أمم إفريقيا 2019| حكايات من «الكان».. لعنة البطل والوداع المخيب في النسخة الموالية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، المقررة في مصر صيف هذا العام، وبات يفصلنا أحد عشر يومًا على انطلاق الحدث، الذي يمثل عرس كرة القدم في القارة السمراء.

ونقدم لكم سلسلة من الحكايات والروايات عما دار في النسخ الماضية من الكان، واليوم نروي لكم قصة لعنة البطل الذي تلازمه بصورةٍ دائمةٍ في النسخة التالية لتتويجه باللقب.

وخلال واحد وثلاثين نسخةً من أمم أفريقيا، فشل حامل اللقب فشلًا ذريعًا في ما يقرب من نصف البطولات، فودع من الدور الأول في ثلاث عشرة مناسبةً، وفشل في التأهل من الأساس في مناسبتين.

بداية اللعنة

إثيوبيا هي من قصت هذا الشريط في رابع نسخ الكان في غانا عام 1963، بعد أن دخلت البطولة وهي تحمل لقبها، وودعت إثيوبيا من الدور الأول بعد الهزيمة أمام غانا بهدفين نظيفين، ولم يشفع لها فوزها على تونس بأربعة أهداف مقابل هدفين في العبور للدور النهائي، واكتفت بلعب المباراة الترتيبية أمام مصر وخسرت بثلاثية نظيفة.

وكانت لوائح البطولة تقتضي تأهل متصدر كل مجموعة مباشرةً للدور النهائي، على أن يلعب صاحب المركز الثاني المباراة الترتيبية.

بعد ذلك بسبع سنوات في نسخة السودان عام 1970، دخلت الكونغو كينشاسا (الكونغو الديمقراطية حاليًا) البطولة وهي حاملةً للقب، وجاءت في المجموعة الثانية رفقة غانا ومصر وغينيا، واستهلت مشوارها بالخسارة أمام غانا بهدفين نظيفين، ثم تعادلت مع غينيا بهدفين لمثلهما، قبل أن تخسر أمام مصر بهدفٍ نظيفٍ لتودع الكان من الدور الأول.

وفي النسخة الموالية عام 1972 بالكاميرون، استهلت السودان حملة الدفاع عن لقبها بالتعادل أمام منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية) بهدفٍ لمثله، ثم تعادلت مع المغرب بالنتيجة ذاتها قبل أن تخسر في ختام الدور الأول أمام منتخب جمهورية الكونغو برازفيل بهدفين مقابل أربعة أهداف، لتودع الكان من الدور الأول.

إقصاءات على التوالي

وجاء الدور على منتخب زائير عام 1976 في غينيا، حينما دخل البطولة وهو حاملٌ للقب، فبدأ مشواره المخيب بالخسارة أمام نيجيريا بنتيجة 2-4، ثم أمام المغرب بهدفٍ نظيفٍ، قبل أن يتعادل في مباراة تحصيل حاصل مع السودان بهدفٍ لمثله، ليتذيل ترتيب المجموعة.

وفي النسخة التالية في غانا 1978، دخلت المغرب البطولة حاملةً للقب، وافتتحت مشوارها بالتعادل مع منتخب تونس بهدفٍ لمثله، ثم انتصرت على الكونغو بهدفٍ نظيفٍ، لتواجه صدمةً في المباراة الأخيرة بالمجموعة بالخسارة أمام أوغندا بثلاثية نظيفةٍ، أقصتها من الدور الأول.

بعد ذلك مباشرةً في نسخة نيجيريا عام 1980، واجهت غانا "حاملة اللقب" مصير من سبقوها، فودعت الدور الأول رغم البداية الجيدة بالتعادل السلبي مع الجزائر ثم الانتصار على غينيا بهدفٍ نظيفٍ، قبل أن تخسر أمام المغرب بالنتيجة ذاتها لتودع البطولة من الدور الأول بفارق الأفضلية الهجومية عن منتخب المغرب.

