مصر في قلب «قمة العشرين» للمرة الثانية.. و«السيسي» كلمة السر

قادة قمة العشرين في أوساكا باليابان
قادة قمة العشرين في أوساكا باليابان

كثيرة هي الجهود التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، داخليا وخارجيا، ما استدعى العالم كله إلى خطب ود مصر، ومطالبة الرئيس أن يحضر الاجتماع الـ14 لقمة مجموعة العشرين، بحضور قادة الدول، التي تمثل أضخم اقتصاديات العالم بمدينة أوساكا اليابانية.


فوجود الرئيس المصري وسط مجموعة العشرين له العديد من الدلالات، فمجموعة العشرين التي تأسست عام 1999، تمثل نحو 66 % من سكان العالم، و75 % من التجارة الدولية، و80 % من الاستثمارات العالمية، و85 %من إجمالي الناتج المحلي العالمي.


حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، قمة العشرين ليست المرة الأولى، فقد سبق وأن حضرها "السيسي" في العاصمة الصينية بكين عام 2016، ما يؤكد أن الرئيس السيسي وجهوده لاستعادة مصر داخليا وخارجيا بعد ثورة الـ30 من يونيو المجيدة، هو كلمة السر.
 

توقعات بحضور مصر قمة 2020


في ضوء الأداء المصري المشرف في قمة العشرين بأوساكا، من المرجح أن تدعو المملكة العربية السعودية مصر لحضور قمة العشرين في 2020، وذلك في ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخيه الملك سلمان بن عبد العزيز.

يأتي هذا بعدما تسلمت السعودية، اليوم السبت، رئاسة مجموعة الـ20 من اليابان، في ختام قمة المجموعة التي عقدت في مدينة أوساكا على مدار يومين، وستتولى السعودية رئاسة مجموعة العشرين في شهر ديسمبر ٢٠١٩، وتستضيف قمة القادة في المجموعة يومي السبت والأحد 21-22 نوفمبر 2020.

لقاءات ثنائية

بوتن للسيسي: مصر ركيزة الأمن والاستقرار بالمنطقة

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين، ورحب السيسي بما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من تنامِ، لا سيما في أعقاب زيارته إلى روسيا في أكتوبر 2018، وما أسفرت عنه من التوقيع على اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل على مستوى قيادتي البلدين، فضلا عن التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء آلية المشاورات السياسية.

من جانبه أشار بوتين إلى الأهمية التي يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وخلال اللقاء؛ تم استعراض فرص التعاون الثلاثي بين مصر وروسيا في القارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث تم التطرق في هذا السياق إلى الاستعدادات الجارية لتنظيم القمة الأفريقية الروسية في أكتوبر المقبل، وتوافق الرئيسان حول ضرورة العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية لتلك القمة لصالح الشعوب الأفريقية بالمقام الأول، سعيا نحو صياغة إطار للشراكة والتعاون المستدام بين روسيا والدول الأفريقية.

الرئيس لولي العهد السعودي: أمن الخليج مرتبط بالأمن القومي المصري

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، وذلك على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين بأوساكا.

وأكد الرئيس خلال اللقاء، على مسيرة العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، مشيرا إلى حرص مصر على التنسيق الحثيث مع المملكة تجاه التطورات التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط وذلك في إطار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، التي تعد من أولويات وثوابت السياسة المصرية، حيث أن التعاون والتنسيق المصري السعودي يعتبر دعامة أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

وتناول اللقاء؛ تبادل وجهات النظر حول أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة لتعزيز التعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي، حيث أكد الرئيس في هذا السياق أن أمن منطقة الخليج يمثل بالنسبة لمصر أحد الركائز الأساسية للأمن القومي العربي، ويرتبط بالأمن القومي المصري.

من جانبه، أشار ولي العهد السعودي، إلى التقدير والمودة التي تكنها المملكة العربية السعودية لمصر قيادة وشعبا في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكداً عمق ومتانة العلاقات الراسخة بين مصر والسعودية.

