أمم إفريقيا 2019| مع الاستعداد لدور الـ16.. هؤلاء هم المتأهلون

منتخب مصر
منتخب مصر

محمد حامد
 

يبدأ اليوم، صراع دور الـ 16 في كأس الأمم الأفريقية بين 16 منتخبا من أجل الوصول لدور الثمانية واستكمال مشوار البطولة القارية الصعبة وكان وقوع المنتخبات في طريق بعضهم بدور الـ 16 مثيرا ومعقدا بسبب انتظار تحديد أفضل 4 منتخبات حصلوا على المركز الثالث خلال دور المجموعات حتى يكتمل عقد المتأهلين مع الـ 12 منتخبا الحاصلين على أول وثاني المجموعات الست.

 

واختلف أداء المنتخبات المتأهلة فى دور المجموعات، وظهرت بعض المعالم تجعل مواجهات الدور القادم مشتعلة، وأسفرت قرعة البطولة المعدة سلفاً وبعد تحديد المراكز والمتأهلين عن لقاءات قوية فى دور الـ 16، وفيه يلتقى منتخبا مصر وجنوب أفريقيا والفائز منهما يلعب فى دور الثمانية مع الفائز من لقاء نيجيريا والكاميرون، كما يلتقى فى دور الـ 16 الجزائر وغينيا والفائز منهما يلعب مع الفائز من مالى والكوت ديفوار، والفائز من المغرب وبنين يواجه الفائز من أوغندا والسنغال، وأخيراً الفائز من لقاء مدغشقر والكونغو يلعب مع الفائز من غانا وتونس.

 

وقدم المتأهلون في الدور الأول أداء يستحقون عليه الربط بينه وبين تاريخهم بالبطولة للخروج باستنتاجات حول مستقبلهم في الأدوار القادمة، وجاءت أبرز الاستنتاجات على النحو التالى:


الفراعنة.. وفخ «الأولاد»
يسعى الفراعنة لمواصلة مشوار ضرب الأرقام القياسية فى البطولة وتحقيق اللقب الثامن.. رغم الأداء غير المرضى للجماهير في الدور الأول إلا أن المنتخب تحت قيادة المكسيكى خافيير أجيري خرج بأرقام جيدة على المستوى الهجومى بتسجيل 5 أهداف فى مواجهات زيمبابوي والكونغو وأوغندا، ولم يستقبل شباك المنتخب أهداف خلال المواجهات الثلاث.. يواجه الفراعنة السبت القادم في ثمن النهائي منتخب جنوب أفريقيا الذي صعد ضمن أفضل أربعة منتخبات حصلوا على المركز الثالث ورغم الفوارق في الأسماء إلا أن رفقاء صلاح على موعد مع مواجهة ليست سهلة.

 

«الأولاد»..وحلم الإطاحة بالمستضيف
يحلم منتخب جنوب أفريقيا بتحقيق أكبر مفاجآت النسخة الحالية من البطولة والإطاحة بمصر «البلد المستضيف» من ثمن النهائى.. خاصة وأن ما قدموه خلال مواجهات الدور الأول لا يبشر بذلك، حيث لم يسجلوا سوى هدف وحيد فى مرمى المنتخب الناميبى بالجولة الثانية عن طريق لاعب فريق «إميان» بونجاى زونجو، بينما استقبلت شباكهم هدفان أحدهما في المباراة الافتتاحية أمام كوت ديفوار والآخر في الجولة الأخيرة أمام المغرب.. يقودهم فنياً المدرب الإنجليزى ستيوارت باكستر، ويأمل فى تحقيق إنجاز مشرف للـ»أولاد» في المشاركة العاشرة لهم في «الكان».

 

النجوم السوداء..والأداء التصاعدى
يتميز أداء منتخب غانا خلال مشوار البطولة الحالى بالنسق التصاعدى من مباراة لأخرى، ورغم البداية السيئة بالتعادل مع بنين إيجابياً 2/2 إلا أن الأداء تحسن أمام الكاميرون رغم التعادل السلبي، ثم الفوز على غينيا بيساو في الجولة الأخيرة وتصدر المجموعة.


