مأساة زوجة محترمة.. دافعت عن شرفها حتى الموت

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ماتت وتركت ورائها رضيع لا يتجاوز العام ونصف العام، ربما يواجه هذا الرضيع أمواج الحياة العاتية بدون والدته بعدما فقد السند والقلب الحنون الذي يشمله بالرعاية والحب، لكن الشيء الأكيد الذي سيجعله مرفوع الرأس هو سلوك وسمعة والدته التي رحلت عن عالمنا لأنها دافعت عن شرفها حتى الموت، قصة مثيرة روتها ربة منزل شريفه بدمائها..

 

الهدوء الذي يسبق العاصفة

 

وقائع هذه الجريمة البشعة، دارت في محافظة البحيرة، زوجة شابه في بداية العقد الثاني من عمرها، أخلاقها الرفيعة شهد بها الجميع، حياتها مع زوجها كانت تسير بشكل طبيعي على خير ما يرام، وأثمر زواجهما عن طفل جميل أدخل السعادة والفرحة إلى قلوب الأسرة الصغيرة، طبيعة عمل الزوج كانت تقتضي التنقل بين المحافظات المختلفة وبطبيعة الحال كان يترك زوجته برفقة رضيعها.

 

 كانت تعليمات الزوج لزوجته أثناء فترة غيابه عن المنزل وتواجده في عمله واضحة، الخروج من البيت يكون في أضيق الحدود وللضرورة فقط لا غير، لكن على الجانب الأخر كان هناك عاطل مستهتر يعيش بالجوار يراقب هذه الزوجة بشدة يتابع كل تحركاتها ويدرس أوقات تواجدها بمفردها، كثيرًا ما حاول التقرب منها بشكل أو بأخر لكنها كانت تصده بعنف، لكنه لم ييأس أو يفقد الأمل سال لعابه عليها وقرر أن يكسر عزتها وكرامتها حتى يخضعها لسيطرته فيما بعد، هكذا صور له خياله المريض لكن العواقب كانت وخيمة على الجميع.

 

اليوم المشؤوم

 

انتظر الجار العاطل سيئ السمعة سفر الزوج لمتابعة عمله، ونجح في التسلل إلى داخل المنزل مستغلًا غياب الزوج، عن طريق القفز من أعلى المنزل فجرًا وفوجئت به الزوجة داخل غرفة نومها قام بشل حركتها بعد توثيقها بالحبال محاولاً التعدي عليها جنسيًا، وجدت الزوجة نفسها أمام اختيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام لنزوات هذا الذئب البشري حفاظًا على حياتها وحياة رضيعها أو الدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة حتى لو كان الثمن هو حياتها ليعيش طفلها وزوجها مرفوعا الرأس مستقبلًا، لم يستغرق الأمر أكثر من ثواني معدودات للتفكير واختارت الزوجة الشريفة الاستبسال والدفاع عن شرفها حتى الرمق الأخير من حياتها، لم يتمكن المجرم من النيل منها، وأمام دفاعها المستميت عن نفسها وصرخاتها المتتالية خشي المُجرم على نفسه من افتضاح أمره لذا لم يتردد في التخلص منها بقتلها، وجه لها طعنات متلاحقة في أنحاء متفرقة من جسدها حتى سقطت غارقة في دمائها وقد فارقت الحياة بعدها فر هاربًا وكأن شيئُا لم يكن.

 

بكاء الرضيع كشف المستور

 

على الجانب الأخر سمع الجيران صراخ وبكاء الطفل الرضيع، حاول البعض طرق باب الشقة لكن دون جدوى، قاموا بالاتصال بالزوجة على هاتفها لكن صوت الهاتف يدوى داخل المنزل دون مجيب، ما زاد الأمور تعقيدًا ظن البعض أن الزوجة ربما تكون فاقدة للوعي، لم يتخيل أي منهم حجم المأساة التي ستقع عليها أعينهم بعد دقائق من اتخاذهم قرار بكسر باب الشقة للاطمئنان على جارتهم، وبمجرد دخول الشقة كان المشهد مأسويًا الزوجة الشابة موثقة بالحبال وغارقة في دمائها وطفلها الرضيع يبكي بجوار جثتها، وكأن كل صرخاته وبكاءه بهذا الصوت الملتهب كان يحمل في طياته أصوات الاستغاثة لعل وعسى يتمكن أي شخص من إنقاذها، لكن لم تفلح صرخاته في إنقاذ والدته الحنونة حيث لم يتحمل جسدها النحيل شدة الطعنات والضربات الموجهة إليها.

 

ساد الصمت أرجاء المكان، العيون دامعة، الدماء تغطي أركان المكان، بكاء الرضيع كان كفيلًا بتكسير القلوب داخل الضلوع، بعد صدمة المشهد المؤلم قرر الجيران الاتصال بالرائد إسلام السعدني رئيس مباحث إيتاى البارود للإبلاغ عن الحادث البشع، تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف ملابسات الحادث، وتبين من المعاينة وجود جثة المجني عليها بغرفتها مكبلة اليدين والقدمين وبها عدة طعنات بالصدر والبطن، وعُثر على طفلها الرضيع (عام ونصف) بجوارها على قيد الحياة، وبسؤال جيران المجني عليها تبين أنها تقيم مع طفلها الرضيع بمفردها بمنزل الزوجية حيث يعمل زوجها عامل باليومية في الإسماعيلية، مؤكدين أنهم تعقبوا صوت صراخ الطفل، وقاموا بالاستعانة بأشقاء زوج المجني عليها الذين قاموا بكسر باب المنزل وعثروا على جثتها غارقة في بركة من الدماء

 

وتوصلت التحريات، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "صالح محمد حسن 23 سنة عاطل" ومقيم بنفس القرية ومشهور عن سوء السلوك حيث تم القبض عليه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة والهرب من مسرح الجريمة خشية من افتضاح، وأحيل للنيابة، حيث باشر أحمد حبيب مدير النيابة بإيتاى البارود التحقيق وأمر بحبسه 15 يوم على ذمة التحقيقات الجارية معه.