السيسي لرئيس وزراء إيطاليا: مصممون على التوصل للحقيقة في قضية «ريجيني»

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع رئيس الوزراء الإيطالي جيوسبي كونتي، وذلك على هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين باليابان.

وتناول اللقاء، عددا من الموضوعات الثنائية، خاصة آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في قضية الطالب "ريجيني"، وقد جدد الرئيس في هذا الصدد تأكيد سعي مصر للتوصل إلى الحقيقة، مؤكدا علي الدعم الكامل للتعاون الحالي المشترك الحثيث وغير المسبوق بين السلطات المختصة في كلٍ من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابسات القضية، وقد أعرب رئيس الوزراء الإيطالي من جانبه عن التطلع للتوصل للعدالة والحقيقة في قضية ريجيني والتوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أشاد  الرئيس بتميز العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وما تشهده تلك العلاقات من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً الأهمية التي توليها مصر لتطوير تلك العلاقات في مختلف أبعادها المتنوعة، فضلاً عن تعزيز التنسيق والتعاون الثنائي القائم بين البلدين للتصدي للعديد من التحديات في منطقة المتوسط، بالإضافة إلى تطوير التعاون الثلاثي مع إيطاليا في أفريقيا ليمتد إلى المجالات التنموية، خاصةً في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي عن تقديره للدور المحوري الذي تضطلع به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي مع مصر على مختلف الأصعدة، خاصةً في ظل ما تشهده من تطورات إيجابية على صعيد التنمية الاقتصادية، وما يتم تنفيذه من مشروعات كبرى تساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

ميركل تؤكد للسيسي انبهارها بالتجربة المصرية

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين باليابان.

وأشاد الرئيس، بالتنامي الملحوظ والطفرة النوعية في العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات، مؤكدا تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي وعضوية ألمانيا في مجلس الأمن، بما يوفر أرضية لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف بشأن القضايا متعددة الأطراف، خاصةً التنمية المستدامة ودعم السلم والأمن بأفريقيا.

من جانبها، ثمنت المستشارة الألمانية الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، مشيدةً بالزخم غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ مؤخراً، لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، ومؤكدةً أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط، وأكدت "ميركل" حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التي تقوم بها مصر سعياً للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة، لاسيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية، مشيدة بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها حتى الآن خطة الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي الشامل، وهي التجربة التي انعكست على تحسن المؤشرات الاقتصادية.

تصميم مصري أرجنتيني على  توسع مستويات التعاون

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، وذلك على هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بالأرجنتين، مشيدا بتجربتها التنموية وما حققته من تقدم على الصعيد الاقتصادي، ومعربا عن تطلع مصر لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وتفعيل أطر التعاون القائمة، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن العمل على تعظيم الاستفادة مما يتمتع به البلدان من إمكانات متنوعة.

من جانبه، أشاد الرئيس الأرجنتيني بما حققته مصر خلال السنوات الماضية من تقدم ملموس على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، معربا عن تقديره لما يجمع بين البلدين من روابط متينة، واتفاقه مع أهمية الدفع قدما بالتعاون الثنائي في المجالات المختلفة، خاصة المجالين الاقتصادي والتجاري لما يتمتعا به من آفاق رحبة لتطوير التعاون بشأنهما.

إشادة أممية بدور مصر المحوري

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك على هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا.

وأعرب الرئيس عن ترحيبه بلقاء سكرتير عام الأمم المتحدة، مؤكدا دعم مصر لجهود الأمم المتحدة الهادفة إلى صون السلم والأمن الدوليين ودفع جهود التنمية المستدامة.

من جانبه أعرب "جوتيريش" عن تقديره للتعاون الممتد بين مصر والأمم المتحدة، لاسيما من خلال المشاركة المصرية الفعالة في مختلف أنشطة المنظمة، مؤكداً دور مصر المحوري في أفريقيا والشرق الأوسط، وحرص الجانب الأممي على تعزيز التعاون مع مصر لإرساء التنمية في محيطها الجغرافي المضطرب وترسيخ أسس السلم والأمن.

