الطفولة والأمومة: رسائل عبر الأعمال الفنية للقضاء على الممارسات الضارة ضد الفتيات

الطفولة والأمومة: رسائل عبر الأعمال الفنية للقضاء على الممارسات الضارة ضد الفتيات
الطفولة والأمومة: رسائل عبر الأعمال الفنية للقضاء على الممارسات الضارة ضد الفتيات

 

شاركت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والامومة د.عزة العشماوي، في ندوة نظمها النشاط الثقافي بدار الأوبرا المصرية مساء أمس الأربعاء 3 يوليو، بعنوان احميها من الختان.

جاء ذلك بحضور الفنانات القديرات سميحة أيوب، وسميرة عبد العزيز، ومديحة حمدي، في إطار الحملة التي أطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في 13 يونيو الماضي تزامنا مع اليوم الوطني للقضاء على هذه الممارسة السلبية والتي تتزامن مع ذكرى مقتل الفتاة "بدور" في عام 2007 اثناء عملية ختان تعرضت لها.

وأكدت "العشماوي" في كلمتها خلال الندوة أنه في إطار الجهود المبذولة من اللجنة الوطنية للقضاء علي ختان الإناث التي تم تشكيلها برئاسة المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء المعنيين، أطلقت اللجنة حملة "شهر بدور" والتي بدأت من يوم 13 يونيو وتستمر الي 14 يوليو 2019 في جميع محافظات الجمهورية، وكذلك تم عقد المؤتمر الإقليمي للقضاء علي زواج الأطفال وختان الإناث بمشاركة 30 دولة إفريقية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مما يؤكد أن هناك إرادة ودعم من القيادة السياسية للقضاء على ختان الإناث في مصر.

وأشارت "العشماوي" إلى أن الطفلة المصرية لها حقوق كفلتها الإتفاقيات والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية متمثلة في الدستور المصري وقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 وقانون العقوبات الذي غلظ عقوبة تشويه الأعضاء التناسلية للأنثي "ختان الإناث" لتصبح جناية وليس جنحة، مشيرة إلى أن الممارسات الضارة التي تتعرض لها الطفلة مثل ختان الإناث وزواج الأطفال أو حرمانها من التعليم يدمر مستقبلها وتجعلها عليلة هي وأسرتها المستقبلية؛ مما يؤثر سلبا على بناء المجتمعات، وأن عفت البنت من التربية وتنمية مهارتها ودعم أفكارها وإتاحة الفرصة لها للتعبير عن آرائها .

وقالت "العشماوي" خلال كلمتها إن الدستور والقوانين المصرية كفلت كافة الحقوق للفتاة والمرأة وجرمت تلك العادة، وشددت العقوبة فيها بتوصيفها كجناية عقوبتها السجن لمدة تتراوح بين 3 : 7 سنوات.

وأضافت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أن احتفالنا بيوم 14 يونيو والذي واكب وفاة الطفلة بدور والتي قتلت جراء عملية ختان إناث على يد طبيبة بمركز مغاغة محافظة المنيا عام 2007، يجعلنا ندق ناقوس الخطر لنحمي فتياتنا من هذه العادات والممارسات الضارة التي يتعرضن لها، والتي تعتبر خرقا وانتهاك جسيم لحقوق الطفلة المصرية، مشيرة إلى أنه منذ إنطلاق حملة "شهر بدور " ومن خلال متابعتنا للبلاغات الواردة علي خط نجدة الطفل 16000 أتضح أنه ولأول مرة يقوم الأباء والإخوة الذكور أنفسهم بالإتصال بخط نجدة الطفل للتعرف على أضرار عادة ختان الإناث وهو ما يعكس أهمية الدور الفعال للحملات في إحداث وعي حقيقي لدى المواطنين، وجاءت بعض البلاغات على خط نجدة الطفل من فتيات يبلغن أن صديقاتهن سيتعرضن لهذه الممارسة الضارة .

ولفتت "العشماوي" إلى أن تلك المكالمات تضمنت بلاغات عن مراكز واطباء يقومون بالختان وتم إحالتها جميعها للنيابة التي تولت التحقيق واتخاذ إجراءات غلق تلك المراكز والعيادات في حال ثبوت التهمة وإحالة المتهمين للمحاكمة.

وأشادت "العشماوي" بدور وسائل الإعلام، خاصة إذاعة القرآن الكريم في بث التنويهات الخاصة بالحملة، وكذلك القنوات التليفزيونية، وأهمية الدور الهام والفعال لوسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها من القوي الناعمة في دعم وتأييد ومناصرة القضايا المجتمعية الشائكة.

