الحقن غير الآمن| 103 مليون حالة وفاة مبكرة عالميا و2020 طوق النجاة للمصريين

الحقن غير الآمن
الحقن غير الآمن

 

يتسبب الحقن غير الآمن عالميا، في 103 مليون حالة وفاة مبكرة وخسارة 26 مليون سنة من الحياة وخسارة 535 مليون دولار أمريكي في تحمل التكاليف الطبية، وهناك توجيهات مستمرة من منظمة الصحة العالمية للدول بضرورة التحول لاستخدام السرنجات ذاتية التدمير.

 

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن الاستخدام غير الآمن للسرنجات يتسبب في إصابة 260 ألف حالة بمرض نقص المناعة البشرية و21 مليون إصابة بالالتهاب الكبدي B و2 مليون حالة إصابة بفيروس الالتهاب الكبدي C.

 

قصة تفشي فيروس سي في مصر 

 

ويعتبر الحقن غير الآمن السبب الرئيسي في انتشار وتوطن فيروس سي في مصر خلال الفترة 1960-1980 أثناء علاج مرضى البلهارسيا التي كانت تهدد نسبة كبيرة من المصريين وخاصة العاملين في الزراعة، وسكان الريف.

 

اعتقد الكثير من غير المتخصصين، أنه بتوفير السرنجات أحادية الاستخدام قد أصبح الحقن أمنا في مصر، ولكن استمر تعرض مقدمي الخدمة الصحية للوخز، وكذلك عمال النفايات؛ مما أدى إلى زيادة نسب توطن الفيروسات المنقولة عن طريق الدم وبخاصة فيروس سي لدى مقدمي الخدمة الصحية بنسبة 16% وبين العاملين في جمع النفايات الطبية  بنسبة 13% مقارنة بعامة المجتمع حسب أخر إحصاء الذين تصل نسبتهم إلى 4%.

 

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن مصر تعتبر من أكثر الدول إصابة بفيروس الالتهاب الكبدي C، فيما أكدت أخر المسوحات الرسمية لوزارة الصحة والسكان بالتعاون مع الشركاء والداعمين أن نسبة الإصابة تصل إلى 4% في الفئة العمرية من سن يوم إلى 59 عام.

مريض فيروس سي يهدد حياة 4 من المحيطين

 

وأوضح أستاذ الجهاز الهضمي وعلاج أمراض الكبد د.جمال عصمت، أن التقدم الذي شهدته مصر في علاج فيروس سي، كان الهدف منه الوصول إلى ٤ ملايين شخص مصابين بالمرض غير مكتشف إصابتهم من قبل، نظرا لأن استمرار عدم اكتشافهم يعني انتقال العدوى لـ12 مليون شخص خلال الفترة القادمة، بعد أن كشفت الأبحاث التي تم إجرائها إلى أن العدوى تنتقل من شخص واحد إلى 4 أشخاص خلال فترة حياته.

 

وأكد د.جمال عصمت، أن الدليل على ذلك أنه عند حساب عدد السرنجات التي يتم استخدامها في مصر مقارنة بعدد السرنجات المصنعة أو المستوردة من الخارج، أكتشف أن 25% من السرنجات يعاد استخدامها مرة أخرى، وذلك بالقياس على متوسط الاستخدام للشخص المتعارف عليه دوليا، حيث يوجد فجوة في مصر بعد حساب كمية السرنجات المصنعة محليا والمستوردة، وغالبا الفرق يعود إلى السرنجات التي يعاد استخدامها، وعندما تم إجراء تلك الإحصاءات بواسطة مسئولي الصحة العامة في مصر اكتشفوا أن 25% من الحقن يعاد استخدامها مرة أخرى، مشيرا إلى أن الحل الأمثل هو التوعية ونشر الثقافة الطبية الصحيحة، ووضع قوانين ومعايير لمعاقبة هؤلاء القائمين على إعادة استخدام السرنجات واستخدامها مرة أخرى في حقن أشخاص آخرين ونقل العدوى لهم.

 

قرار حاسم من وزارة الصحة

 

اتخذت وزارة الصحة والسكان، قرارا بوقف استخدام السرنجات العادية واستبدالها بالسرنجات الآمنة ذاتية التدمير في جميع الجهات الحكومية، بداية من شهر يوليو 2020.

 

وتعاقدت الوزارة، مع الهيئة العربية للتصنيع، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السرنجات الآمنة ذاتية التدمير، بالإضافة إلى تغطية احتياجات الوزارة من الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، في إطار تنفيذ مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي «100 مليون صحة».