اللاتي فاتهن قطار الزواج لتخليصهن من العنوسة، وأيضًا المطلقات والأرامل، وبعض الرجال الذين تعدوا 45 عامًا.

 

الزواج العرفي.. موضة مستحدثة

ورصدت «بوابة أخبار اليوم»، هذا الأسبوع، أحد مكاتب الزواج الفرعي الذي يؤدي دور الخاطبة، حيث تقدم خدمات الزواج على «فيس بوك»؛ بهدف جذب الشباب، والفتيات، تحت شعار «تيسير الزواج رغم صعوبة الظروف»، كما تدعو الفتيات للقدوم إلى هذه الكاتب حتى يهربن من شبح العنوسة، وكذلك تحاول إقناع المطلقات والأرامل وذوى الاحتياجات الخاصة، بأنهم سيجدون الأشخاص المناسبين.

 

زهرة للزواج العرفي بأكتوبر

تواصلت محررة «بوابة أخبار اليوم»، مع مكتب تحت مسمى «زهرة للزواج العرفي بأكتوبر»، ويتم التفاعل معها البعض عن طريق الهاتف، أو عنوان المقر، وردت علينا عاملة المكتب التي عرفت نفسها باسم «أم محمد»، قائلة: «نقبل الطلبات من كلا الطرفين»، ويتم في البداية إرسال بياناتهم الشخصية، والسن، والوظيفة، ومواصفات الشكل والوزن والطول والدخل المادي والحالة الاجتماعية والوزن والطول ولون البشرة، عن طريق «الواتس آب»، وتتعهد بالحفاظ على سرية وخصوصية البيانات وخصوصًا للسيدات.

جروب الواتس آب

وباستمرار التواصل مع العاملة، قالت إن بعد الوصول إلى عريس مناسب أو عروس وفقًا للشروط المتبعة، يتم تقريب الطرفين من خلال تدشين «جروب على الواتس آب»، يقومان من خلاله بالحديث للتعرف على بعضهما، وكذلك تقريب وجهات النظر بينهما، وعقب انتهاء فترة التعارف، يتم تحديد موعد مقابلة شخصية في المكتب، وعقب سريان الأمور في نصابها، تتم الزيجة العرفية، فيما يتحصل «مكتب زهرة» بالحلاوة من العريس التي تتراوح ما بين 400 جنيه إلى  ألفين جنيه، وعندما تكمل الزيجة يجود العريس بما لديه من هدايا أخرى.

 

الأرامل وكبار السن

أما في حالات معينة وخاصة السيدات الأرامل ومن تقدم بهن السن، التي لا تجيد التواصل عبر الإنترنت، فتذكر عاملة المكتب، أنها تأتي إلى المكتب ويتم تجهيز ملف شخصي يحمل استمارة بها البيانات كاملة، ومرفق بها صورة البطاقة، وصورتها الشخصية، وكذلك مع الرجال، وسيتم عرض فتاة عليه كل أسبوع بالمواصفات المطلوبة، ولمدة 6 شهور متواصلة حتى يتم التوافق والاختيار ثم تأتي أخر الرحلة وهي الزواج، وزعمت «أم محمد» أن مكتبها ساهم في إتمام عشرات الزيجات.

باب للنصب والأعمال المنافية للآداب

وتواصلنا مع الخبيرة قانونية فادية أبو شهبة، أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، لتوضيح مشروعية هذا الزواج من عدمها، فقالت إن هذه النوع من الزواج مرفوض، موضحة أن الزواج له أصول، كالتوافق بين عائلتين من حيث المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، لكي لا  يقع الطلاق بعدها بقليل، مؤكدة أن هذه المكاتب تعد أبوابا للنصب، وجمع المال.

 

وذكرت أن الزواج العرفي لا يكفل حقل السيدات، فأغلب هذه الزيجات تكون بغرض المتعة فقط، فأغلبه لا ينتج عنه أطفال، لافتة إلى أن هذه المكاتب التي تدعى تسهيل الزواج لابد من سرعة إغلاقها، لأنها تستغلل الفتيات والسيدات في أعمال النصب والأعمال المنافية للآداب.

بينزس الضحك على البنات

أما سامية خصر، أستاذة علم الاجتماع، فذكرت أن هذه المكاتب عملها محدود، فتقتصر على القاهرة والمدن فقط، ولم تنتشر بشكل واسع، مشيرة إلى أن فكرة وجودها تهدف إلى كسب الأموال وتحقيق بيزنس خاص، وليس تسهيل العلاقات والتعارف بين الشباب وتسهيل الزواج، مضيفة: «هو بينزس الضحك على البنات».

 

وأكدت «خضر» على ضرورة وجود ضوابط صارمة وقانونية لعمل أي مكتب زواج التي تعمل بدون تصريح، مؤكدة أن من حق أي فتاة أن تتزوج زواج راق بالخطوات المتعارف عليه لضمان كامل حقوقها، والبعد عن أي ظاهرة غريبة تستغلها بشكل سيء.