حكايات من السجون| اعترافات قاتل من العصر الجاهلي.. خنق بناته بالغاز

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

◄ الأب المجرم: خشيت على بناتي من الانحراف فقررت التخلص منهن
◄ طفلتان في عمر الزهور دفعن حياتهن ثمنًا لماضي والدهما


تزوج بمن أحبها وتعلق بها قلبه، ذريته كانت من الفتيات فقط، لعب الشيطان برأسه وتحكم فيه بشكل شبه كامل، ماضيه السيئ كان يطارده وعلاقاته النسائية قبل الزواج شلت تفكيره وسببت له هذا الهاجس لذا خشى على بناته من الفساد الأخلاقي والانفلات السلوكي رغم عدم تجاوز بناته عمر الـ5 سنوات، سيطر عليه الجهل، انتزعت الرحمة والشفقة من قلبه انتزاعًا، قتل كل شئ جميل في حياته بالخوف من المجهول، والآن يقضي عقوبة السجن المشدد.. لكن قبل القتل والسجن كانت هناك خلفيات وماضي غير مُشرف تسبب في هذه النتيجة البشعة سنحاول سردها تفصيليًا من خلال السطور القادمة..


◄ تعددت علاقاته النسائية بشكل جنوني، الملاهي الليلية بالنسبة له كانت تمثل المأوى والسكن، عاش حياته طولًا وعرضًا، ضاربا بالمبادئ والقيم عرض الحائط، حتى تعلق قلبه بفتاة أحبها بجنون وكللت قصة الحب بالزواج، بطل القصة شاب في نهاية منتصف العقد الثالث من عمره، ولد في كنف أسرة ميسورة الحال، كان وحيد أبوية، لذا حصل على كل الرعاية والاهتمام، لُقب بالطفل المدلل، ونجح بالكاد في الحصول على مؤهل فوق المتوسط، ثم التحق بالعمل مع والده التاجر الكبير.

 انفق عشرات الألوف على سهرات الفرفشة، لم يكن يستمع لأي نصيحة تُقدم له، حتى شاهدها في إحدى المناسبات فتاة رائعة الجمال، كانت مختلفة كُلية عن كل الفتيات التي التقى بهن، فملابسها الفضفاضة الواسعة تكسو جسدها المنمق، وحجابها الراقي ينم عن فتاة متفجرة الأنوثة، يبدو عليها من النظرة الأولى علامات الصلاح والوقار، سال لعابه بمجرد أن وقعت عينيه عليها، لم يتمالك نفسه وهو يشعر أن قلبه يزداد خفقانًا كلما مرت بجواره، لم يتردد كثيراً بمجرد عودته لمنزله فاتح أسرته في أمر الارتباط بها، تهللت أسارير الأسرة وهى تسمع هذا الخبر فربما كانت هذه الفتاة تمثل طوق النجاة والإصلاح لاستهتاره، وبعد عدة أيام تقدم الشاب لخطبة الفتاة الجميلة ووافقت الأسرة، وفي حفل عائلي صغير جمع الأهل والأقارب والأصدقاء تم عقد القران والزفاف.


◄ كانت حياة الأسرة تسير بشكل طبيعي، ولم يمر سوى عام  واحد حتى وضعت الزوجة طفلتها الأولى والتي فرح بها جميع أفراد العائلة باستثناء الزوج، الذي كان يتمنى أن يكون المولود ذكر، موقف الزوج تعجب منه الجميع وكأنه من العصر الجاهلي، مرت السنة الأولى على الأسرة في مشاحنات ومشادات بسبب عدم تجاوب الأب مع طفلته الرضيعة التي ليس لها ذنب في أي شئ سوى أنه ولدت لأب مُعقد كره البنات بسبب ماضية الملوث مع فتيات الليل، تولدت لدية قناعة سيطرت على عقله أن إنجاب البنات سيسبب له العار.

يارب ولد

انتظر الزوج الجاهل حمل زوجته للمرة الثانية كان الأمل يحدوه أن يكون الطفل الثاني ذكر، لكن خاب أمله وأنجبت زوجته طفله أخرى، كان الأمر بالنسبة للزوج يمثل كارثة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، توترت علاقته بزوجته وطفلتيه، وحول ماضية حياة زوجته وبناته لجحيم لا يطاق وكأنهن لسن من صُلبه، بمرور الوقت بدأت تنمو في ذهن الزوج فكرة أن بناته سيجلبن له العار إذا ما بلغن سن المراهقة، لذا فكر في التخلص منهن بقتلهن ظنًا منه أنه بهذه الطريقة سيتخلص من عار منتظر.  


لبن الأطفال كلمة السر

 

◄ قرر الزوج والأب الذي انتزعت من قلبه الرحمة انتزاعا تنفيذ حيلة شيطانية حيث وضع لزوجته وبناته المخدر في الطعام حتى غاب الثلاثة عن الوعي ثم قام بإحضار «لبن الأطفال» وقام بسكبه على البوتاجاز وترك الغاز مفتوحًا على مصراعيه حتى تبدو الجريمة وكأنها قضاء وقدر بسبب إهمال الزوجة، وهو ما نجح في تنفيذه بدقة متناهية ثم غادر المنزل في هدوء وهو لا يعبأ بما حدث وكأنه لم يفعل شيئًا. 


◄ على الجانب الأخر شعر بعض الجيران بانبعاث رائحة الغاز ما دفعهم لاقتحام الشقة وإغلاق الغاز بشكل عاجل ثم قاموا بحمل الزوجة المسكينة وبناتها إلى المستشفى لتتوالى المفاجآت الحزينة، الطفلتين لقوا مصرعهن خنقًا بالغاز حيث لم يحتمل جسدهم الضعيف رائحة الغاز، أما الزوجة فنجحت جهود الأطباء في إنقاذها بصعوبة بالغة، وفور علم الزوجة بتفاصيل ما حدث أسقط في يدها بعدما فقدت فلذات كبدها، غابت عن الوعي لعدة أيام وعندما استردت وعيها اتهمت زوجها بقتل بناتها ومحاولة قتلها لأنه لا يحب إنجاب البنات. 


◄ توالت المفاجآت تباعًا بعدما وصل تقرير الطب الشرعي الذي أكد أن الأطفال والزوجة تناولوا مادة مخدره أفقدتهم الوعي، كما أثبت تقرير المعمل الجنائي أن تسرب الغاز تم بفعل فاعل، تم جمع كل الخطوط حتى تم اكتشاف تفاصيل الجريمة البشعة، وإلقاء القبض على الزوج وإحالته للنيابة بتهمة قتل بناته والشروع في قتل زوجته وصدر ضده حكم بالسجن المشدد.