حكايات| عازف الإبرة والفتلة.. «عادل» ترزي المشاهير في «زمن الجاهز»

عازف الإبرة والفتلة.. «عادل» ترزي المشاهير في «زمن الجاهز»
عازف الإبرة والفتلة.. «عادل» ترزي المشاهير في «زمن الجاهز»

بين الخيط والإبرة تتحرك أصابع «عم عادل» وكأنها تعزف مقطوعة موسيقية على ماكينة الخياطة، مستعيدًا بذاكرته القوية «أيام العز» حين كان يقف أمام عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وفريد شوقي في انتظار بدلة من الطراز الرفيع.

 

50 عامًا قضاها «عم عادل»، داخل ورشته الكبيرة للخياطة، مؤمنًا بأن كل «غرزة» حرف موسيقي يعبر عن فن لا يقل  براعة وإبداعًا عن فنون الرسم والنحت والتشكيل.

 

 

في عشقه لخياطة البدل لا يستطيع أحد مجاراة عم عادل، فمنذ الصفر بدأ مهنته «كبيرًا»، لما لا وقد كانت أول درجة في سلم «القماشة» بين كبار الفنانين. 


 

وبعد أن سيطر اللون الأبيض على لحيته ورأسه، بات «عادل» يؤمن بأن مهنته لها متعة لا تنتهى في كافة المجتمعات، رغم أن الخياطة اليدوية باتت نادرة بعد دخول الآلات الحديثة في الخياطة؛ لأنها تحتاج لصبر ودقة، وتلعب الخبرة دورا كبيرا فيها.

 

 
 

 

 

وبنظرة حزينة يتحدث ترزي الفنانين عن أنه مع تغير الأوضاع، أصبح صاحب العمل اليدوي في هذه المهنة معرض للإنقراض، نتيجة توجه الزبائن إلى شراء الملابس الجاهزة.

 

 

وبعين ذات خبرة ولسان تمتد كلماته لعشرات السنوات في التاريخ، يتحدث عم عادل، قائلا: «تفصيل اللبس يختلف عن الجاهز في أنه يراعي في التصميم والتنفيذ الاختلافات الجسدية بين الأفراد، ما يسمى بالدفرنسات، مثل الكتف الساقط أو الذراع الأطول من الثاني والمسافة بين الكتفين، للأسف بعض الصنايعية الحاليين لا يعرفون الاختلافات الجسدية».
 


 

عم عادل، يقول إن الوضع الآن يختلف كثيرا عن الماضي فهناك كثير من الزبائن يحرصون على تفاصيل ملابسهم، وكانت الأسعار محدودة للزبائن، أما الآن اختلفت المقاييس، بسبب تواجد محلات  لبيع الملابس الجاهزة، وهذا كان له عامل كبير فى التأثير على العمل بمهنة الخياطة.

 

 

 

لكن تظل الأزمة الحقيقة التي تواجه «عم عادل» ورفاقه أن كثيرًا من الصنايعية قل إقبالهم على تعلم العمل اليدوي، وبات الإقبال على «المكن» أكثر لإنتاج الملابس الجاهزة، فالصنعة وممارسة المهنة أصبحت للجاهز بالدرجة الأولى.