البرلمان العربي يدعو إلى التصدي لمغالطات المنظمات حول «عقوبة الإعدام»

الدكتور مشعل السلمي
الدكتور مشعل السلمي

انتقد الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، كافة المغالطات الواردة في التقارير والبيانات الصادرة عن بعض الهيئات والمنظمات الدولية والتي تُعقِب على الأحكام القضائية في بعض الدول العربية وتتناولها بالنقد والتعليق من خلال مدخل حقوق الإنسان، والتشكيك في نزاهة هذه الأحكام.

واعتبر السلمي في كلمته أمام ندوة "عقوبة الإعدام في الدول العربية وضمانات التطبيق" التي نظمها البرلمان العربي اليوم الاثنين 17 يونيو، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، أن هذا التشكيك يُعد تدخلًا سافرًا وغير مقبول في أعمال القضاء المستقل، وتعديًا على مبدأ احترام سيادة الدول وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية الذي يرتكز على احترام وتساوي سيادات الدول على الصعيد الدولي.

تنفيذ تعاليم الإسلام

وفي مواجهة الانتقادات التي توجهها بعض منظمات حقوق الإنسان العالمية للدول العربية والإسلامية التي تطبق عقوبة الإعدام، دعا السلمي لضرورة تضافر الجهود البرلمانية والرسمية، للتعاون والتكامل عبر كافة المحافل الإقليمية والدولية لتوضيح الصورة الحقيقية للشريعة الإسلامية السميحة، التي اعتبرت العقوبة شكلًا من أشكال الإنصاف الفردي والجماعي،

وأضاف السلمي أن الشريعة الإسلامية راعت الكثير من الضوابط والشروط قبل الحكم بالإعدام وقبل تنفيذه، وقد حققت بمسلكها هذا في تقرير ضوابط عقوبة الإعدام وشروط توقيعها منذ أربعة عشر قرنًا أسمى ما يسعى له فلاسفة القانون والمشرعين في مجال العدالة والإنصاف.

وقال السلمي إن البرلمان العربي قام بتنظيم هذه الندوة في إطار اختصاصاته المنصوص عليها في المادة الخامسة من نظامه الأساسي بشأن توحيد التشريعات العربية، لإعداد مشروع قانونٍ عربيٍ استرشاديٍ موحدٍ لعقوبة الإعدام وضمانات تطبيقها في الدول العربية.

وأوضح الدكتور مشعل السلمي أن مبادرة البرلمان العربي لعقد هذه الندوة المهمة تأتى في إطار جهوده للتصدي للتقارير السلبية التي تصدرها بعض المنظمات الدولية بشأن حالة حقوق الإنسان في الدول العربية خاصةً ما يتعلق بعقوبة الإعدام، والرد على كافة المغالطات الواردة في التقارير والبيانات الصادرة عن بعض الهيئات والمنظمات الدولية.

 وقال رئيس البرلمان العربي إنه استكمالًا للجهود البرلمانية العربية على كافة الأصعدة والمحافل الدولية لشرح الحقائق وتوضيح المفاهيم وكشف المغالطات، قام البرلمان العربي بإنشاء لجنةٍ تختص بالتعامل مع التقارير المسيسة التي تصدر عن المنظمات الإقليمية والدولية حول حالة حقوق الإنسان في العالم العربي.

وأشار السلمي إلى أن اللجنة تقوم بدراسة هذه التقارير وتحليلها والرد عليها، ومطالبة كافة الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان بضرورة الامتثال للمواثيق الدولية واحترام الأعراف والتقاليد القضائية وعدم تناول الأحكام في الدول العربية صونًا لمكانة القضاء وتوطيدًا لاستقلاله.

أهداف الندوة

كما أكد السلمي حرص البرلمان العربي لعقد هذه الندوة وما يتمخض عنها من مناقشاتٍ وتوصياتٍ بحضور متخصصين في الدراسات الشرعية والقانونية تمهيدًا لإعداد مشروع قانونٍ عربيٍ استرشادي لعقوبة الإعدام وضمانات تطبيقها في الدول العربية.

وأكمل حديثه قائلًا "كما تهدف الندوة إلى توضيح الحقائق حول موقف الدول العربية المبني على الشريعة الإسلامية من تطبيق عقوبة الإعدام، ومدى حرص الإسلام على حماية حقوق الإنسان ومنها الحق في الحياة وتوفير كافة الضمانات قبل تطبيق عقوبة الإعدام، حيث قام الإسلام بدورٍ تاريخيٍ فاعلٍ ومؤثرٍ في تقليل وتقليص حالات الإعدام لاسيما في الظروف القاسية التي كانت تتسع دائرتها عند الكثير من الأمم، وذلك عبر تأصيل وتأسيس قواعد لتضييق التطبيق، كقاعدة حرمة الدم وقاعدة درء الحدود بالشبهات، وقاعدة الاحتياط في الدماء".

إن الهدف الأسمى من عقوبة الإعدام في الشريعة الإسلامية يتمثل في تحقيق العدالة بكل أبعادها النفسية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية.