«عبد العال» يؤكد أهمية دور مصر المحوري في دفع التعاون «الروسي – الإفريقي»

 على عبد العال
على عبد العال

أكد رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال ، أهمية التعاون بين القارة الإفريقية وروسيا في كافة المجالات والتنسيق المشترك حيال مختلف القضايا، مشيرا إلى دور مصر المحوري في هذا الشأن في ظل رئاستها للاتحاد الإفريقي.


جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس النواب في افتتاح أعمال المؤتمر البرلماني «روسيا – إفريقيا» ، والذي تستضيفه جمهورية روسيا الاتحادية.


وأفاد بيان صادر عن مجلس النواب أن عبد العال ألقى كلمة افتتاح المؤتمر في إطار تقدير الجانب الروسي للريادة المصرية ورئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي.


أعرب عبد العال عن بالغ سعادته للمشاركة في هذا المؤتمر البرلماني «روسيا – إفريقيا» الذي يعد حدثاً فريداً من نوعه في تاريخ العلاقات «الروسية – الإفريقية» ويمثل خطوة مهمة لتعزيز أوجه التعاون المشترك بين روسيا وإفريقيا، في ظل الزخم الملحوظ الذي تشهده العلاقات بين الجانبين، والذي سيتوج بعقد قمة روسيا إفريقيا برئاسة مشتركة «مصرية – روسية» بين مصر الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقى فى أكتوبر القادم والتي تم الإعلان عنها خلال القمة الرئاسية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس عبد الفتاح السيسي فى أكتوبر 2018 باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقى.


وأشاد عبد العال بالسياسة الجديدة التي تبنتها القيادة السياسية الروسية والهادفة إلى العودة مرة أخرى للبعد الإفريقي والتقارب مع القارة الإفريقية بعد فترة غياب طويلة قائلا :" إنها سياسة مُرحًّب بها من قبل الدول الإفريقية ، لا سيما وأنها ترتكز على التعاون الاقتصادي مع القارة الإفريقية بما لديها من إمكانيات وموارد هائلة يمكن استغلالها تحقيقاً للمنفعة المتبادلة بين الجانبين الروسى والإفريقى ".


ونوه في هذا الصدد بأن إفريقيا تمتلك الكثير من الثروات وعلى رأسها البترول والغاز ، والذهب ، والألماس واليورانيوم، فضلاً عن الزراعة إلى جانب كونها تعد سوقاً كبيراً؛ حيث يزيد عدد سكانها عن أكثر من مليار ونصف، ومقدر له أن يصل إلى حوالي 4 مليارات في عام 2050.


وقال رئيس مجلس النواب :" إن مصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي تتبنى عدداً مهماً من الأولويات ، يأتي في مقدمتها تعزيز التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمى فى القارة بما في ذلك التركيز على مشروعات وبرامج البنية التحتية العابرة للحدود، باعتبارها السبيل لتحقيق تنمية القارة، بما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية 2063، لاسيما وأنها تعد المعبر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وإلى آسيا باعتبارها ممتدة جغرافياً في هذه القارة".


ولفت عبد العال إلى أن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الإفريقية يأتي كذلك ضمن أولويات مصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي ، وذلك من خلال تطوير منظومتي الزراعة والتصنيع بالقارة مع التأكيد على الدور المحوري لشباب ونساء القارة لتحقيق أهداف أجندة 2063 مؤتمر الشباب الإفريقى فى أسوان يناير 2019.


وأشار إلى اهتمام مصر كذلك بتطوير منظومة السلم والأمن الإفريقية ضمن أولوياتها في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي ، خاصة فيما يتعلق بمجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وترسيخ قيم الحكومة والشفافية والمساءلة وتشجيع القطاع الخاص والمجتمعي على المساهمة في البرامج والمشروعات الإفريقية القارية.


كما أشار رئيس مجلس النواب إلى أن أولويات مصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي تشمل أيضا تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة المشتركة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية. 


ولفت إلى أن المجالات التي تضعها مصر في أولوياتها خلال ترأسها للاتحاد الإفريقية تعد مهمة وحيوية، وتمثل بيئة مناسبة لتعزيز التعاون الإفريقي مع الدول الصديقة الراغبة في شراكة حقيقية مع القارة السمراء، وفي مقدمتها جمهورية روسيا الاتحادية.


وقال عبد العال :" إن الرؤية الإفريقية لتطوير التعاون الإفريقي الروسي تنطلق من مبدأ تعظيم القواسم المشتركة والاستفادة القصوى من الثروات الهائلة للجانبين وعلى رأسها الثروة البشرية التي يمثل الشباب عمادها الأساسي من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة، واختراق المجالات الجديدة، خاصةً مجال مشروعات ريادة الأعمال، ومجالات التقنيات الرقمية الحديثة، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وأضاف :"نحن كبرلمانيين علينا دور كبير يتمثل في تهيئة المناخ وتوفير البيئة التشريعية المواتية لجذب وتعظيم الاستثمارات المتبادلة وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الإفريقي-الروسي".


وتابع رئيس مجلس النواب :" إننا في مصر، وأعتقد تشاركنا في ذلك العديد من الدول الإفريقية، نرى في روسيا شريكاً كبيراً في الكثير من المشروعات الاقتصادية التنموية، وفي مقدمتها مشروعات الاستخدام السلمي للطاقة النووية، خاصة وأن روسيا لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، فضلاً عن أن لديها قائمة طويلة من مشروعات التعاون التي يمكن أن تناسب كل دولة وفقاً لاحتياجاتها وشروطها وظروفها التمويلية والسياسية".


وقال عبد العال : "إنه بالإضافة إلى مجالات التعاون المشترك، هناك أيضاً قضايا أخرى مهمة تتطلب تنسيقاً مشتركاً وتبادلاً لوجهات النظر بين إفريقيا وروسيا، يأتي في مقدمتها المساهمة في حل الأزمات والصراعات التي لاتزال قائمة في القارة الإفريقية ، وتعزيز الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير المشروعة".


وأشار إلى أن إفريقيا التي تنطلق نحو مستقبلها الذي رسمته وفق أجندتها التنموية 2063، منفتحة على شعوب العالم كافة، وترحب بالشركاء الساعين نحو تعظيم فرص الاستفادة المتبادلة معها، وفي مقدمتهم الأصدقاء في روسيا.


واختتم رئيس مجلس النواب كلمته قائلا :"كلنا أمل في أن مؤتمرنا هذا سيكون خطوة فعالة على طريق تعزيز التعاون بين الجانبين وتحقيق ما نصبو إليه جميعاً".