«أنوبيس» إله التحنيط عند الفراعنة يظهر في حفل افتتاح بطولة الأمم الأفريقية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يظهر تمثال"أنوبيس"، إله التحنيط وحارس الجبانة عند القدماء المصريين، الجمعة 21 يونيو، في حفل افتتاح بطولة الأمم الأفريقية حيث تم وضعه عند مدخل ملعب استاد القاهرة الدولي. 

وعن الأهمية التاريخية لـ(أنوبيس)، قال الأثري علي أبودشيش عضو اتحاد الأثريين المصريين، في تصريح خاص، إن (أنوبيس) كان دائما يتمثل في جسد إنسان برأس حيوان ابن آوي "من فصيلة الذئاب" بلون أسود في مصر القديمة وكان رمزا للحساب والميزان الرمزي الجنائزي. 

وأضاف أنه لقب بحامي القبور حيث كان يحمي مقابر الموتى من فوق الجبال غرب ضفاف نهر النيل في طيبة، حيث كان المصريون يدفنون موتاهم دائما في الغرب ، ويقبع جيش "أنوبيس" أسفل رمال الصحراء.

وأوضح أن أنوبيس في النصوص المصرية القديمة كان يعرف باسم (Inpw)، أي (الابن الملكي)، وكلمة (inp) تعني (يتعفن)، وهذا يوضح صلة المعبود "أنوبيس" بالجثث والأموات؛ تلك التي تتعفن إن لم تتحنط وتعنى أيضا (ضم، ربط، لف؛ في لفافة)، وهو شأن المومياء الملفوفة في اللفائف الكتانية، والتي يقوم "أنوبيس" بحراستها.

وأشار إلى أن المعبود "أنوبيس" هو الابن الرابع للمعبود "رع"، وقد رأى المصريون في ابن آوى العدو اللدود لجثث الموتى ، حيث يقوم بنبش القبور والعبث بالجثث ولعل ذلك كان السبب وراء تقديسه كرب للموتى وحامي للجبانة وذلك اتقاء لشره وحظي بهذه المكانة من العبادة والتقديس نظراً للدور الذي لعبه في قصة "أوزير"، حيث قام "أنوبيس" بتحنيطه وإقامة الطقوس والشعائر له. 

وتابع قائلا : "إنه تم تقديس "أنوبيس" في "القيس" عاصمة الإقليم السابع عشر من أقاليم مصر العليا، وتقع المدينة جنوب غرب "بنى مزار" بمحافظة المنيا على الضفة الشرقية لبحر يوسف وكان يعرف باسم "إنبـو"، وعرفه اليونانيون باسم "كينوبوليس"، أي(مدينة الكلب)". 

ولفت إلى أن "أنوبيس" حمل العديد من الألقاب مثل "خنتى إمنتيو"، أي (إمام الغربيين، إشارة إلى الموتى المدفونين في المقابر في الغرب، وهو من ألقاب "أوزير" أيضا ،وعرف أيضا باللقب "خنتى سَح نثر" (xnty sH-nTr)، أي (رئيس السرادق أو الخيمة الإلهية أو المقدسة)، وذلك إشارة إلى المكان الذي تتم فيه عملية التحنيط، كما عرف أيضا بلقب (tpy Dw.f)، أي (الذى يعلو جبله)، أو (الرابض فوق جبله، في إشارة إلى المناطق الجبلية والصحراوية التي تمثل الجبانات، حيث يعتبر "أنوبيس" سيد الجبانة، فهو الذي يقوم بحماية الموتى. 

وعن أهمية "أنوبيس" في مصر القديمة،  قال أبودشيش إنه لعب أدوارا بالغة الأهمية في (محكمة الموتى)، حيث اعتبر هو المسئول عن وزن قلب المتوفى في قاعة المحكمة، إذ يقوم باستقبال المتوفى في قاعة "أوزير" ،ويصور عادة أسفل الميزان واقفاً أو راكعاً، وكذلك فقد لعب دورا رئيسا في عملية التحنيط، والذي يعد أهم أدواره ، إذ يقوم بعملية تطهير الجثة ودهنها وتحنيطها، ثم لفها في اللفائف الكتانية، وقد ارتبط بعملية التحنيط من خلال دوره في تحنيط المعبود "أوزير" في أسطورة "أوزير". 

وأضاف أنه ارتبط أيضاً بطقسة (فتح الفم)، وذلك في "نصوص الأهرام"، حيث يرتدى الكاهن الذي يؤدى الشعيرة قناعاً لأنوبيس، وتتم هذه الطقسة بعد عملية التحنيط للمتوفى بهدف منح المتوفى المقدرة على استخدام فمه وشتى جوارحه بشكل طبيعي في الحياة الأخرى.

وتابع أنه ارتبط كذلك بشكل واضح بصيغ التقدمة الجنائزية (Htp-di-nsw) في مقابر الأفراد من عصر الدولة القديمة، والتي سجلت على الأبواب الوهمية، وأعتاب المداخل، واللوحات الجنائزية.

واتحد "أنوبيس" مع الملك في "نصوص الأهرام"، حيث كان الملك يوصف بأن (له جسد "آتوم"، ووجه "أنوبيس")؛ كما أنه اعتبر (الابن الملكي المسئول عن تحنيط الملك المتوفى). 

وأوضح أن المعبود "أنوبيس" ارتبط بالعديد من الأرباب، فقد ارتبط بالمعبود "أوزير" في علاقة وثيقة بوصفه (رب الموتى) وكون "أنوبيس" ابناً لأوزير، كما اكتسب "أنوبيس" صبغة اللون الأسود الخاص بأوزير علاوة على أن "أنوبيس" هو الذى قام بتحنيط "أوزير"، وظهر المعبودان معاً في (محكمة الموتى)، وفي العديد من النصوص والمناظر.