وفيما يتعلق بالرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي؛ أشار السكرتير العام إلى تعويل الأمم المتحدة على الدور المصري الحيوي لتعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد، حيث أكد الرئيس في هذا الخصوص التطلع لدفع التعاون والتكامل بين المنظمتين في إطار قيادة مصر لدفة العمل الأفريقي المشترك، لاسيما فيما يتعلق بتنفيذ أجندتي التنمية 2030 و2063، والتعامل مع تحديات السلم والأمن التي تجابهه القارة، وتعزيز جهود بناء السلام.

السيسي يلتقي رؤساء كبرى الشركات اليابانية

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات في اليابان، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين اليابانيين وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة، وذلك لتشجيع الاستثمار في مصر.

وأعرب الرئيس عن ترحيبه باللقاء الذي يجسد روح التعاون المتميز بين مصر واليابان، مؤكدا حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات اليابانية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.

كما أشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية، لا سيما في ظل زيادة الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين من البلدين، موضحاً في هذا الصدد ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والتي تتضمن عدداً من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصاً واعدة للشركات اليابانية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لا سيما في المنطقتين العربية والأفريقية.

وأكد أصحاب الشركات، تطلعهم لبحث إمكانات تعظيم التعاون بين البلدين، خاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لا سيما في قطاعات السياحة وتكنولوجيا المعلومات والإنشاءات وصناعة وسائل النقل والأجهزة الكهربائية، وأخذاً في الاعتبار إمكانية الاستفادة من الخبرة اليابانية والتكنولوجيا التي تمتلكها في هذا الصدد لإقامة مشروعات مشتركة لتوطين الصناعة في مصر.

 

قمة صينية أفريقية مصغرة

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الصينية الأفريقية المصغرة، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتي جمعت إلى أيضا كلا من الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس السنغالي ماكي سال، وسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد خلال القمة حرص مصر على القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وأفريقيا، لاسيما في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، مع التركيز في هذا الصدد على أولويات التنمية في أفريقيا على أساس الملكية الوطنية لبرامج التنمية وأجندة التنمية الأفريقية 2063 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق والتعاون المستمر مع أشقائنا في القارة الأفريقية.

كما أشار الرئيس في ذات السياق إلى ضرورة بلورة نماذج عملية لتعزيز تعاون الصين مع أفريقيا، من خلال إقامة شراكات فاعلة وبحث أفضل السبل لتمويل مشروعات البنية التحتية في أفريقيا، مثل "ممر القاهرة - كيب تاون"، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وغيرها من مشروعات البنية التحتية الهامة في القارة، وذلك لأهمية مثل هذه المشروعات لتعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية فيها وتوفير فرص العمل لأبنائها، خاصةً مع دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ، معربا عن التطلع إلى دعم كافة شركاء القارة وعلى رأسهم الصين لتحقيق الخطوات التنفيذية والتشغيلية لهذه الاتفاقية على أرض الواقع بما يحقق تطلعات شعوب ودول القارة الأفريقية.

وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس أعاد تأكيد أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تعزيز مبادرة الصين الحزام والطريق ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها، خاصةً في ضوء قيام مصر حالياً بتنفيذ مشروع طموح لتنمية محور قناة السويس توظيفاً لموقعه الاستراتيجي الهام وسعياً لكي يصبح مركزاً لوجستيا واقتصاديا عالميا.

وقد قام الرئيس الصيني بإلقاء الضوء على نتائج المنتدى الثاني لقمة مبادرة الحزام والطريق، والذي عقدت فعالياته ببكين في إبريل الماضي، مؤكداً أن المبادرة تعد مكملة للشراكة بين الصين وأفريقيا، والتي رسخت الدور الرائد للصين كقوة اقتصادية عالمية تراعي مصالح الدول النامية وشعوبها وتحرص على دعم مسيرة التنمية المستدامة لتلك الدول من أجل عالم أفضل للجميع على أساس من تبادل المصالح والمكاسب المشتركة.

