قصص وعبر| القهوجي.. ضحية رمانة عادل إمام

ارشيفية
ارشيفية

 
قضية تطل فيها الجريمة بأبشع صورها، وأشنع ملامحها، فما أبغض من الاعتداء على حق الإنسان في الحياة، وقد نهى المولى عز وجل في جميع شرائعه عن قتل النفس إلا بالحق، وجعله من أشد الأعمال جرما وأكبرها إثما.
 
 حيث قام ٣ أشخاص يحملون بين ضلوعهم حجر صوان، وتجردوا من كل مشاعر الرحمة والإنسانية للانتقام من جارهم القهوجي وعلى طريقة فيلم المولد للفنان عادل إمام "علقوا له الرمانة" بعدما أذاقواه طعم الموت مرا وعلقما، وألقوا به في إحدى الترع حيا.
 
 أنهى القهوجي عمله بالمقهى، وتوجه إلى منزله يجر قدماه من شدة التعب بعد يوم عمل شاق، ولم يكن يعلم بأن هناك ٣ وحوش كاسرة في انتظاره، وما إن اقترب إلى المنزل انقضوا عليه وسددوا له الضربات المتتالية والسريعة بعصا غليظة فوق رأسه أفقدته الوعي وسقط مغشيا عليه، وبسرعة البرق حملوه فوق دراجة بخارية وتوجهوا به إلي أحد المنازل المهجورة، وأقاموا حفل تعذيب بشع حيث تناوبوا الاعتداء عليه بالضرب الموجع في جميع أنحاء جسده بعد أن قيدوه وكمموا فمه، ولم يرحموا ضعفه وهوانه، وبكاءه إلى أن أشهرت غدده الدمعية إفلاسها،  وتوقفت عن ضخ الدموع وتحولت إلى غدد للنحيب الجاف من شدة الألم وإهدار كرامته، ليس ذلك فحسب بل قاموا باعطاءه أقراص مخدرة ومهدئة لعدم سماع صوته، واستمروا في فعل تلك الأفعال غير الإنسانية لمدة يومان، واتخذوا بعدها القرار للتخلص منه.
 
 وفي جلسة مع الشيطان قرر ثلاثتهم الاستعانة بتنفيذ مشهد من فيلم المولد واقترح أحدهم قائلا: "نعلق له الرمانة" كي لا يكتشف أحد أمرنا وبالفعل قيدوه بالسلاسل الحديديةوكمكوا فمه بشريط لاصق، وأوصلوا السلاسل بحجر أسمنتي، وحملوه دون رحمة أو شفقة ولم تشفع له دموعه التي جفت أن يتركوه، وانطلقوا به فوق الدراجة البخارية بعد أن أسدل الليل ستائره، وغمر الأرض الزراعية الظلام الدامس، ارتجف جسده النحيل وانطلق بريق الرعب والهلع من عينيه يشوبه نظرات توسل واستعطاف، لم يبالوا به وفي لمح البصر ألقوه في جوف مياه الترعة، وفروا هاربين معتقدين الهرب من عدالة السماء.
 
وشاءت إرادة المولى أن تطفو جثة القهوجي أمام إحدى القرى وهو موثوق اليدين والقدمين ومكمم الفم وملفوف حول خصره جنزير حديد، وبه جارحين غائرين بالجانب الأيسر ومؤخرة الرأس، أصيب الأهالي بحالة من الذعر، وباخطار اللواء محمد هندي مدير إدارة البحث الجنائي بالبحيرة، وأسفرت التحريات التي قادها العقيد إيهاب المسارع رئيس فرع البحث الجنائي، والمقدم أحمد أبو غزالة رئيس مباحث كوم حمادة إلى تحديد مرتكبي الواقعة، واستدعاء شقيق القهوجي الذي تعرف على جثته.
 
 وبعد القبض على المتهمين اعترفوا بجريمتهم وإقدامهم على الانتقام من القهوجي بسبب خلافات الجيرة بين عائلة القهوجي، وعائلة أحد المتهمين الذي استعان بصديقيه لتنفيذ الجريمة.
 
 وجاء قرار هيئة محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار أحمد حسام، وعضوية المستشارين حسام 
 الصياد، وأشرف عبد الراضي بالاعدام شنقا، وإحالة أوراق القضية إلى فضيلة المفتي لاستطلاع الرأي الشرعي في الحكم عليهم.