أحمد خالد توفيق.. صديقنا الذي لن يرحل «حتى تحترق النجوم»

صورة من احتفال جوجل بميلاد أحمد خالد توفيق
صورة من احتفال جوجل بميلاد أحمد خالد توفيق

هو ذلك الصديق الذي سار معنا في كل الدروب دون أن يملنا، أو يمل حكاياتنا المكررة،.. «عرابٌ» تحدث معنا عن كل شيء الحب..الأمل ..اليأس ..المغامرة، وظل وافيًا للوعد الذي منحه للطفل الذي كناه يومًا بالبقاء معه حتى «تحترق النجوم».

أحمد خالد توفيق – الذي يحتفل جوجل بعيد ميلاده اليوم- لم يفارقنا يومًا، كبر معنا وكبرنا أمامه، تطورت بتطور شخصيات رواياته، وحتى بعد وفاته ظل هو الحاضر الذي لا يغيب أبدًا ولا يتوقف عن الحديث إلينا.

ففي كل مرحلة في حياتنا كانت لدينا الشخصية التي تمثل جزء مما نحياه وترسمها كلمات أحمد خالد توفيق، فكنا نعيش معها في عوالم لا تفنى ونجوم لا تحترق أبدًا.

رفعت إسماعيل.. السبعيني صديق طفولتنا

رفعت إسماعيل العجوز المتصالح مع كونه ليس ملاكا ولن يكون، كان الشخصية الأولى التي دخل منها د. أحمد خالد توفيق إلى عالمنا رغم أننا لم نكن نظن أبدًا أن يتحول هذا الرجل السبعيني «العادي» لصديق لنا.



فعندما كنا صغارًا حلمنا جميعًا بأن نعيش نفس حياة عالم الدم البائس ذو النظارة الطبية والبذلة الكحلية، دائم الانفعال، والذي رغم عدم تحدثه لغات لا عدد لها، وعدم امتلاكه أي نسبة للانتصار في أي معركة يدخلها، إلا أنه كان دائمًا يجد طريقة للنجاة.

وقصة حب العجوز السبعيني لماجي التي «تمشى على العشب دون أن تثنى منه عودًا واحدًا» لها جانب خاص من ذكريات جيلنا والتي انتظرنا النهاية السعيدة لها لسنوات، فمن منا لم يردد جملة «حتى تحترق النجوم» والتي لم تكتمل إلا بوفاة رفعت إسماعيل في آخر روايات سلسلة ما وراء الطبيعية في 2014.

عصام الشرقاوي.. رحلة البحث عن أنفسنا

في 2012 صدرت رواية د. أحمد خالد توفيق السنجة، وقتها كان الجيل الذي يقرأ ما وراء الطبيعية شارك أغلبه في ثورة يناير أو تأثر بها لحدٍ كبيرٍ، لتصدر بعدها الرواية التي كان بطلها الروائي عصام الشرقاوي.

عقب ثورة 25 يناير بأشهر كنا جميعًا نمر بحالة شك في كل شيء، سيل من الأسئلة لا يتوقف، هل مرت الثورة من هنا فعلا؟ هل ما نحمله من أفكار صحيح؟ هل تواجدنا يومًا على تلك الأرض من الأساس؟ مرحلة شك رسمها العراب في السنجة.

نذهب مع عصام الشرقاوي في رحلته بدحديرة الشناوي، ونبحث في سبب انتحار عفاف وماذا كانت تقصد من الأحرف الأخيرة التي كتبتها، ونرسم عوالم موازية مع إبراهيم أبو غصيبة وأحلامه التي تجعلنا لا نفرق بينها وبين الواقع.

وبعدما نسلم بأن كل شيء حدث، وأن الأحداث كلها وقعت، نبدأ مرحلة الشك في كل شيء مع الأسطر الأخيرة، فهل هذا العالم كان متواجد من الأساس؟ هل دحديرة الشناوي تلك مجرد خيال؟ وأين اختفى عصام الشرقاوي؟.

لنجد الإجابة واضحة في تقديم الرواية الذي كان يكشف فيه د. أحمد خالد توفيق كعادته كل شيء قبل أن نبدأ بوصفه لعصام الشرقاوي بأنه «الروائي الشهير كما يروج لنفسه، ولكنه لم يقرأ له أحد حرفًا وعندما اختفى لم يعثروا على أي شيء يدل على أنه كان موجودا في تلك الحياة».