يسعى لاعبو منتخب «النجوم السوداء» في مباراة دور الـ 16 أمام تونس إلى استغلال الحالة الفنية الضعيفة التي ظهر بها لاعبو نسور قرطاج خلال البطولة.

 

أسود الأطلسى.. والثعلب رينارد

يشترك المنتخب المغربى مع نظيره الجزائرى فى تقديم الأداء الممتع بالإضافة لتحقيق نتائج إيجابية والحصول على العلامة الكاملة فى دور المجموعات.. ظهر التماسك بين خطوط «أسود الأطلس» ولم تستقبل شباكهم أهدافا وسجلوا ثلاثة أهداف في المواجهات الثلاث.

 

ويرجع الشكل الفني الذي ظهروا به للمدير الفني الفرنسي هيرفى رينارد الملقب بالثعلب، وتحت قيادته الفنية نجحت المغرب في تقديم أداء رائع في مونديال روسيا رغم الخروج من الدور الأول.

 

ويسعى المغاربة في التواجد للمرة الـ17 بـ «الكان» إلى الاستفادة من خبرة رينارد المتوج بالبطولة مرتين مع كوت ديفوار وزامبيا.. تعد مواجهة ثمن النهائى أمام بنين غدا في المتناول وتصب الترشيحات في صالح المغاربة.

 

نسور قرطاج ..  تبحث عن الذات

رغم صعود تونس لدور الـ 16 لمواجهة غانا إلا أن الجماهير التونسية ليست راضية عن الأداء، خاصة بعد إنهاء دور المجموعات دون تحقيق أى فوز حيث حصد «نسور قرطاج» ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات أمام أنجولا 1/1 ومالى بنفس النتيجة وموريتانيا سلبياً.

 

ويسود القلق على الجماهير التونسية قبل مواجهة غانا، فى ظل المستوى الفنى الشاحب الذى يقدمه المدير الفنى الفرنسى لتونس آلان جيريس، وظهر عدم الرضا من طريقة لعبه واختياراته للتغييرات، ولم يحصد نسور قرطاج اللقب سوى مرة وحيدة نسخة 2004، ويأمل اللاعبون التوانسة فى تكرار الإنجاز هذا العام.

 

«الفهود».. جاءوا من بعيد

نجح المنتخب الكونغولى فى العودة من جديد لأجواء البطولة بعد خسارة أول لقاءين بنفس النتيجة 2/صفر، مما أدى إلى توقع الغالبية خروج الكونغو من الدور الأول وصعوبة صعوده ضمن أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث، إلا أن الفوز برباعية على زيمبابوى فى الجولة الأخيرة غير كل شيء وصعدت الكونغو لتواصل البطولة رفقة الكبار، وتبحث الكونغو عن اللقب الثالث في تاريخها خلال مشاركتها الـ19، وقد يكون الصعود بهذه الطريقة لثمن النهائى لمواجهة مدغشقر الأحد القادم بداية لسيناريو تاريخى، ويواصل «الفهود» فى مغامرتهم حتى النهاية.

 

مدغشقر.. مفاجأة الكان
فجر منتخب مدغشقر أكبر مفاجآت الدور الأول من البطولة بفوزه على نيجيريا فى الجولة الأخيرة من دور المجموعات، ليقفز إلى صدارة المجموعة الثانية على حساب النسور.. ظهرت قوة المنتخب الملغاشي في خط الهجوم حيث سجل لاعبوه خمسة أهداف في ثلاثة لقاءات، لم يكن يتوقع أشد المتفائلين لمدغشقر أن تصعد لثمن النهائي في صدارة مجموعتها، خاصة وأنها المشاركة الأولى بكأس الأمم.

 

النسور..  تحلق بشرط !

