التصعيد الأمريكي الإيراني «المتبادل» متواصل.. والاتفاق النووي على المحك

علي خامنئي ودونالد ترامب
علي خامنئي ودونالد ترامب

لا تزال حمى التصعيد تنتشر في مستنقع العداء بين الولايات المتحدة وإيران، ولا يبدو سلاح المباحثات والمفاوضات يجدي نفعًا لإخماد لهيب التوتر بين الجانبين.

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزكى نار الخلافات بين الجانبين، مهددًا بشن هجومٍ قويٍ على إيران حال توجيه الأخيرة أي ضرباتٍ لأي هدفٍ أمريكيٍ، ويصل الأمر إلى حد المحو، كما قال.

 

وكتب ترامب على تويتر: "بيان إيران الذي ينطوي على جهل شديدة وإهانة، والذي صدر اليوم، إنما يظهر فحسب أنهم لا يدركون الواقع. أي هجوم من إيران على أي شيء أمريكي سيقابل بقوة كبيرة وكاسحة. في بعض المجالات كاسحة تعني المحو".

 

والبيان الذي يشير إلى ترامب في تغريدته هو صادرٌ عن طهران، وقالت فيه إن العقوبات الأمريكية الجديدة أجهضت أي دبلوماسية، ووصفت تصرفات البيت الأبيض بأنها "متخلفة عقليًا".

 

ويأتي هذا بعدما وقع الرئيس الأمريكي ترامب أمس أمرًا تنفيذيًا بعقوباتٍ اقتصاديةٍ مشددةٍ طالت المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي، وقال وزير الخزانة الأمريكي إنها ستشمل أيضًا تجميد حسابات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

 

امتعاض إيران

وفي غضون ذلك، اعتبرت الحكومة الإيرانية، اليوم الثلاثاء أن فرض عقوبات على الزعيم الأعلى علي خامنئي يمثل بمثابة هجوم على الأمة.

وكتب علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة على تويتر: "فرض عقوبات على الزعيم الأعلى، الذي أصدر للمرة الأولى فتوى ضد كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، هجوم مباشر على الأمة. هذا الإجراء سيزيد من وحدة الشعب الإيراني".

 

وفي تغريدةٍ منفصلةٍ، قال ربيعي إنه إذا أقدمت الولايات المتحدة على فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فإن ذلك سيظهر عدم اهتمام واشنطن بإجراء مفاوضات.

 

وتابع المتحدث الحكومي قائلًا "ترامب يقول إنه يريد التفاوض وفي الوقت ذاته يفرض عقوبات.. فرض عقوبات على ظريف سيظهر أن كل ما يقوله سطحيٌ وأنه يخشى دبلوماسيتنا المستندة إلى المنطق. تدمير الطائرة الأمريكية المسيرة أثار تشويشًا بشأن كل ما تقوله الولايات المتحدة عن الدبلوماسية".

 

مصير مجهول للاتفاق النووي

وعلى نحو منفصلٍ، بات مصير الاتفاق النووي المبرم مع إيران في يوليو عام 2015 في نفقٍ مظلمٍ، وقال علي شمخاني، أمين مجلس القومي الأعلى الإيراني، إن طهران ستعلن عن إجراءات جديدة لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي في السابع من يوليو المقبل.

 

كما تحدث عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، عن أن بلاده لم يتبقَ لديها سببٌ لمواصلة التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بدون أن تبادلها الدول الأوروبية الموقعة عليها نفس الالتزام.

 

وقال عراقجي: "بالإشارة إلى الوعود التي لم تنفذ من الجانب الأوروبي، لا يوجد سبب لإيران لتنفيذ التزاماتها من جانب واحد"، مضيفًا أن إيران أبقت نافذة الدبلوماسية مفتوحة من خلال تقليص التزاماتها تدريجيًا.

 

وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إيران من مغبة انتهاك بنود الاتفاق النووي، معتبرًا ذلك بالخطأ الجسيم، وأنه ليس من مصلحة الجمهورية الإسلامية أن تقدم على ذلك.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق الذي وقعته بلاده رفقة خمس ٍ من القوى العظمى في العالم إبان حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، وأعاد فرض العقوبات على طهران مطلع شهر مايو المنصرم.