قمة مصرية سنغالية جنوب إفريقية

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتي جمعت إلى السيسي،  كلاً من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس السنغالي ماكي سال.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن القمة المصغرة جاءت في إطار جهود توحيد أصوات الدول الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التي تجمعها بالشركاء الاستراتيجيين، وعلى رأسها اجتماعات مجموعة العشرين، ومن ثم أهمية تنسيق مواقف الدول الثلاث المشاركة في اجتماعات المجموعة لهذا العام؛ باعتبار جنوب أفريقيا عضو دائم في المجموعة، والسنغال باعتبارها دولة رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات المعنية بالنيباد، ومصر باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وذلك بهدف تحقيق المصلحة المشتركة للقارة الأفريقية، لاسيما من خلال تناول الدول الثلاث للمواقف الجماعية للقارة الأفريقية خلال تفاعلاتها في القمة.

وقد تم التوافق خلال القمة المصغرة على العمل على إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء خلال اجتماعات مجموعة العشرين، مع التركيز في هذا الإطار على الأهداف المتضمنة في أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذلك المشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا، بالإضافة إلي المشروعات التي يتم تنفيذها من خلال وكالة التنمية الأفريقية "النيباد" باعتبارها الإطار المؤسسي لتنفيذ المشروعات التنموية في أفريقيا.

كما شدد الزعماء الأفارقة على أهمية العمل كذلك على توفير الموارد اللازمة لهذه المشروعات التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي الأفريقي، وذلك من خلال حشد المساهمات من الشركاء أو مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية أو من خلال مؤسسات القطاع الخاص.

كلمة الرئيس السيسي في قمة العشرين

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، أن المجتمع الدولي يواجه تحديات متعددة الأبعاد، تتعاظم جسامتها بشكل خاص في الإطار الإفريقي، مشيرا إلى أن من هذه التحديات تحقيق السلم والأمن، والقضاء على الفقر، ومكافحة الأمراض، ومواجهة تغير المناخ، والتصدي للهجرة غير الشرعية وغيرها، موضحا أن مشاركته في هذه القمة للاستماع إلى صوت القارة الإفريقية، وتوفر فرصة لاستعراض رؤيتنا تجاه مجموعة العشرين وتفاعلنا معها.

علاقة وثيقة بين الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية

جاء ذلك خلال كلمة السيسي اليوم في الجلسة الثالثة في قمة العشرين عدم المساواة، وعرض الرئيس السيسي الرؤية المصرية فيما يخص الشراكة بين الجانبين والتحديات الحالية، مؤكداً أن المسئولية الجماعية في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، خاصةً في الدول التي كانت تعاني من نزاعات مطولة، مشيراً إلى العلاقة المتلازمة بين الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها.

وأوضح السيسي، أنه مازالت أطر حوكمة النظام الاقتصادي والمالي العالمي، تحتاج إلى إصلاح يعكس مشاركة العالم النامي في عملية اتخاذ القرار بشكل عادل وشفاف، وبصفة خاصة فيما يتعلق بالدول الأفريقية، مع تأكيد أهمية الحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف المحكوم بالقواعد.

ورحب السيسي بالتعاون في إطار شراكات جادة مع مجموعة العشرين لتحقيق التنمية، وفق الخطط والبرامج الوطنية لدولنا، وأجندة 2063 التي تحمل رؤية القارة لتحقيق تنميتها المستدامة، وتتكامل مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 التي توافقنا عليها جميعاً.

علاقة مصالح مشتركة

وشدد الرئيس على أن تتأسس العلاقة بيننا على المصلحة المشتركة، فالترابط والتشابك الذي يميز عالمنا اليوم جعل من التعاون ضرورة ملحة تحقق المنافع لأطرافه، مع الابتعاد عن أية قيود سياسية تفرض أعباء إضافية، أو محاولات فرض نماذج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد السيسي، أنه رغم التحديات العديدة، فالقارة الإفريقية لديها الكثير مما يمكن أن تقدمه، فهناك إمكانات وسوق واعدة وغيرها من العناصر الجاذبة للعالم الخارجي.