وطالبت الفنانات الحضور بضرورة توجيه رسائل قوية للقضاء على عادة ختان الإناث من خلال الأعمال الفنية والحملات الإعلانية التوعوية التي يشاركون فيها، أسوة بحملة الفنانة القديرة كريمة مختار لمعالجة جفاف الأطفال والتي مازالت محفورة في الأذهان، وساهمت بشكل كبير في خفض نسب وفيات الأطفال.

ومن جانبه، أشار عضو المجلس القومي للمرأة د.نبيل أبادير، أن العادات التي تمارس في المجتمعات تصبح جزء من حياتهم ويعتقد البعض أنه لايمكن التخلي عنها، وهذا ما نواجهه الآن عند مواجهة ختان الإناث بالإضافة إلى أن نظرة المجتمع إلى المرأة بإعتبارها الكائن الأضعف ومن ثم تمارس عليها كافة أشكال العنف، كما أن البعض أتخذ المدخل الديني زريعة لإقناع المجتمع بضرورة إجراء ختان الإناث وهو مانعاني منه أئناء حملات التوعية التي نقوم بها، موضحا أن الختان تدخل سافر في خليقة الله الجميلة، وأن القوانين فقط لا تعد رادعا لمثل هذه العادات ولكنها تدعم وتساند الجهود المجتمعية في القضاء علي هذه الممارسات.

وأكد د. نبيل أبادير خلال الندوة، أن تغيير السلوك والثقافة يستلزم سنوات لابد فيها من العمل من خلال التعليم والتربية واستعادة الدولة لدورها المؤسسي، مشددا على أهمية القانون ليست في إصداره ولكن في تطبيقه لأنه جزء أساسي من إعادة صياغة مفاهيم المجتمع.

وأضاف أن ختان الإناث عادة قديمة متوارثة لا علاقة لها بأي عقيدة دينية، ولكن رجال الدين لم يعارضوها ولم يسعون إلى رفضها خوفا من التغيير المجتمعي وإثارة التوتر، فدعموا فكرة أن المرأة هي سبب الغواية وعليها أن تتحمل تبعات ذلك.

وقالت النائبة نشوى الحوفي خلال إدارتها للندوة، إن المجتمع المصري يواجه اليوم ختان العقول قبل ختان الإناث مما يتطلب إعادة فتح الباب أمام التفكير بالمنطق والأدلة لتجديد الفكر والخطاب الديني والمجتمعي والتعامل مع المرأة والرجل كإنسان دون أي تمييز، مشيرة إلى أن المجتمع حمل الفتاة المسؤلية عن التحرش لسنوات طويلة بفكر خاطيء.

وعرضت د.زينب النجار عضو المجلس القومي للمرأة، تجربة مناهضة عادة ختان الإناث في حي الأسمرات والتي جاءت من خلال الوحدات الصحية وتوعية السيدات بالأضرار البدنية والنفسية التي سيتعرض لها بناتهن من إجراء هذه العادة الضارة، حتي أصبحت الأسمرات خالية من ختان الإناث وذلك بنشر مفاهيم الصحة النفسية والجسدية وإقناع الأمهات بضرورة التوقف عن التحرش النفسي ببناتهن وعدم تمييزهن في المعاملة ومنحهن الأمان، مشيرة إلى أن نساء الأسمرات كن بحاجة لإدراك ثقافة الجمال التي فرضها عليهن المكان بعد انتقالهن من العشوائيات، وهو ما استلزم توعيتهن بمخاطر قضايا كثيرة لحماية بناتهن.

وأثنت الفنانة مديحة حمدي على دور المجلس القومي للطفولة والأمومة في التواصل الفعال مع الجمهور، حيث سبق وأن شاركت مع المجلس في العديد من الفعاليات في القرى المختلفة، واتضح أن الفنان له دور هام في التأثير المباشر على الجمهور، مطالبة بضرورة تكاتف كافة الجهود لحماية حقوق الفتيات والحد من الإنتهاكات الجسيمة التي يتعرضن لها .

وحملت الفنانة سميحة أيوب، الكتاب مسئولية تضمين أعمالهم الفنية رسائل غير مباشرة للتوعية من مثل هذه الممارساة الضارة التي تؤثر سلبا علي تقدم ونمو المجتمع .

وناشدت الفنانة سميرة عبدالعزيز عضو اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث بضرورة مخاطبة التليفزيون المصري ووزير الثقافة لإنتاج أعمال هادفة تحمي المجتمع من أخطار هذه الممارسات الضارة حيث أن التليفزيون سلاح هام موجود في كل مكان مما يساهم في نشر الرسائل بشكل سريع.