حوار| نجيب قلدس.. مصري يقود ثالث أكبر قوة شرطة بالعالم

 نجيب قلدس مع الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش
نجيب قلدس مع الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش

- ولدت في الصعيد وهاجرت منذ 50 عامًا
- أقود ثالث أكبر قوة شرطة في العالم
- شاركت بالتحقيق في اغتيال «الحريري»
- خبرتي أهلتني للتحقيق في حادث نيوزيلاندا الإرهابي
- ساعدت العراقيين في إعادة هيكلة الشرطة
- ثقة الشباب المصري في نفسه تؤهله لتحقيق أحلامه

شغل العديد من المناصب القيادية على مستوى العالم، شارك في التحقيق بقضايا دولية كانت ملء السمع والبصر، بداية من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، واستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وصولاً إلى الهجوم الإرهابي على مسجد نيوزيلاندا، وأهلته خبرته في المشاركة في إعادة هيكلة الشرطة العراقية.

«بوابة أخبار اليوم» حاورت نجيب قلدس، نائب وزير داخلية لولاية نيو ساوث ويلز، للتعرف عن قرب عن تفاصيل حياته ورحلته من صعيد مصر إلى أستراليا، والصعوبات التي واجهته، وإلى نص الحوار: 

- في البداية.. أين ولدت ومتى سافرت إلى أستراليا؟
ولدت في صعيد مصر وتحديدًا بمحافظة أسيوط، ثم هاجرت مع عائلتي إلى أستراليا عام 1969.

- ما أهم المناصب التي تقلدتها في وزارة الداخلية الأسترالية؟
عملت ضابط شرطة لمدة 35 عامًا، في مدينة سيدني (قوة شرطة نيو ساوث ويلز)، وخلال السنوات الـ10 الأخيرة، شغلت منصب نائب مفوض الشرطة وكان لدي عدد من المهام الإضافية للقيام بها داخل المدينة. 

وتعتبر القوة التي عملت بها (قوة شرطة نيو ساوث ويلز)، هي ثالث أكبر قوة شرطة ناطقة باللغة الإنجليزية في العالم بعد قوة نيويورك ولندن.

- ما هي أهم القضايا الدولية التي توليت التحقيق فيها؟
شاركت بالتحقيق في العديد من القضايا العالمية الهامة، أبرزها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، ثم  استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وعندما كنت مديرًا للأونروا ومسئول عن البحث عن 5 ملايين لاجئ فلسطيني في 5 دول مختلفة، خلال الفترة بين 2016 وحتى 2018.

وتقلدت مهامًا محلية أيضًا، عندما كنت مسئولا عن فرقة التحقيق في قضايا القتل، وشاركت في التحقيق في عدد من القضايا الهامة، مثل قضية اغتيال عضو البرلمان الأسترالي جون نيومان.

- ما هي أبرز العقبات التي واجهتك في حياتك؟
واجهت الكثير من الصعوبات عندما كنت في الشرق الأوسط فكنت أعمل  في مناطق الصراع، وكانت الهجمات التي نتعرض لها واحدة من أكبر المشكلات.

- لماذا وقع الاختيار عليك للتحقيق في الهجوم الأخير الذي وقع على مسجدين في نيوزيلاندا؟ وما هي أبرز نقاط التحقيق؟
تم اختياري في التحقيق في الحادث الإرهابي بنيوزيلاندا نظرًا لخبراتي السابقة فاعتمدوا عليّ بشكل كامل، حيث كنت مستقلاً ولم أعمل في ذلك الوقت لأي جهة حكومية.

وكان هناك نقطة في غاية الأهمية في التحقيقات، وهي ضرورة فهم طبيعة المجتمع وتقاليده من أجل خروج التحقيق على أكمل وجه. 

- كنت عضوًا في لجنة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا عام 2016.. حدثني عن تلك التحقيقات؟
فيما يتعلق بالتحقيق في الأسلحة الكيميائية، تم اختياري لقيادة تحقيقات مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكانت النتيجة أننا كتبنا تقريرًا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يؤكد أن حكومة سوريا استخدمت الأسلحة الكيماوية أكثر من مرة بلا شك.

- وماذا عن طبيعة مهمتك في إعادة هيكلة الشرطة العراقية بعد حرب العراق؟
في العراق كانت مهمتنا أصعب لأنها كانت تتعلق بإعادة بناء الشرطة ككل، خاصة وأن الرئيس السابق صدام حسين، كان يمنع كبار رجال الشرطة من الاتصال ببلدان أخرى، فلم يكن لديهم أصدقاء في الدول العربية أو في أي مكان.
لقد حاولت مساعدتهم لبناء شبكة علاقات وتدريبهم على أحدث الطرق الخاصة بعمل الشرطة، بالإضافة لمساعدة العراقيين أنفسهم على تحمل المسئولية ليكونوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم بدلا من تلقي التعليمات.

- في النهاية.. ما هي رسالتك للشباب المصري؟
أقول لهم "أنتم المستقبل".. لا تدعي أنك لا تستطيع فعل شيء ما، فيمكنك فعل أي شيء إذا وثقت في نفسك، وإذا كنت تعمل بجد يمكنك تحقيق حلمك.

الأهم من ذلك كله أن تكون فخورًا بتراثك المصري، فأنت جزء من واحدة من أقدم الحضارات البشرية.. أنا أشعر بالكثير من الفخر عندما أسمع أن هناك شخص مصري نجح في القيام بعمل ما، وعلينا جميعًا دعم وتشجيع بعضنا.