وفي نسخة ليبيا 1982 تواصل الإخفاق المتتالي لحامل اللقب، وحان الدور على نيجيريا، التي فشلت هي الأخرى في عبور الدور الأول رغم البداية القوية بالانتصار على إثيوبيا بثلاثيةٍ نظيفةٍ، لكنها تكبدت بعد ذلك خسارتين، الأولى أمام الجزائر بهدفٍ لقاء اثنين، والثانية أمام زامبيا بثلاثية نظيفة، لتودع النسور النيجيرية من الدور الأول.

ولم يتوقف مسلسل خروج حامل اللقب المتتالي عند هذا الحد، ففي نسخة كوت ديفوار 1984، لاقت غانا نفس المصير، وتلقت خسارتين في البداية أمام نيجيريا بهدفٍ لاثنين، وأمام الجزائر بهدفين نظيفين، كانتا كفيلتين لإقصاء النجوم السوداء، واكتفت بفوزٍ شرفيٍ على مالاوي بهدفٍ نظيفٍ.

وفي نسخة 1988 بالمغرب، تجرعت مصر من نفس الكأس، فبدأت مشوارها بالخسارة أمام الكاميرون بهدفٍ نظيفٍ، قبل أن تكتسح كينيا بثلاثيةٍ نظيفةٍ، بيد أن تعادلها السلبي مع نيجيريا كلف أحفاد الفراعنة الوداع من الدور الأول.

وتواصل الأمر مع الكاميرون "بطلة 1988" في نسخة 1990 بالجزائر، فتعرضت لخسارتين في البداية أمام زامبيا بهدفٍ نظيفٍ والسنغال بهدفينٍ نظيفينٍ، لتودع البطولة من الدور الأول بفوزٍ شرفيٍ على كينيا بهدفين نظيفين.

وفي النسخة التالية 1992 بالسنغال، عرفت الجزائر نفس المصير، حينما ودعت من الدور الأول بعد خسارةٍ كبيرةٍ أمام كوت ديفوار بثلاثية نظيفةٍ، وتعادلٍ مع الكونغو برازفيل بهدفٍ لمثله، أشر على خروج محاربي الصحراء من الدور الأول.

الأمور بعد ذلك عرفت توقف لعنة البطل في الكان باستثناء انسحاب نيجيريا "بطلة 1994" من نسخة 1996 في جنوب أفريقيا لأسبابٍ سياسيةٍ، وظلت اللعنة متوقفة لمدة عشرين عامًا حتى بدأ تحل من جديد في غينيا الاستوائية والجابون 2012.

عودة اللعنة

في هذه النسخة فشلت مصر حاملة اللقب في النسخ الثلاث السابقة 2006 و2008 و2010 في التأهل للبطولة، لتصبح أول حامل لقب يفشل في التأهل للبطولة منذ اعتماد نظام خوض حامل اللقب التصفيات بدءًا من تصفيات نسخة 2006.

وفي نسخة 2013 بجنوب أفريقيا، ودعت زامبيا "حاملة اللقب" البطولة من الدور الأول بعد ثلاثة تعادلات، بدأتها أمام إثيوبيا بهدفٍ لمثله، ثم أمام نيجيريا بالنتيجة ذاتها، ثم تعادل سلبي أمام بوركينا فاسو كبدها الإقصاء من الدور الأول.

وفي نسخة 2015 بغينيا الاستوائية، لم تتمكن نيجيريا حاملة اللقب من التأهل للبطولة، وفشلت في تصفيات الكان لتتنازل عن لقب البطولة من قبل أن تبدأ.

وفي نسخة 2017 الأخيرة بالجابون، فشلت كوت ديفوار في عبور الدور الأول، بعد مشوارٍ بدأ بتعادلٍ سلبيٍ أمام توجو، ثم تعادلٍ بهدفين لمثلهما أمام الكونغو الديمقراطية، قبل أن تخسر مباراة العبور للدور ربع النهائي أمام المغرب بهدفٍ نظيفٍ.

فهل تتفادى الكاميرون بطلة نسخة 2017 مسلسل الإقصاء من الدور الأول في الكان هذا العام، وهي ستلعب في المجموعة السادسة محفوفة المخاطر إلى جانب غانا وبنين وغينيا بيساو؟