مايا مرسي: الدولة تتحمل 8 مليارات جنيه لمعالجة ظاهرة العنف ضد المرأة

المؤتمر الإقليمي حول القضاء على زواج الأطفال وختان الإناث
المؤتمر الإقليمي حول القضاء على زواج الأطفال وختان الإناث

انطلقت فعاليات المؤتمر الإقليمي حول القضاء على زواج الأطفال وختان الإناث، اليوم الأربعاء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

استهلت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، كلمتها بالتساؤل: "هل تدرك كل أم وكل أب وجدة يقدمون على ارتكاب هذه الممارسات الضارة في حق بناتهن أنهن يخونون العهد في تحقيق الأمن والأمان لأطفالهم الذي قطعوه معهم منذ ولادتهم ؟".
 
في ما يخص ختان الإناث، أوضحت د.مايا مرسي، أن ما يتم قطعه من أجزاء الجهاز التناسلي الخارجي للأنثى ليست بزوائد بل هي أعضاء حية، لها وظائف حيوية هامة في جسد الفتاة أو المرأة الناضجة، وقطعها يتسبب في العديد من الأضرار والمضاعفات الصحية والمشاكل النفسية للطفلة والمرأة فيما بعد.


      
وعن قضية زواج الأطفال، أكدت رئيس المجلس القومي للمرأة أن الأم والأب يسلبون بناتهن بهذه الممارسة أبسط حقوقهن في الاستمتاع بطفولة بريئة سعيدة، والحصول على تعليم أفضل واكتساب خبرات ومهارات؛ مما يهدر فرصهن في إيجاد عمل لائق يدر دخلاُ، فتظل ذليلة ظروف اقتصادية واجتماعية لاذنب لها فيها، كما أنهم بهذه الممارسة يتاجرون ببناتهم بصرف النظر عن الدوافع خلف ذلك، علاوة على أن هذه الممارسات قد تودي بحياة الفتيات.

 

وأكدت د.مايا مرسى أن حقوق الطفلة والمرأة جزء أصيل من حقوق الإنسان ولا تقبل الفصل أو التجزئة، ولا يمكن إحراز التقدم في مجالات التعليم أو الصحة أو المساواة بين الجنسين، في ظل وجود حالات لفتيات تتزوج في سن صغيرة أو يُبقين خارج المدرسة أو لديهن أطفال قبل أن تكن جاهزات لتحمل تلك المسئولية، موضحة أنه لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالفقر، والصحة، والتعليم، والتغذية، والأمن الغذائي، والمساواة والنمو الاقتصادي دون إحراز تقدم كبير في إنهاء زواج الأطفال.
 
وأشارت رئيسة المجلس، إلى أن المرأة الأفريقية تمثل 60% في القارة، وعدم تمكينهن يعني تخلف أكثر من نصف قوة القارة عن المشاركة في ركب التنمية الأفريقية.  
   
وشددت الدكتورة مايا مرسي، على أن مصر الأن أوفر حظًا في وجود إرادة سياسية مؤمنة ومساندة لقضايا المرأة والطفل.. 

وقدمت رئيسة المجلس، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لوضعه هذا المؤتمر العام تحت رعايته، وعلى كل ما يقدمه للفتاة والمرأة المصرية والإفريقية في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي، لافتة إلى أعلان رئيس الجمهورية 2017 عام المرأة المصرية و2018 عام الإعاقة وعام 2019 للتعليم لتكون سابقة تاريخية ودليل على القيادة السياسية الواعية. 

 

وأضافت أن مصر تنتهج سياسات تقوم على تمكين الفتيات بالمعلومات والمهارات والدعم وتثقيف وحشد وتوعية الآباء وأفراد المجتمع، وتحسين وصول الفتيات إلى التعليم عالي الجودة، فضلاً عن تقديم الدعم الاقتصادي والحوافز للفتيات وعائلاتهن وتشجيع القوانين والسياسات الداعمة، ورفع الوعي لتغيير السلوك وإشراك الرجال والفتيان، والاعتماد على قادة الفكر الديني المتطور لتبديد أسطورة أن ختان الإناث ضرورة دينية، وأن زواج البنات فى سن صغيرة حماية أو سترة.

 

وأضافت رئيسة المجلس، أن مصر حققت خلال الأربع سنوات الماضية تقدماُ ملموساً في مجال حماية المرأة من جميع أشكال العنف، ومنها الزواج المبكر وختان الإناث، حيث صدرت الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة عام 2015 وتضمنت هاتان القضيتان، كما صدرت دراسة التكلفة الاقتصادية للعنف ضد المرأة والتي تعتبر تجربة رائدة، وأظهرت نتائجها أن الدولة تتحمل 8 مليار جنيه من ميزانيتها لمعالجة ظاهرة العنف ضد المرأة، مضيفة: "لدينا استراتيجية للقضاء على الختان واستراتيجية للقضاء على الزواج المبكر أو زواج الأطفال والقاصرات".

 

وقالت الدكتورة مايا مرسى، إن تشكيل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة يمثل خطوة هامة للعمل معاً من أجل مصر خالية تماماً من ختان الإناث، وتنسيق كافة الجهود والشراكة مع كل أجهزة الدولة والمجتمع المدني للعمل من أجل مصر خالية من ختان الإناث.


    
وأوضحت رئيس المجلس، أن تغيير السلوكيات السلبية في أي مجتمع يستغرق العديد من السنوات، لأنها تستند لعادات وتقاليد متأصلة، مستطردة: "لكننا ندرك أيضاُ خصوصية المرحلة التي نمر بها والتي تمكن الفتيات والأمهات والآباء والجدات من رفض ختان الإناث أو زواج الأطفال".

 

واستطردت: "نعي أنه يجب علينا العمل من خلال جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، والخطاب الديني، ووسائل الإعلام لنشر الوعي بخطورة وأضرار هذه الجرائم التي لاتسقط بالتقادم، لأنها تطال حاضر البنت ومستقبلها كامرأة وكزوجة وأم".

 

وشددت الدكتورة مايا مرسي على أن النجاح في غرس  الوعي بخطورة وأضرار هذه الممارسات الضارة على الفتاة سوف تجنيه في القريب العاجل طفلة في صعيد مصر أو في قلب الدلتا، بل وتهبه لأخريات حولها.

 

وأوضحت رئيسة المجلس، أن اللجنة الوطنية بدأت عملها بالمرحلة الأولى من حملة التوعية "احميها من الختان" التي انطلقت عبر محطات الراديو والديجتال ميديا، وتواجدت في كل المحافظات والنجوع من خلال قوافل التوعية التي تزامن إطلاقها مع اليوم الوطني للقضاء على ختان البنات، وأنه بفضل العمل المشترك مع كافة الشركاء الملتزمون وبقيادة وطنية عازمة على أن توفي رسالتها، مؤكدة: "سيأتي اليوم القريب الذي يخرج منه زواج الأطفال وختان الإناث من مفرداتنا وعاداتنا وبيوتنا وتعيش فيه البنت في أفريقيا طفولة آمنة وهذه مجرد خطوات لاستكمال ما بدأه جيل من الرواد في هذه القضية". 

 

واختتمت كلمتها، بالتأكيد على أن الاستثمار في الطفلة هو اختيار إنساني ينتصر في المقام الأول للحق في الحياة والتعليم والنماء كما أنه اختيار لمستقبل أفضل لمجتمعاتنا، ومسؤوليتنا أن نوفر لبناتنا بيئة خالية من العنف، قائلة "علم فتاة..مكن فتاة.. سوف تمكن وطن بأكملة".