منتخب نيجيريا على موعد مع أصعب اختباراته بالبطولة أمام الكاميرون «حاملة اللقب» فى ثمن النهائى بعد غد، ولم تصطدم نيجيريا فى مبارياتها بالمجموعة الخامسة بخصم صعب إلا أنه لم يستطع تحقيق العلامة الكاملة والفوز فى اللقاءات الثلاثة بل وتعرض لهزيمة مفاجئة أمام مدغشقر بثنائية، ويبحث «النسور» في مشاركتها الثامنة عشرة عن الفوز باللقب الرابع بقيادة المدير الفنى الألمانى جيرنوت، وستكون البداية الحقيقية بتخطى عقبة الكاميرون والوصول لربع النهائى، بدأت الإصابات تضرب المعسكر النيجيرى وبالتحديد قائد الفريق جون أوبى ميكيل الذي يمتلك خبرات كبيرة فى المواجهات الصعبة، مما يؤثر سلبا على الفريق خاصة وأن الجيل الحالى للنسور لا يمتلك خبرات «الكان».

 

«السناجب».. والصعود التاريخى

نجح منتخب بنين فى الصعود لثمن النهائى للمرة الأولى فى تاريخ مشاركتها بكأس الأمم، حيث خرجوا من دور المجموعات فى الثلاث نسخ التى شاركوا بها أعوام 2004 و2008 و2010.. قدم لاعبو بنين أداء مميزاً فى مواجهات الدور الأول خاصة أمام منتخبين يمتلكان تاريخا كبيرا بالقارة السمراء الكاميرون وغانا، وانتهت المواجهتان بالتعادل، وستكون أمامهم مواجهة صعبة أمام المغرب فى دور الـ 16 إلا أن ما فعلوه فى النسخة الحالية يرفع الضغوط من على كاهلهم وينقلها للمنافس ويقودهم فنيا المدير الفنى الفرنسى ميشيل دوساييه، وأصبح يعرف «من أين تؤكل الكتف» بعد نجاحه فى خطف نقطتين من غانا والكاميرون.

 

«الأسود»..  بثوب جديد

ظهر المنتخب الكاميرونى بطريقة لعب مختلفة فى النسخة الحالية من كأس الأمم وبالرغم من بحثهم عن الفوز فى المباريات الثلاث إلا أنها انتهت بدون دخول مرماهم أهداف، ولم يسجلوا سوى هدفين فى مرمى غينيا بيساو بالجولة الأولى، ويعد هذا الأمر مؤشرا للاهتمام بالجوانب الدفاعية عن الفترات السابقة، وهى لمسة للمدير الفنى الهولندى كلارنس سيدورف الذى تولى المهمة ونجح فى الصعود بالأسود للكان ومطالب الآن بالحفاظ على اللقب الذى توجوا به فى 2017، صعود الكاميرون في المركز الثاني بالمجموعة السادسة خلف غانا أوقعها في طريق نيجيريا بثمن النهائي لتكون قمة منتظرة، ومحطة صعبة لسيدورف ولاعبيه وعلى رأسهم تشوبو موتينج نجم باريس سان جيرمان.

 

«الأفيال».. ومغازلة التاريخ

يحل منتخب كوت ديفوار ثانياً بعد مصر من حيث عدد المشاركات فى كأس الأمم برصيد 23 مرة، ويمتلك تاريخاً كبيراً خلال مشاركاته في نسخ البطولة المتعابقة ونجح فى التتويج باللقب مرتين، ولذلك سيلعب «الأفيال» على هذه النقطة في مواجهتهم أمام مالى فى ثمن النهائى، أما في الحاضر فأبلوا بلاءً حسناً في دور المجموعات وخسروا لقاء وحيدا أمام المغرب بينما فازوا في مواجهتى جنوب أفريقيا وناميبيا، ومن المنتظر أن يعبر خط الهجوم فى التشكيلة الإيفوارية عن نفسه فى المباراة المقبلة خاصة فى وجود ويلفريد زاها نجم كريستال بالاس الإنجليزى والمرشح للانضمام لكبار «البريميرليج» في الموسم المقبل، يقودهم فنياً المدرب الوطنى إبراهيم كامارا ويبحث التعبير عن قدراته الفنية فيما تبقى من البطولة.