مطالبات لقادة العشرين

وأوضح الرئيس أنه إذا كانت التحديات التي أشار إليها قائمة بالفعل على أرض الواقع، فإن التعايش معها أو التسليم بها، ليس بالأمر الحتمي، فبإمكاننا كمجتمع دولي تجاوزها، لافتاً إلى أنه لا شك أن مجموعة العشرين عليها دور كبير في زيادة الجهد الدولي في هذا السياق، عبر تذليل العقبات أمام النفاذ للتمويل، وعن طريق تيسير الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا البازغة وتسخيرها لخدمة أغراض التنمية، وتضييق الفجوة الرقمية، فضلاً عن توفير الخدمات الأساسية ومنها التعليم والنفاذ للدواء والتكنولوجيا العلاجية بتكلفة أقل.

وأشاد السيسي في كلمته بجهود الرئاسة اليابانية لمجموعة العشرين والتي اختارت موضوعات جديدة لتحظى بالأولوية، لاسيما فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي والاستفادة من فرص التجارة والتكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا البازغة، فضلاً عن البنية التحتية وتغير المناخ، إضافةً للقضايا الاجتماعية من تمكين للمرأة والصحة العامة والعدالة الاجتماعية.

وتابع السيسي: "وفي الوقت الذي أحدثكم فيه عن التزاماتكم تجاه القارة، فبالمثل، أود التطرق لبعض ما تقوم به دول أفريقيا بإرادتها الوطنية، وبما يجعلها أكثر قدرة على استيعاب أطر الشراكة الدولية".

وأضاف الرئيس:  "تتفقون على أن دخول الاتفاقية الأفريقية القارية للتجارة الحرة حيز النفاذ في 30 مايو 2019 ينمى من فرص التجارة البينية، ويوسع السوق المتاحة أمام الاستثمار في قارتنا، ويعزز قدراتنا التصنيعية، ويوفر فرص عمل خاصة للشباب، ويزيد من مساهمتنا في سلاسل القيمة العالمية".

تطوير البنية التحتية الأفريقية

وأشار الرئيس، إلى أن خطط تحقيق التكامل الإقليمي عبر تطوير البنية التحتية الأفريقية، وتنفيذ المشروعات العابرة للحدود، ومشروعات الطاقة، لاسيما الطاقة المتجددة، إنما تأتي على رأس أولوياتنا، وتتسق مع خيارنا الاستراتيجي في السير نحو الاندماج القاري.

وقال السيسي إنه على مسار مواز ومكمل، نمضي في طريق تطبيق آليات سليمة للحوكمة الاقتصادية، من خلال تبنى أساليب إدارة رشيدة تهدف إلى تعظيم الكفاءة والفعالية، وتوفر البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات، وتعد مكافحة الفساد جزءاً لا يتجزأ منها، كما يضطلع القطاع الخاص بالدور الرئيسي في تحريك عجلة النمو الاقتصادي المنشود، وتشكل جهود تمكين المرأة والشباب عنصراً أساسياً من استراتيجياتنا التنموية.

وجدد السيسي، التأكيد أن إرادتنا السياسية الأفريقية تتجه بخطوات ثابتة وجادة على الصعيد الوطني والقاري بشكل متكامل لتحقيق التنمية المستدامة بكافة أبعادها، جنباً إلى جنب مع ترحيبنا بالتعاون مع شركاء القارة، اتساقاً مع خططنا، وبما يحقق مستقبل أفضل لنا جميعاً.. فنظرة بسيطة وواقعية إلى تعداد قارتنا اليوم الذي يبلغ أكثر من 17% من سكان العالم، مع التوقع بأن يصل لأكثر من ربع سكان العالم بحلول عام 2050، تؤكد أن شراكتنا ليست خياراً، بل مقاربة ضرورية لا بديل عنها.