30 يونيو| «الشاشة» لاتزال تخاصم الثورة

صورة من فيلم المشخصاتي
صورة من فيلم المشخصاتي

رغم مرور 6 أعوام على ثورة الشعب المصرى ضد قوى الظلام فى ٣٠ يونيو، فإن الفن لم يعط هذه الملحمة الوطنية حقها حتى الآن، ورغم دور الفنانين والمثقفين فى التمهيد لاندلاع هذه الثورة عن طريق اعتصامهم ضد الجماعة الإرهابية، وأعمالهم الفنية التى شجعت على الثورة ضد ذلك النظام الفاشى؛ فإن معظم هؤلاء الفنانين بقيام الثورة عادوا إلى صفوف المتفرجين ناسين أن دورهم هو التأريخ لهذا الحدث العظيم بأعمالهم الفنية سواء الدرامية أو السينمائية أو المسرحية، وحتى من خلال الأغنية.

 

 فالدراما لم تناقش أو تطرح الثورة وأسبابها إلا من خلال بضعة أعمال لعل أبرزها مسلسل «الداعية» بطولة هانى سلامة، و»دنيا جديدة» بطولة حسن يوسف وأحمد بدير، وأهم هذه الأعمال مسلسل «سلسال الدم» بطولة عبلة كامل ورياض الخولى تأليف مجدى صابر وإخراج مصطفى الشال، ويعد هو العمل الوحيد الذى تناول صعود الإخوان للحكم بعد ثورة 25 يناير وصولا لثورة 30 يونيو، التى أطاحت بهذا الحكم الغاصب.. أما فى السينما فجاءت معظم الأعمال هزيلة مخيبة للآمال، ولم يتعرض أى فيلم للثورة باستثناء فيلم «المشخصاتي٢»، الذى تناول طريقة إدارة الإخوان للحكم وصولًا للثورة، التى أطاحت بهم.. ولكن بطريقة كوميدية؛ أما فى المسرح فلم يتطرق لأى عمل مسرحى لثورة ٣٠ يونيو باستثناء مسرحية «غيبوبة» بطولة أحمد بدير، وعلى الرغم من إنتاج أكثر من ٢٠٠ أغنية وطنية منذ قيام ثورة ٣٠ يونيو وحتى الآن فإن أغنية «تسلم الأيادي» كانت وستظل العمل الفنى الذى يذكرنا بثورة عظيمة كان لها بالغ الأثر فيما وصلنا إليه الآن.. وكأننا فى عزلة فنية اختيارية قررناها لأنفسنا على مدى 6 أعوام منذ قيام ثورة 30 يونيو 2013.. عن غياب الأعمال، التى جسدت ثورة ٣٠ يونيو أو قلتها، وهل ما قدم يليق ويستطيع أن يؤرخ لثورة الشعب فى يوم من أعظم أيامه يتحدث عدد من صناع الفن فى السطور التالية: يقول الفنان أحمد بدير: مع عظمة هذه الثورة فإنها لم تأخذ ما تستحقه من التناول الفنى، فوقت قيام الثورة وحتى بعدها كان الفنانون مثلهم مثل غيرهم من فئات المجتمع فى حالة من عدم الاستقرار وينتظرون ليروا ما سيحدث نتيجة هذه الثورة، لذلك لم نجد إلا أعمالا قليلة تناقش الثورة أو أسبابها.
ويقول المخرج مصطفى الشال: أرى أن ثورة 30 يونيو تحتاج إلى عمل فنى يجسد عظمتها وأهميتها فى تاريخ مصر.
ويقول المؤلف مجدى صابر، إنه يتمنى أن يقدم عملا يناقش هذه الفترة من تاريخ مصر، وأنه يظن أن الوقت أصبح مناسبا لتقديم عمل من هذه النوعية الآن.
أما المطرب مصطفى كامل فيؤكد أن الأغنية الوطنية دائما ما كانت حاضرة بقوة فى كل حدث تعيشه مصر، خاصة ثورة 30 يونيو، والدليل كم الأغانى العظيمة التى أنتجت منذ الثورة وحتى الآن.. والدليل نجاح أغنية «تسلم الأيادى»، التى أصبحت تذكر الناس دائما بالثورة، بل أصبحت وكأنها جزء من هذه الثورة، ولكن للأسف هذا النجاح الكبير جعلنى عاجزا عن تخطيه، فلم أستطع تقديم أغنية على نفس المستوى أو تلقى نفس الجماهيرية، وجعل الجمهور الذى تعلق بالأغنية يشعر بأنها الأغنية الوحيدة للثورة، والسبب فى هذا النجاح هو صدق المشاعر وإحساسى أنا وكل العاملين فى الأغنية من مطربين وفنيين أن علينا واجبا ومسئولية وهى تقديم عمل يليق بجيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة ورئيسنا الذى ضحى بالكثير من أجل مصرنا الغالية، ففتح الله علينا بمصطلحات ومفردات استطاعت أن تعيش مع الناس.