 

مالى..و«قذائف منطقة القناة»

نجحت مالي في إبهار الجميع خلال الدور الأول، بعدما أنهت المواجهات متصدرة للمجموعة الخامسة برصيد 7 نقاط، لم تكن نتائجهم بدون أداء بل أمتعوا المتابعين للبطولة، بعد تسجيلهم 6 أهداف ممتعة، ويجمع الأهداف شيء مشترك وهو سلاح التسديدات وفي مدينتى السويس والإسماعيلية، حيث لعبوا أول مباراتين على ستاد السويس بينما لقاء أنجولا الأخير كان في الإسماعيلية.

 

«أسود التيرانجا».. والقدرات المونديالية
اعتادت الجماهير السنغالية على تألق منتخب بلادها في مشوار التصفيات أو المشاركة التاريخية لـ»أسود التيرانجا» بمونديال كوريا واليابان 2002 والوصول لربع النهائي، وأيضا في مونديال روسيا الأخير رغم الخروج من الدور الأول إلا أنهم قدموا أداء رائعا واستحقوا إشادة الجميع.. يقودهم فنياً حاليا المدير الفنى السنغالى آليو سيسيه وهو أحد نجوم مونديال 2002 عندما كان لاعبا، وكأن ارتباط السنغال بمونديال كوريا واليابان أمرا تاريخيا.. أما بكأس الأمم فلم يتوجوا باللقب من قبل في 14 مشاركة سابقة، خسروا أمام الجزائر في مواجهات دور المجموعات ولكنهم فازوا على كينيا وتنزانيا، ولكن من المنتظر أن يعبروا عن أنفسهم فى مواجهة ثمن النهائى أمام أوغندا.

 

«الرافعات»..  ومفاجأة «ديسابر»

فاجأ المنتخب الأوغندي الجميع، بعد صعوده لثمن النهائى بعد احتلاله المركز الثانى في المجموعة الأولى، وكان لديه فرصة كبيرة لتصدر المجموعة على حساب مصر بعد تقديم أداء رائع فى الجولة الأخيرة أمام الفراعنة وأهدروا العديد من الفرص كانت كفيلة بتحقيق نتيجة إيجابية تصعد بهم على صدارة المجموعة.. يقود منتخب «الرافعات» الفرنسى سباستيان ديسابر، الذي يمتلك خبرات كبيرة فى أفريقيا.. شاركت أوغندا في 6 نسخ سابقة ولم تتوج باللقب من قبل، وتبحث عن التمثيل المشرف فى ثمن النهائى أمام السنغال، ولم لا، تستمر في مغامرتها وتقصي السنغال.

 

«المحاربون»..  والتشكيلة الأقوى
نجح المنتخب الجزائرى فى الحصول إشادة المتابعين للـ»كان» وأصبح فى صدارة المرشحين للوصول للأدوار النهائية من البطولة.. فى دور المجموعات أثبت هجوم «محاربى الصحراء» أنهم الأقوى حتى الآن حيث سجلوا ستة أهداف، ويعد أغلاهم هدف البلايلى فى لقاء السنغال خاصة وأنها كانت قمة منتظرة للجماهير.. عانت الجزائر فى الفترة الأخيرة من غياب شكل للفريق داخل المستطيل إلا أن المدرب الجزائرى جمال بلماضى أتى بالحل ونجح فى السيطرة على الأجواء وتثبيت تشكيلة قوية ودكة احتياط أيضا تمثل قوة كبيرة فى الاستعانة بها خلال سير اللقاءات.. توج «المحاربون» باللقب مرة وحيدة عام 1990 على أرضهم ويبقى الجيل الحالى بقيادة رياض محرز مطالبين بتحقيق اللقب والفوز بداية من ثمن النهائى أمام غينيا.

 

غينيا.. فى مهمة صعبة

يعد منتخب غينيا في موقف لا يُحسد عليه بعد وقوعه مع الجزائر فى مواجهة ثمن النهائي، وجاء اختيار اللقاء بعد وقوعهم في المركز الثالث بالمجموعة الثانية وصعودهم ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلت هذا المركز، وتعد إصابة نجم ليفربول نابى كيتا وعدم استكماله للبطولة مع زملائه هي خيبة أمل للتشكيلة الغينية لما يمتلكه اللاعب من خبرات وقدرات فنية كبيرة.